شذرات من حياة الإمام زيد بن علي عليهما السلام

علمه وشيوخه, تلاميذه, ثورته, مكانته, مؤلفاته

(67-122هـ =686- 740م)

اسمه ونسبه وأسرته:

هو زيد بن علي"زين العابدين" بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، العلوي، أبو الحسين المدني.

*والده: علي "زين العابدين" بن الحسين السبط الشهيد رضي الله عنه: الإمام العابد الفقيه الورع سمي زين العابدين لكثرة عبادته.

ولد سنة 38هـ، وتوفي سنة 94هـ = 660- 716م.

*والدته: أما والدته فهي أم ولد (أمة) من السند تسمى (غزالة) أو (جيداء).

- مولده ونشأته: ولد زيد بالمدينة المنورة، سنة 67هـ= 686م فيما ترجح لي لثلاثة أسباب: - أولها: أن المختار بن عبيد الذي أهدى أم زيد إلى زين العابدين قد قتل في الكوفة سنة 67 في رمضانها، فكيف يولد زيد سنة 80، مثل ما ذكره أكثر المؤرخين، هذا مع ذكر بعض المؤرخين أن أم زيد حملت به بعد دخول زين العابدين بها مباشرة.

- السبب الثاني: أن من شيوخ زيد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه المتوفى سنة 78هـ، فكيف يأخذ عنه بعد وفاته؟!

- السبب الثالث: أن من تلاميذ زيد الإمام أبا حنيفة المولود سنة 80هـ وقد أخذ عنه الفقه، فكيف يتتلمذ شخص على تِرب له ؟!

- نشأ زيد في المدينة وترعرع بها في كنف والديه، وآل بيته الشرفاء، نشأ في ظل هذه الدوحة الكريمة، فكان مهذبا رفيع المكارم، سني الأخلاق.

تعليمه وشيوخه

توجه زيد إلى طلب العلم منذ أدرك، وعقب حفظه لكتاب الله تعالى، درس قراءات القرآن الكريم حتى كان من أعلم عصره فيها، وتضلَّع من علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه و أصول الدين حتى أصبح مبرزا فيها.

ومن جلة من تعلم منهم ودرس عليهم العلوم المختلفة هؤلاء المشايخ الأعلام:

1- الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ت - 78هـ.

2- والده: علي بن الحسين (زين العابدين) أبو الحسين المدني، الإمام الثقة الورع، المحدث والفقيه، ت 94ه.

3- أخوه الكبير: محمد بن علي (الباقر) أبو جعفر المدني، الإمام العلامة الثقة المحدث الفقيه، ت 114هـ.

4- أبان بن عثمان بن عفان الأموي، أبو سعيد المدني، الإمام الفقيه الأمير، ت 105هـ.

5- عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو سعيد المدني، العلامة الفقيه الكبير، المحدث الثقة، أحد فقهاء المدينة السبعة العظماء، ت 93هـ.

6- محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة المدني، المحدث الثقة، ت بعد 90هـ.

7- عبيد الله بن أبي رافع المدني، كاتب علي، المحدث الثقة، وهو من طبقة محمد بن أسامة بن زيد.

أسباب ثورة زيد وخروجه

لقد ثار الامام زيد بن علي على بني أمية وخرج على حكمهم لأسباب كثيرة منها:

1- كثرة ظلمهم للناس عامة وآل البيت خاصة، وفسادهم، في الحجاز والشام والعراق، وأوضح الأمثلة الحجاج بن يوسف الثقفي، ويزيد بن معاوية، ومسلم بن عقبة، ويوسف بن عمر الثقفي، وتنكيلهم بالناس تطفح به كتب التواريخ.

2- عدم حكم خلفائهم بكتاب الله وسنة رسوله بشكل فعلي صحيح.

3- كثرة البدع وحياتها، وموت كثير من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشار بعض الفرق الضالة كالخوارج، والكيسانية، والجهمية والرافضة.

4- غياب العدل كثير منه، وضياع حقوق كثير من الناس.

5- خوف الناس أكثرهم – منهم العلماء – من قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسبب بطش الحكام بمن يفعل ذلك، وتنكيلهم به، خاصة الاعتراض على سياساتهم، وأفعالهم المنكرة.

6- التضييق على آل البيت خاصة، وإهانتهم، ومن أمثلته الصارخة لعن علي بن أبي طالب وذريته على منابر المساجد والجوامع في كثير من الأمصار الإسلامية.

7- تفرق الأمة الإسلامية بسبب الظلم والخوف والفساد، هذه أسباب عامة مهمة جدا، وهناك سبب خاص مهم أيضا يتمثل هذا السبب الخاص في ظلم الخليفة هشام بن عبد الملك وولاته لزيد بن علي وإهانته مرات عدة في الكوفة والبصرة والشام وسجنه خمسة أشهر بلا أي ذنب.

خروجه و استشهاده:

*في سنة 121هـ وبعد التقاء الإمام زيد بهشام بن عبد الملك وطرده من مجلسه وإهانته, وحبسه 5 أشهر، مع الأسباب التي ذكرناها قريبا, عزم على الثورة والخروج على هشام والحكم الاموي الجائر, وبدأ يعد العدة لذلك في الكوفة والبصرة, وبايعه على مناصرته بضعة عشر ألفا، وقيل: بل بايعه أربعون ألفا. *بايعوه على: "الدعوة إلى الكتاب والسنة وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، والعدل في قسمة الفيء، وردِّ المظالم، ونصر أهل البيت".

*قبيل خروجه قال له بعض أتباعه: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك!؟ فقال: "بل أتولاهما, وأتبرأ ممن يتبرأ منهما", فتخلى عنه أكثرهم, وقالوا: إذا نرفضك!؟ وأعلنوا أن إمامهم جعفر الصادق, فسموا "رافضة" من يومئذ, وسمي أتباع زيد "زيدية".

*كان عامل العراق آنذاك يوسف بن عمر الثقفي فكتب إلى الحكم بن الصلت والي الكوفة أن يقاتل زيدا، ففعل.

وخرج الإمام زيد ومن تبقى معه بالكوفة في مستهل صفر سنة 122هـ, وكانوا نحوا 218 مقاتلا, وقيل 500, وكان منهم الفقهاء والمحدثون والزهاد والقراء والقضاة, خرجوا ليواجهوا الجيش الاموي العرمرم وكان قوامه نحو12000 مقاتل وفارس, وقاتل زيد وصحبه جيش بني أمية قتال الأبطال واستبسلوا ثلاثة أيام, وهزموهم هزيمة منكرة, وفي اليوم الثالث مساء وبعد عجز الجيش الأموي عن كسر جيش زيد ومواجهته, لجؤوا إلى استخدام السهام ضد زيد وجماعته, فأصاب زيدا سهم منها في جبهته بعد العشاء فمات شهيدا, وتفرق جماعته, وصلب الأمويون جثته مدة ثم أحرقوها ثم دفن, فأخرجه الأمويون في اليوم الثاني وقطعوا رأسه وأرسلوه إلى الشام, فنصب على باب دمشق، ثم أرسل إلى المدينة فنصب عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما وليلة، وحُمل إلى مصر فنُصب بالجامع، فسرقه المصريون ودفنوه. رحمه الله تعالى وتقبله شهيدا في الفراديس العلى آمين.

تلامذته وطلابه والآخذون عنه

لقد أخذ العلم عن الإمام زيد أناس كثيرون جدا، حتى عد بحق من أكثر آل البيت تلاميذ وطلابا، بعضهم وهم الأكثر أخذوا علم الحديث، وبعضهم أخذ عنه علم الفقه والحديث وغيرهما، ونلاحظ أن كثيرا منهم قد أصبحوا أئمة كبارا في فنهم التخصصي؛ من فقه أو حديث أو تفسير كالإمام محمد بن شهاب الزهري, والإمام شعبة بن الحجاج في الحديث، وكالإمام أبي حنيفة والإمام جعفر الصادق في الفقه، والأعمش في قراءة القرآن والتفسير، والسّدي الكبير في التفسير، وسواهم.

ومن الجدير بالذكر أن بعض الآخذين عنه كان من أصحابه, وبعضهم كان أكبر منه سنا. *وأبرز من أخذ عنه العلم:

1- شعبة بن الحجاج العتكي - مولاهم- أبو بسطام الواسطي البصري، الإمام الحافظ المحدث الكبير الثقة المتقن العابد، أمير المؤمنين في الحديث، ت 160هـ.

2- محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، أبو بكر القرشي المدني، الإمام المحدث الثقة الكبير، أحد أبرز من جمعوا السنة النبوية، ت نحو 124هـ.

3- جعفر بن محمد علي، الصادق، أبو عبد الله الهاشمي المدني, الإمام العلامة الثقة الفقيه ت148هـ, وهو ابن أخي زيد.

4- النعمان بن ثابت بن زوطى، أبو حنيفة التيمي - مولاهم- الكوفي، الإمام الأعظم، والفقيه الأفخم فقيه العراق صاحب أحد المذاهب السنية المشهورة، ت 150هـ، وقد أخذ أبو حنيفة الفقه عن زيد ودرسه عنده نحو سنتين، وقد قال أبو حنيفة لشخص سأله عمن تلقى علمه، فقال:" كنتُ في معدن العلم، ولزمتُ فقيها من فقهائهم" يقصد زيد بن علي رحمهما الله.

5- منصور بن المعتمر السّلمي، أبو عتاب الكوفي، المحدث الثقة الثّبت ت133هـ، وهو ممن بايع شيخه لنصرته.

6- الأعمش: سليمان بن مهران الكوفي، أبو محمد الأسدي، الكاهلي -مولاهم- شيخ الإسلام، المقرئ المحدث الإمام الثقة ت 147هـ.

7- إسماعيل بن عبد الرحمن، أبو محمد الحجازي الكوفي، مولى قريش؛ الأعور السُّدي الكبير، الإمام المفسر ت 127هـ.

8- عبد الرحمن بن أبي الزناد -عبد الله- المدني، الفقيه المحدث ت 174هـ.

9- هارون بن سعد العجلي، الكوفي الأعور- من رجال مسلم- المحدث الصدوق، ت بعد 145هـ.

10- عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني؛ ( أبو الزناد) المحدث الثقة الفقيه ت 130هـ.

11- المطلب بن زياد الثقفي- ولاء- الكوفي، المحدث الكبير بالكوفة، ت 185هـ.

12- زكريا بن أبي زائدة - خالد- الهمداني الوادعي، أبو يحيى الكوفي، المحدث الثقة، ت نحو 148هـ.

13- زياد بن علاقة الثعلبي، أبو مالك الكوفي، المحدث الثقة المعمر، ت 135هـ.

14- هاشم بن البريد، أبو علي الكوفي، المحدث الثقة، ت 150هـ.

15- عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ربيعة المخزومي، أبو الحارث المدني، ت 143هـ.

16- زبيد بن الحارث اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي، الحافظ الثقة العابد، ت 122هـ.

17- عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو محمد الكوفي، المحدث الثقة، ت 130هـ.

18- سعيد بن خثيم، أبو معمر الكوفي، المحدث الصدوق ت180هـ.

19- فُضيل بن مرزوق الرقاشي العنزي- ولاء- أبو عبد الرحمن الكوفي الأغر، المحدث الصدوق، ت قبل 170هـ.

20- الأجلح بن عبد الله بن حُجية، أبو حجية الكندي، المحدث الصدوق، ت 145هـ.

21- عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي، محدث، ت بعد 120هـ.

22- عمرو بن خالد القرشي- مولاهم- الواسطي، أبو خالد الكوفي ت بعد 150هـ، أخذ عن زيد الحديث والفقه، وتركه كثير من المحدثين متهمين إياه بالتشيع، وروى له ابن ماجه والدارقطني، وهو ثقة عند الزيدية، وقد لازم زيدا شيخه خمس سنوات منذ أن كان بالمدينة حتى استشهاده، وقد روى عن زيد كتاب "المجموع "الحديثي والفقهي.

23- بسام بن عبد الله الصيرفي، أبو الحسن الكوفي، محدث صدوق، ت بعد 130هـ.

24- حسين بن زيد بن علي بن الحسين، محدث صدوق، وفقيه ت نحو 190هـ.

25- عيسى بن زيد بن علي: المحدث الزاهد أخذ عنه سفيان الثوري الحديث، وهو جد الزيدية العراقيين.

26- يحيى بن زيد بن علي: شارك مع أبيه في القتال، وبعد انتهاء المعركة واستشهاد أبيه اختفى بالكوفة، ثم سار فارا إلى خراسان مع جماعة من الزيدية وظل هناك حتى قتل سنة 125هـ، وكان هو الإمام بعد أبيه.

27- محمد بن زيد بن علي.

مكانة زيد العلمية

لقد اتفق كثير من العلماء على أن زيدا - رحمه الله - كان عالما متبحرا ومتفننا، واسع الأفق؛ فقد كان عالما بالفقه ضليعا فيه، عالما بالقراءات ووجوهها، حتى إنه كانت له قراءة خاصة، وكان متمكنا من علوم القرآن والتفسير، كما كان من علماء أصول الدين" العقائد"عارفا بالفرق المختلفة.

أما الفقه فقد كان مجليا فيه، وكان خبيرا بآراء الفقهاء الحجازيين والعراقيين، بمعنى أنه كان يجمع بين الرأي والأثر.

لقد كان من أعلم الناس بالحلال والحرام، ولقد تتلمذ عليه كثيرون فيه، كان من أشهرهم الإمام أبو حنيفة، فقد درس الفقه عنده سنتين، وشهد له بالتفوق في العلم والفقه والتميز فيهما قائلا:" شاهدت زيد بن علي فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم، ولا أسرع جوابا، ولا أبين قولا، لقد كان منقطع القرين".

كما كان عالما متضلعا من تفسير كتاب الله، متمكنا من لغة العرب وبيانها، حتى عد له من الكتب" تفسير غريب القرآن ط"، وعده الجاحظ من خطباء بني هاشم، لقد كان بحق من أمراء البيان المجيدين للقول.

أما علم الحديث فقد عبَّ منه الكثير، وقد جمع الأحاديث في عصره من طريقين: طريق أهل البيت من آبائه، وطريق الصحابة والتابعين، فقد أخذه عن أبيه زين العابدين وأخيه محمد الباقر، وأبان بن عثمان بن عفان، والصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، وعروة بن الزبير، وغيرهم من الأفذاذ الجهابذة.

كما روى عنه الحديث خلق كثير حفلت بهم كتب طبقات المحدثين، وقد ذكرنا كثيرا منهم.

أما منزلته عند المحدثين فهي في الذروة؛ فقد عده علماء الحديث من ثقاتهم وفضلائهم، وروى له الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة، وله كتاب (المجموع) في الحديث والفقه، ويضم من الأحاديث نحو ستمئة حديث.

مؤلفاته وكتبه

*ذكر المؤرخون والباحثون للإمام زيد عددا من الكتب أغلبها رسائل، و هي أربعة كتب وبضع عشرة رسالة، بعضها مشكوك في النسبة إليه، وبعضها منحول, والكتب هي:

1- "المجموع في الحديث" فيه نحو ستمئة حديث، بعضها نبوي، وأكثرها من قول علي رضي الله عنه.

2- "المجموع في الفقه" وقد عثر المجمع العلمي في ميلانو على مخطوطة له, وقد طبع بقسميه في مجلد واحد باسم (مسند الإمام زيد) فإن صحت نسبته كان أول كتاب مدوّن. 3- "مناسك الحج والعمرة" طبع في بغداد.

4- "تفسير غريب القرآن" طبع مؤخرا بتحقيق د. حسن محمد الحكيم.

*أما رسائله فمنها: 5- "رسالة الحقوق" هي نصائح وأخلاق وجهها إلى أصحاب له ومن بلغته من المسلمين. 6- "تفسير سورة الفاتحة".

7- "رسالة الإيمان" شرح لمعنى الإيمان، والكلام على عصاة المسلمين.

8- "جواب لواصل بن عطاء في الإمامة". 9- "رسالة الصفوة".

10- "رسالة إلى علماء الأمة" وجهها إلى العلماء للقيام بمسؤولياتهم، وتأييد ثورته. 11- "مناظرة لأهل الشام في مقتل عثمان، ومدح القلة وذم الكثرة" أورد فيها الأيات الكثيرة الدالة على ذلك.

12- "الرد على المُجبِّرة" موقفه من القدر واختيار الإنسان, ورد على أهل الجبر المخالفين. 13- "تأويل بعض مُشكِل القرآن".

14- "الرسالة المدنية" جواب أسئلة جاءته من بعض أهل المدينة النبوية.

15- "الرسالة الشامية" إجابات لأسئلة صاحب له بعثها من الشام.

16- "مجموعة" فيها بعض مناظراته وأجوبته ورسائله وكلماته القصيرة وأشعاره. 17- "مجموعة" تضم بعض الأدعية والأشعار المنسوبة إليه.

من أقواله وحكمه

*أولا: من أقواله في الصديق رضي الله عنه:

أ- قال زيد عليه السلام فيه: "البراءة من أبي بكر البراءة من علي، إن شئت تقدم، ون شئت تأخر".

ب- وقال أيضا عليه السلام: "كان أبو بكر إمام الشاكرين، ثم تلا: (وسيجزي الله الشاكرين*)". سورة آل عمران 144.

ج- سئل رحمه الله عن موقفه من منع أبي بكرالسيدة فاطمة عليها السلام من أخذ أرض فدك لما جاءت تطالبه بذلك ورفض قائلا: "لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة)؛ فقال: "أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت مثل ما حكم به"؟!

*ثانيا: من أقواله في الشيخين رضي الله عنهما:

د- سأل بعض أصحاب زيد رحمه الله عن قول الله تعالى: (والسابقون السابقون* أولئك المقربون*) - الواقعة 10- قال: "أبو بكر وعمر، ثم قال: لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما"؟!

هـ- سأله تلميذه كثير النواء عن أبي بكر وعمر، فقال: "تولهما وابرأ ممن تبرأ منهما".

و- سأله بعض أشراف الكوفة ورؤسائها المبايعين له قائلين: رحمك الله، ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال: "ما أقول فيهما إلا خيرا كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيرا، ما ظلمانا ولا أحدا غيرنا، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله".

ز- حينما قال له بعض الغلاة من الشيعة "الرافضة" تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك قال: "بل أتولاهما"؟!

*ثالثا: من أقوله العامة:

ح- "من أطاع الله أطاعه ما خلق الله".

ط- "من أحب الحياة ذل".

ي- "الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، مرقوا علينا كما مرقت الخوارج على علي"؟!

ك- "اصبر تؤجر، وتوق تنج". كان نقش خاتمه.

ل- "قبح الله المساكتة، ما أفسدها للبيان، وأجلبها للعي والحصر".

م- "إني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه، وإحياء السنن وإماتة البدع، فإن تسمعوا يكن خيرا لكم ولي، وإن تأبوا فلست عليكم بوكيل".

المراجع

1- الأعلام. لخير الدين الزركلي ت 1396هـ، ط15، دار العلم للملايين - بيروت، 2002م.

2- الإمام زيد: حياته وعصره - آراؤه وفقهه. للعلامة الشيخ محمد أبو زهرة ت 1394هـ، ط دار الفكر العربي - القاهرة، 1425هـ - 2005م.

3- البداية والنهاية. لابن كثير: إسماعيل بن عمر ت 774هـ، ط3، مطبعة المعارف - بيروت، 1978م.

4- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. للإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت 748هـ، تح د. عمر عبد السلام تدمري، ط 1، دار الكتاب العربي بيروت، 1408هـ - 1988م.

5- تقريب التهذيب. للحافظ أحمد بن علي؛ ابن حجر العسقلاني ت 852هـ، تح حامد عبد الله المحلاوي، ط 1؟ دار الحديث - القاهرة، 1430هـ، 2009م.

6- تهذيب التهذيب. لابن حجر العسقلاني، ط دار صادر- بيروت، د. ت، مصورة عن طبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن - الهند.

7- تهذيب سير أعلام النبلاء للذهبي. لأحمد فايز الحمصي، ط1، مؤسسة الرسالة بيروت، 1412هـ - 1991م.

8- تهذيب الكمال في أسماء الرجال. للحافظ يوسف بن عبد الرحمن المزي ت 742هـ، تح د. بشار عواد معروف، ط 3، مؤسسة الرسالة - بيروت، 1409هـ - 1989م.

9- شذرات الذهب في أخبار من ذهب. لابن العماد الحنبلي ت 1089هـ، ط المكتب التجاري للطباعة والنشر - بيروت، د. ت.

10- الفرق الإسلامية. لشيخنا محمد ديب حمزة الطواشي ت 1993م، مذكرة، نشر كلية الدعوة الإسلامية دمشق، 1408هـ؟ - 1988م؟

11- فوات الفوات. لمحمد بن شاكر الكتبي ت 764هـ، تح د. إحسان عباس، ط 1؟ دار- صادر بيروت، 1974م.

12- معجم المؤلفين. لعمر رضا كحالة ت 1987م، ط1، مؤسسة الرسالة - بيروت، 1414هـ - 1993م.

13- الموسوعة العربية الميسرة. لنخبة مؤلفين بإشراف أ. محمد شفيق غربال، ط 2، دار نهضة لبنان - بيروت، 1407هـ - 1987م.

14- موقع "الدرر السنية"، "موسوعة الفرق، المبحث السابع: حسين الحوثي والزيدية". إشراف علوي السقاف.

15- موقع "بوابة الحركات الإسلامية": الزيدية المذهب الشيعي الأقرب لأهل السنة. إشراف: عبد الرحيم علي.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين