الغضب ـ 2 ـ

درجاته أسبابه وعلاجه


وسائل مقامة الغضب:
تحدثنا في الخطبة السابقة عن درجات الناس في الغضب ،وعن أسبابه وطرق الوقاية منه  ،ونتابع الحديث عن مزيد من طرق علاج الغضب قبل وقوعه وبعد وقوعه .
للغضب وسائل لمنعه قبل وقوعه، ووسائل رفعه بعد أن يقع، فالأولى بمثابة الوقاية، والثانية بمثابة العلاج له.
صدق الإيمان بالله :
أما الأولى: فهي أولاً وقبل كل شيء: صدق الإيمان بالله تعالى، واليقين بأنَّ كلَّ شيء بقضاء الله وقدره، وأنه لو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء فلن يضرُّوك إلا بما كتب الله عليك، أو أرادوا أن ينفعوك بشيء لا ينفعونك إلا بما قدر الله لك، وأن هذا الذي غضب منه إنما هو بقضاء الله وقدره.
قوة الإرادة :
ثانياً: قوة العزيمة والإرادة، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: (ليس القوي بالصُّرعة إنما القويُّ الذي يملك نفسه عند الغضب) فيكبح جماح نفسه، ويتغلب فيه جانب الصبر وكظم الغيظ والعفو على جنب الطيش والبطش.
وممَّا يؤثر عن معاوية قوله: علامَ أغضب؟ أعلى أضعف مني، أم على من هو أقوى مني؟ يعني أنه لا موجب للغضب، لأنه لا يعدو أن يكون إما ممَّن هو أضعف فهو قادر على أن يأخذ حقه بدون ثوران الغضب، وإما ممَّن هو أقوى، فهو عاجز عن مقاومته والنَّيْل منه. والغضب سيرجع عليه في نفسه وفكره وقلبه.
وقال الأحنف بن قيس: ما آذاني أحد إلا أخذته بإحدى ثلاث: إن كان فوقي عَرَفت له فضله، وإن كان مثلي تفضَّلت عليه، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه.
فكل ذلك من وسائل عدم السماح للغضب أن يتمكَّن من الإنسان قدر ما يستطيع .
 فما هي وسائل رفع الغضب بعد حصوله؟
1 ـ الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومصداقه من كتاب الله قوله تعالى: [وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200}.
2 ـ وجَّهنا صلى الله عليه وسلم عملياً بحركات مرئيَّة، إن كان قائماً جلس، وإن كان جالسا اضْطجع، كل ذلك ليكون أبعد من التمكُّن من الحركة والاستجابة لدوافع الغضب، بل إن في ذلك تخفيف جريان الدم وتقليل ضربات القلب.
3 ـ فإن لم يذهب عنه ثوران الغضب توضَّأ، لأن الغضب مثاره من الشيطان والشيطان من النار فيطفأ بالماء.كما تقدم تفصيله.
معاملة المغضب:
قد يملك الغضب على الإنسان حسَّه، ويغلق فكره فيجب أن نعامله في تلك الحالة بكل لطف وتحمُّل، لنهدئ من ثورته ورحمة بحاله.
جاء في الصحيح أنَّ رجلين استبّا عند النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضباً قد احمرَّ وجهه ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: لست بمجنون. فلم يعنِّف عليه الحاضرون ولم يعاتبه صلى الله عليه وسلم بل تركه لئلا يزيد في غضبه لأنه لم يعد يعي ما يقال له تماماً.
وكذلك قصة نبي الله موسى عليه السلام، وموقف أخيه معه، لما رجع من المناجاة، ووجد ما فعل السامريُّ، كان منه ما قصَّ الله علينا بقوله تعالى:[وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ] {الأعراف:150}.
إنها تصرُّفات المغضب ـ شديد الغضب والأسف ـ على ما فعل قومه، فألقى الألواح، وجرَّ رأس أخيه بقوة، إلا أن أخاه قابله بلطف واعتذر قائلاً: يا ابن أمَّ يثير فيه جانب الأخوة والأمومة، ليسكن من غضبه:[ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ] {الأعراف:150}.وكان لهذا أثره على موسى عليه السلام، ثم راح متدارك ما كان منه: [وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ] {الأعراف:154}.
سؤال وارد: وهنا سؤال تثيره قصَّة نبي الله موسى، وهو أن يقال: إذا كان هذا حال نبيِّ الله وكليمه تأثر بالغضب، فكيف بنا عامة الناس؟ وكيف ينهى عن الغضب، وهو غريزة في الإنسان كالفرح والحزن؟
ويجيب عن ذلك العلماء: بأن النهي ليس مُوجَّهاً إلى ذات الغضب،ولكن إلى لازمه، كما تقول لإنسان: لا تحمل السيف، وقت الفتنة. فإن النهي ليس عن حمل السيف بل عن لازمه وهو إعماله، وهكذا الحال هنا، فإن النهي إنما هو عن الاستجابة لداعي الغضب والاستسلام له، وذلك يكون بمقاومته وضبط النفس.
أقسام الناس في الغضب:
قسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلى أربعة أقسام:
الأول: بطيء الغضب سريع الفيء، أي: سريع الرجوع إلى حالة الهدوء واعتدال المزاج، وهذا خير الأقسام.
الثاني: سريع الغضب سريع الفيء، وسرعة الغضب خلق مذموم إلا أن سرعة الفيء فضيلة محمودة فهذه بهذه.
الثالث: بطيء الغضب بطيء الفيء، وبطء الغضب خُلُق محمود، لكن بطء الفيء خلق مذموم فهذه بهذه.
الرابع: سريع الغضب بطيء الفيء، وهذا شرُّ الأقسام، لأنه جمع الداءين معاً، سرعة الغضب وبطء الفيء.
روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في الناس عصر يومٍ من الأيام فكان ممَّا قاله لهم: (إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتى، ألا وإن منهم البطيء الغضب سريع الفيء، والسريع الغضب سريع الفيء، والبطيء الغضب سريع الفيء، وشرُّهم سريع الغضب بطيء الفيء.... ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسَّ بشيء من ذلك فليلتصق بالأرض).

أنواع الغضب:
يمكن تقسيم الغضب إلى ثلاثة أنواع: أحمر وأصفر وأبيض.
أما الأحمر: فهو الغضب على من هو أضعف منك، فتحمر البشرة وحدقة العين، وتنتفع الأوداج، وتتحفز للانتقام، وقد يفسد بعض ما تناله يده.
أما الأصفر: فهو الغضب ممَّن هو أقوى منك، فينقبض القلب، ويهرب الدم إلى الداخل، وتختلج الشفتان وتضطرب الأطراف.
أما الغضب الأبيض: فهو الذي لا يتعلق بشخص بعينه، ولكن يثيره حق الله تعالى وهذا لا ينبغي ألا يتجاوز ما أوجب الله تعالى.
مساوئ الغضب:
وهي كثيرة مجملها :الإضرار بالنفس وبالآخرين، فينطلق اللسان بالشتم، والسب والفحش، وتنطلق اليد بالبطش بغير حساب، وقد يصل الأمر إلى القتل... وقد يحصل أدنى من هذا فيكسر ويجرح وربما عاد على نفسه فربما مزقّ ثوبه، ولطم خده، وربما سقط صريعاً أو أغمي عليه.
ومن أعظم الأمور السيئة التي تنتج عن الغضب، وتسبِّب الويلات الاجتماعية وانفصام عُرى الأسر وتحطيم كيانها هو الطلاق، واسأل أكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلَّقوا ومتى فسينبئونك: لقد كانت لحظة غضب، فينتج عن ذلك تشريد الأولاد، والندم والخيبة، وما يحدث من الأضرار الجسدية بسبب الغضب أمر عظيم، كتجلط الدم وارتفاع الضغط وزيادة ضربات القلب، وتسارع معدل النفس وربما أدى إلى سكتة قلبية . وقد أمر القرآن الكريم المؤمنين بكظم الغيظ والدفع بالتي هي أحسن، والإعراض عن الجاهلين.
روى البيهقي في شعب الإيمان عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصَّبِرُ العسلَ".
فالغضب يجمع الشرَّ كله، منه يكون البطش، وعنه يقع الظلم، وبه ينطق الفاحش من القول، وبسببه تهدم البيوت بطلاق طائش، وكم بسببه وقع اعتداء وسفكت دماء، وانتهكت حرمات، وكم عاد صاحبه عن كل مسبِّبات الأحداث ودوافع الشرور لوجدنا فيها عنصر الغضب ولذلك قيل: (إن كثرة من في القبور من الغضب) سواء دفعه الغضب إلى أن يقتل غيره، أو رجع عليه الغضب فقتل نفسه، وما أخطر أمراض العصر الحاضر إلا من الغضب ! كضغط الدم والسكر والسكتات القلبية .يندم، وقد لا ينفعه، ولات حين مندم.
التذكُّر عند التذكير:
 الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس، ومن العسير على المرء أن لا يغضب، لكن الصدِّيقين إذا غضبوا فذكِّروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً استأذن على عمر رضي الله عنه فأذن له. فقال له: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجَزل ـ العطاء الكثير ـ ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى همَّ أن يوقع به، فقال الحرُّ بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله عزَّ وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: [خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ] {الأعراف:199}.فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله عزَّ وجل.
الغضب والطب الحديث:
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أحمد وأبو داود وابن حبان.
يقول الأطباء :الغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين، من إحدى وظائف هذه الغدة إفراز هرمون الأدرينالين ,الغوادرينالين.
ويفرز هرمون الأدرينالين، من لب الكظر، لأيِّ نوع من أنواع الشدَّة كالخوف والغضب...
إذا كان لديك اضطراب في نظم القلب فلا تغضب، فهرمون الأدرينالين يمارس تأثيره الأساسي على القلب، فيسرع القلب في دقَّاته وقد يضطرب نظم القلب ويحيد عن طريقه السويِّ، ولهذا فإن الإنفعال والغضب يسبِّبان اضطراباً في ضربات القلب. وكثيراً ما نشاهد من يشكو الخفقان في القلب حينما يغضب أو ينفعل أو يتضايق في أمر ما.
وإن كنت تشكو من ارتفاع ضغط الدم فلا تغضب فإن الغضب يرفع من مستوى هذين الهرمونيين في الدم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وإن كنت مصاباً بمرض شرايين القلب فلا تغضب، فهرمون الأدرينالين يزيد من استهلاك العضلة القلبية للأوكسجين لأنه يزيد من تقلص القلب وحركته ويهيء لحدوث أزمة في القلب.
وإن كنت مصاباً بالسكري فلا تغضب، فإن الأدرينالين يزيد من سكر الدم.
كيف يؤثر الوقوف والاضطجاع على الغضب؟
تزداد كمية هرمون النورادينالين في الدم إلى نسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف لدى الوقوف لمدة خمس دقائق، أما الأدرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف إلا أن الحالة النفسية يمكن أن تسبِّب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة.
فإذا كان الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق يسبب تضاعف كمية النورادينالين وإذا كان الغضب والانفعال يزيد مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة. فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً: غضب ووقوف.
فمن علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف، وتنخفض بالاستلقاء حتى يصف لنا هذا العلاج؟.
فإذا ازداد مستوى هذه الهرمونات في الدم ازداد تقلص العضلة القلبية وتسرُّع القلب وازداد استهلاك عضلة القلب للأكسجين، كل هذا نتيجة لحظة غضب وانفعال.
كلمة الحق في الغضب والرضى :
وأختم هذه الكلمات بالتذكير بأمر مهم جدا ،وهو أثر الغضب في الخروج عن الإنصاف في المواقف والأحكام ،وأنقل كلمات عاطرات ممَّا قاله الحافظ الواعظ الإمام ابن رجب الحنبلي في شرح حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا علمت الوفاة خيراً لي.
اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا نيفد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء وبَرد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مُضرَّة ولا فتنة مضلة. اللهم زيِّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين).
قال رحمه الله تعالى ص 28: وأما كلمة الحق في الغضب والرضا: فعزيز جداً. وقد مدح الله من يغفر غضبه ، فقال:[وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ] {الشُّورى:37}. لأن الغضب يحمل صاحبه على أن يقول غير الحق، ويفعل غير العدل، فمن كان لا يقول إلا الحق في الغضب والرضا دلَّ ذلك على شدَّة إيمانه وأنه يملك نفسه. خرج الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لا يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لا يخرجه رضاه من حق، ومن إذا قدر لا يتعاطى ما ليس له).
قال العجلي: ما تكلَّمت بشيء في الغضب ندمت عليه في الرضا.
قال عطاء: ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر إلا من غضبة قد أقحمت صاحبها مقحماً ما استقاله.
وكان الشعبي ينشد:
ليست الأحلام في حال الرضا  إنما الأحلام في حال الغضب.
وكان ابن عون إذا اشتدَّ غضبه على أحد قال: بارك الله فيك. ولم يزد.
وقال الفضيل: أنا منذ خمسين سنة أطلب صديقاً إذا غضب لا يكذب عليَّ ما أجده.
فإن من لا يملك نفسه عند الغضب إذا غضب قال فيمن غضب عليه ما ليس فيه من العظائم، وهو يعلم أنه كاذب، وربما علم الناس بذلك، ويحمله حقده وهوس نفسه على الإصرار على ذلك.
وقال جعفر بن محمد: الغضب مفتاح كل شر.
وقيل لابن المبارك: اجمع لنا حسن الخلق في كلمة. قال: ترك الغضب. وقال مالك بن دينار، عندما عرفت الناس لم أبال بمدحهم وذمهم لأني لم أر إلا مادحاً غالياً أو ذاماً غالياً.
يعني أنه لم ير من يقتصد فيما يقول في غضبه ورضاه.
اللهم جمَّلنا بالتقى ، وزينا بالحلم ، واهدنا لأحسن الأقوال والأعمال . .
وصلى الله على سيِّدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الاثنين 12/صفر الخير/1413.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
قبسات من الطب النبوي للدكتور حسان شمسي باشا ص195ـ198.
وصايا الرسول للشيخ عطيه سالم ص 148 و156  .
الأخلاق الإسلامية عبد الرحمن حبنكة الميداني ص330ـ331.
هداية المرشدين للشيخ علي محفوظ362ـ368 بتصرف واختصار.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين