في ذكرى وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم

الشيخ: مجد مكي

الموت مكتوبٌ على كلِّ حيٍّ من الأنبياء والرسل وغيرهم. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: [إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ] {الزُّمر:30}. وقال: [وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ] {الأنبياء:35}.
[كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ] {آل عمران:185}.وقال: [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ] {آل عمران:144} .
استشعار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته باقتراب أجله:
أول ما علم النبيُّ صلى الله عليه وسلم من انقضاء عمره، باقتراب أجله بنزول سورة:[إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ] {النَّصر:1}. وقد نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الوداع. والمراد من هذه السورة: إنك يا محمد إذا فتح الله عليك مكة، ودخل الناس في دين الله الذي دعوتَهم إليه أفواجاً، فقد اقترب أجلك فتهيأ للقائنا بالتحميد والاستغفار، وقال ابن عباس في تفسيره لهذه السورة: (هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نُعي إليه).
وكان يعرض القرآن كل عام على جبريل مرة فعرضه ذلك العام مرتين، وقال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: (إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، وما أرى ذلك إلا اقتراب أجلي ).
وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام فاعتكف في ذلك العام عشرين.
وأكثر من الذكر والاستغفار. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل موته: (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه).
فإذا كان سيِّد المحسنين يُؤْمَر بأن يَخْتم أعماله الحسنة بالاستغفار فكيف يكون حال المذنب المسيء المتلوث بالمعاصي والمحتاج إلى التطهير؟
وما زال صلى الله عليه وسلم يعرِّض باقتراب أجله في آخر عمره فإنه لما خطب في حجة الوداع قال للناس: (خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا).
بداية مرضه صلى الله عليه وسلم:
وكان ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم في أواخر شهر صفر، وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يوماً. وكان ابتداء المرض في بيت ميمونة كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أول ما اشتكى النبي في بيت ميمونة).
روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: لما ثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعُه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذِنَّ له، فخرج وهو بين رجلين تخطّ رجلاه في الأرض ـ أي: لا يقدر على تمكينهما منها لشدة مرضه ـ بين العباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
التخيير بين زهرة الدنيا ولقاء الله:
ثم إنه لما بدأ به مرض الموت خُيِّر بين لقاء الله وبين زهرة الدنيا والبقاء فيها ما شاء الله، فاختار لقاء الله،وخطب الناس وأشار إليهم بذلك.
 في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: (إنَّ عبداً خيَّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده فاختار ما عنده). فبكى أبو بكر، وقال: (يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا) قال: فعجبنا: وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء،وبين ما عند الله.وهو يقول: (فديناك بآبائنا وأمهاتنا ) قال فكان رسول الله هو المخيَّر وكان أبو بكر هو أعلمنا به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أمنِّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً،ولكن أخوة الإسلام، لا تبقي في المسجد خوخة إلا سُدَّت إلا خوخة أبي بكر رضي الله عنه ).
وفي المسند عن أبي مُوَيْهبة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج ليلة إلى البقيع فاستغفر لأهل البقيع وقال:(ليَهْنِكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضُها بعضاً، يتبع آخرُها أولها، الآخرة شرٌ من الأولى، ثم قال: يا أبا مويهبة إني قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد ثم الجنة، فخيُّرت بين ذلك، و بين لقاء ربي والجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة)، ثم انصرف فابتدأه وجعه الذي قبضه الله فيه.
لما قويت معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بربه ازداد حبُه له، وشوقُه إلى لقائه، فلما خُيِّر بين البقاء في الدنيا، وبين لقاء ربه اختار لقاءه على خزائن الدنيا والبقاء فيها.
أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرضه:
وكان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرضه وجع رأسه وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقلت: وارأساه... فقال: بل أنا وارأساه، ادعو لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتاباً، فإني أخاف أن يقول قائل، ويتمنى متمنٍ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) وخرجه البخاري بمعناه.
فكان أول مرضه صداع الرأس مع حمى، فإن الحمَّى اشتدَّت به في مرضه، فكان يجلس في مخضب ويصب عليه الماء من سبع قرب لم تُحلل أو كيتهن يتبرد بذلك.
مضاعفة الشدة:
وكان عليه قطيفة فكانت حرارة الحمى تصيب مَنْ وضع يده عليه من فوقها فقيل له في ذلك. فقال: إنا معاشر الأنبياء يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر. وقال:إني أوعك كما يوعك رجلان منكم.
 روى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً ؟ قال: أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم.
قلت: إن لك أجرين. قال نعم، والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حطَّ الله عنه خطاياه كما تحطُّ الشجرة ورقَها، والحديث رواه أيضاً البخاري ومسلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحداً كان أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري ومسلم.
كيفية الاحتضار:
فلما احتضر صلى الله عليه وسلم اشتدَّ به الأمر، وكان عنده قدح من ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول: اللهم أعنِّي على سكرات الموت، ويقول: لا إله إلا الله إنَّ للموت سكرات.
ولما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشَّاه الكرب. قالت فاطمة: واكرب أبتاه، فقال لها: لا كرب على أبيك بعد اليوم.
تخييره صلى الله عليه وسلم عند قبض روحه، وآخر كلماته صلى الله عليه وسلم:
ولم يقبض صلى الله عليه وسلم حتى خُيِّر مرة أخرى بين الدنيا والآخرة.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لم يقبض نبيٌّ حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخيَّر، فلما نزل به ورأسه على فخذي غشى عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى، فقلت: الآن لا يختارنا، وعلمت أنه الحديث الذي كان يحدثناه، فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها.
لقد كان تفكيره منصرفاً إلى أمته، وإلى ما سيكون عليه حالهم من بعده، لقد أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بأبي هو وأمي ـ وهو يمر بآخر دقائق عمره أن يتزوَّد من أصحابه بآخر نظرة، وأن يطمئن إلى الحق الذي تركهم عليه، والهداية التي أرشدهم إليها. فأراه الله منهم ما طابت به نفسه وقرَّت به عينه، حتى غلب ذلك المشهد آلام الموت السارية في جسده، وإذا بالبشر والرضا يطفح على وجهه الشريف حتى خُيِّل للصحابة أنه صلى الله عليه وسلم قد نشط من أوجاعه وعُوفي من آلامه.
وفي رواية أنه قال: اللهمَّ اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى.
وفي رواية: أنه أصابه بحَّة شديدة فسمعته يقول: "مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".
وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول بغير خلاف.
النظرة الأخيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وكان قد كشف الستر في ذلك اليوم والناس في صلاة الصبح خلف أبي بكر فهمَّ المسلمون أن يفتنوا من فرحهم برؤيته صلى الله عليه وسلم حين نظروا إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، وظنُّوا أنه يخرج للصلاة فأشار إليهم أن مكانكم ثم أرخى الستر، وتوفي صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم عند ارتفاع الضحى.
اضطراب المسلمين بوفاته صلى الله عليه وسلم:
ولما توفي صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون: فمنهم من دهُش، ومنهم من أُقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية وقال: إنما بعث إليه كما بعث إلى موسى. وكان من هؤلاء عمر.
وبلغ الخبر أبا بكر فأقبل مسرعاً حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُسجَّى، فكشف عن وجهه الثوب، وأكبَّ عليه، وقبَّل جبهته مراراً وهو يبكي وهو يقول: وانبياه، واخليلاه، واصفياه، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم دخل المسجد وعمر يكلم الناس وهم مجتمعون عليه، فتكلم أبو بكر وتشهَّد وحمد الله، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر. فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حيٌّ لا يموت، وتلا:[وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ] {آل عمران:144}.
فاستيقن الناس كلُهم بموته، وكأنهم لم يسمعوا هذه الآية من قبل أن يتلوها أبو بكر رضي الله عنه فتلقفها الناس منه فما يسمع أحد إلا يتلوها.
وقالت فاطمة عليها السلام: يا أبتاه، أجاب رباً دعاه، يا أبتاه مَنْ جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل أنعاه، يا أبتاه مِنْ ربه ما أدناه، فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثو على رسول الله التراب؟! وعاشت بعده ستة أشهر فما ضحكت في تلك المدة وحق لها ذلك.
كل المصائب تهون عند هذه المصيبة:
في سنن ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: (يا أيها الناس أيما أحدٍ من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزَّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإنَّ أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبةٍ بعدي أشدَّ عليه من مصيبتي).
وكان الرجل من السلف إذا أصابته مصيبة جاء أخوه فصافحه ويقول: يا عبد الله، اتق الله فإن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
اصْبِر لكلِّ مصيبة وتجلَّد           واعلم بأن المرء غير مخلَّد
وإذا أتتك مصيبة تُشْجى بها     فاذكر مصابك بالنبي محمد
الجمادات تتصدع من ألم مفارقة الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بقلوب المؤمنين؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حَنَّ إليه وصاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهدي كما يهدى الصبي الذي يسكن عند بكائه. فقال: لو لم أعتنقه لحنَّ إلى يوم القيامة.
كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، وقال: هذه خشبة تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه. صلى الله عليه وآله وسلم.
اليوم الذي أظلم من المدينة كل شيء:
قال أنس: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كلُّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب حتى أنكرنا قلوبنا.
إسراره صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة بقرب أجله:
في الصحيحين والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية النبي ^، فقال لها: مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثاً فبكت. قالت :عائشة فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكت. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض فسألتها فقالت: أسرَّ إليَّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وأنه عارضني الآن مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحاقاً بي فبكيت فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك.
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان آخرُ ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: لا يترك بجزيرة العرب دينان.
وقالت أم سلمة: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه.
وعن أنس كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين حضره الموتُ: الصلاةَ وما ملكت أيمانكم، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغرغر بها في صدره ولا يفيض بها لسانه.
روى الإمام أحمد عن أنس أن أمَّ أيمن بكت لما قُبض رسول الله ^، فقيل لها: ما يبكيك على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: إني علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت، ولكننّي إنما أبكي على الوحي الذي رُفع عنا. هكذا رواه مختصراً.
رحمة الأمة بقبض نبيها قبلها:
روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله إذا أراد رحمةَ أمةٍ من عباده قَبَضَ نبيَّها قبلها، فجعله لها فَرَطاً وسلفاً يشهد لها، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذَّبها، ونبيُّها حي فأهلكها وهو ينظر إليها، فأقرَّ عينه بهلكتها حين كذَّبوه وعصوا أمره.
عرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى البزار عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله ملائكة سيَّاحين يبلِّغوني عن أمتي السلام).
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خيرٌ لكم تُحدثون ويُحدَثُ لكم، ووفاتي خير لكم تُعْرَضُ عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خيرٍ حمدِتُ الله عليه وما رأيت من شرٍ استغفرت الله لكم".
حفظ أجساد الأنبياء من البلاء:
روى أحمد عن أوس بن أوسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفضلِ أيامكم يومُ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه ،فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْت ـ يعني بليت ـ قال: إنَّ الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومسلم.
من أهم المصادر :
لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين