بيان رابطة العلماء السوريين حول ثورة ليبيا

 

بسم الله الرحمن الرحيم
رابطة العلماء السوريين تبارك ثورة شعبنا الحر في ليبيا
وتستنكر تهديدات القذافي الفَاجرة
 
الحمد لله قاصمِ الجبارين، مُهْلك المُفسدين، مُنصف المظلومين، والصلاة والسلام على أشرف رسله سيدنا محمد، مُنقذ المُستضعَفين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
اللهم لا حول ولا قوة إلا بك، نستعين بك اللهمَّ على القوم الظالمين الذين طَغَوا في البلاد، وخانوا العباد، وأكثروا فيها الفساد، يا ربنا صُبَّ عليهم صوت عذاب ، اللهم عليك بفرعون ليبيا وزبانيته وأزلامه وعملائه وحَرَسِه، والذين يُؤيِّدونه ويوالونه.
كنا نحسب أنَّ دماء المسلمين رخيصةٌ فقط عند أعدائهم من صهاينة وصليبيين، ولم يكن وارداً في خاطرنا، أن يتحوَّل القذافي إلى وحشٍ كاسر يستبيحُ دماءَ شعبه، ويقودُ حرباً أهلية ضَروساً على العُزَّل الذين يطالبون بحقوق إنسانيتهم وآدميتهم التي سرقها منهم خلال نيِّف وأربعين سنة.
يحرِّضُ عملاءه وأنصاره عليهم ليستبيحوا منهم الأعراضَ والدماء والأموال، فرعون الصغير هذا يمثل في خطبه وتهديداته دور فرعون الأول، الذي حكى الله عنه قوله: [فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى] {النَّازعات:24}، [مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى] {غافر:29} ، [لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ] {الشعراء:29}}.
إنَّ خطَّبة القذافي الأخيرة تحكي على مسمع الدنيا، وعلى مرأى العالم: عبارات الاستكبار والاستعلاء والطغيان والغرور، وأنَّه هو مجدُ ليبيا!، وهو صانع ليبياوهو خالق ليبيا!، ومستقبل ليبيا!، وهو تاريخ ليبيا!، وأنَّه زعيمها وقائدها إلى الأبد!.
ومع كل هذا التمادي الصارخ والمُعْلَن، والذي يتجاوز العقل والمنطق والقانون، والشريعة الدولية، وحقوق الإنسان، والمواثيق الأُمَميَّة، يقف العالم موقف المُتفرِّج، وتقف الدول الكبرى التي تحتكر القرار، موقف القلق على مصالحها في ليبيا!؛ إنها لا يفزعها الدماء التي تسيل في ليبيا ، ولكن يقلقها نفط ليبيا!! كما يقول الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
لقد كان القذافي بشكله وبصوره وبألبسته، وبتصريحاته، وبمواقفه يمثِّل سبَّة عارٍ في تاريخ العرب والمسلمين، وتاريخ البشرية كلها، صَبَر عليه شعبُنا في ليبيا أربعة عقود، ذاقَ فيها مُرَّ العذاب والهوان.
أنفق القذافي بلا رقيب ولا حسيب ثروة ليبيا على شراء الأنصار والدول والحُكَّام، ليرضي غرورَه، ويصنع زعامة زائفة، وليظهر كالطاووس تيهاً وعُجْباً.
بل لقد بدَّد القذافي ثروةَ ليبيا ودفعها ثمناً باهظاً لأخطائه القاتلة، وجرائمه البشعة، وتصرُّفاته الحمقاء.
إنَّ رابطة العلماء السوريين إذ تستنكر حماماتِ الدمِ في شوارع ليبيا، وتستنكرُ الحربَ الأهليَّة التي أعلن كِبْرها الطاغية القذافي، تناشد مسؤولي العالمين العربي والإسلامي، وكافَّة المُنظَّمات الشعبية والدولية، وكافَّة مُنظَّمات المجتمع المدني، وأحرار العالم أن ينتصروا لشعب ليبيا، وليمدوا يد العون والفداء لأحرار ليبيا، ونذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الناس إذا رأوا الظالم، ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يَعمَّهم بعقابه).
تحية لك يا شعب ليبيا الحر البطل! وتحية لكم يا أبناء عمر المختار! أبشروا بنصر الله : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] {محمد:7}.
نسأل الله سبحانه أن يحقن دماءَ الشعب الليبي الأبي، ويرحم شهداءه، ويشفي جرحاه، وأن ينصر الحق وأهله، وأن يفرج عن أحرار ليبيا، وأن تعود ليبيا وطناً حرّاً أبيّاً مستقلاً عزيزاً بعزَّة الإسلام، قوياً بقوة الحقِّ.
20/3/1432                       رابطة العلماء السوريين
23/2/2011م

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين