بيان هيئة العلماة والدعاة بألمانيا بخصوص الثورة الليبية المباركة

{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
الحمد لله قاهر المتكبرين وقاصم الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين النبي المصطفي الكريم. وبعد

فإن هيئة العلماء والدعاة بألمانيا تابعت في ذهول ودهش، وحزن وقلق، المجزرة الوحشية التي تُرتكب في حق الشعب الليبي الأعزل الذي خرج يطالب بالحرية والعدالة والتغيير، فتعرض للقتل على يد مرتزقة استأجرهم الزعيم الليبي، فسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وقام هذا الطاغية بقصف شعبه بالطائرات الحربية والمدفعية وكأنه يقاوم جيشا محتلا، كما قام بقطع كل وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية والانترنت، والفضائيات التي تنقل الحقيقة للعالم، إننا لا نكاد نصدق ما يحدث ويجرى من حاكم مسلم ضد شعبه الأعزل، ثم كانت ثالثة الأثافي خروج ابنه ليهدد الشعب بالقتل علنا مؤكدا: سنقاتل إلى آخر طلقة. كل هذا جرى والمجتمع الدولي والعربي في صمت وسكون مطبق، فلم يتحرك أحد لإيقاف هذا القتل الوحشي المجنون. ونحن إذ نتابع هذه الأحداث نؤكد على ما يلي:
أولاً: كل من سقط في هذه الأحداث شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
ثانياً: على الشعب الليبي أن يثبت ويصبر ويحرص على سلمية احتجاجاته وحفظ مؤسسات بلده.
ثالثاً: يقيننا أن الله تعالى ناصر هذه الثورة ومحقق للشعب ما يريد (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) (إن ربك لبالمرصاد).
رابعاً: على الجيش وقواته، والأمن وكافة أفراده، الانضمام إلى صفوف الشعب وحمايته، وصيانة دمائه، والحذر من سفك الدماء ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).
خامسا: نناشد الحكومات والشعوب العربية والأوربية سرعة التحرك الدبلوماسي الفوري لوقف حمامات الدم ومحاكمة هذا الطاغية، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
سادسا: نحى الدبلوماسيين الليبيين الشرفاء الذين استقالوا من مناصبهم، اعتراضا على وحشية النظام الليبي مع الشعب، وندعو كافة السفراء والدبلوماسيين الليبيين إلى أن يحذو حذوهم، وأن ينصفوا شعوبهم في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة.
سابعاً: نناشد العلماء والدعاة في كل مكان أن يقوموا بدورهم في دعم الشعب الليبي، دعما روحيا بالقنوت في الصلوات والصيام والدعاء لنصرة المظلومين، ودعما ثقافيا بالمشاركة في الاعتصامات والاحتجاجات الفاضحة لهذا النظام وجرائمه، ودعما قانونيا باللجوء إلى الجهات القانونية الدولية لإيقاف هذه الجرائم ومحاكمة المسؤولين عنها.
اللهم انصر عبادك المستضعفين في ليبيا، وتقبل شهيدهم، وداو جريحهم، وأمن خائفهم، ووحد صفوفهم، وانتقم ممن ظلمهم إنك سميع مجيب.
 
د/ خالد حنفي
رئيس هيئة العلماء والدعاة بألمانيا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين