الإمام أبو علي الصَّدَفي في بغداد

الصَّدَفي في بغداد

(إهداء إلى الأستاذ محمد زين العابدين رستم)

رحل الإمامُ القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الصدفي الأندلسي السَّرَقُسْطي (ت: 514) إلى بغداد، وهناك قرأ على شيوخها، ومنهم الشيخ أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزُّبيري.

وقد ذكر الأستاذُ محمد زين العابدين في كتابه عن الصدفي: (الحافظ الرحالة أبو علي الصدفي الأندلسي وجهوده في خدمة الحديث النبوي وعلومه) ذكرَ اسمَ شيخه هذا، وأُضيفُ له هذا الخبرَ النادرَ عن قراءة الصَّدفي عليه.

***

يَلفتُ النظرَ همةُ الصدفي العاليةُ في الطلب بحيث كان يَقرأ على الشيخ أبي القاسم حمزة هذا في الطريق، وهما صائمان في رمضان!

قال الإمامُ الحافظُ أبو القاسم محمد بن عبدالواحد الغافقي الأندلسي الملّاحي (المتوفى سنة: 619)، (وهو أحد أحفاد الصدفي في العلم)، في كتابه "لمحات الأنوار ونفحات الأزهار لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن" (3/1411-1412)، قال وهو يذكر أسانيده إلى مصادره في كتابه هذا:

"حدَّثني بكتاب (حديث الخرقي السمسار انتقاء هبة الله الطبري): الشيخُ أبو محمد عبدُالحق بن أبي مروان العبدري إجازةً قال:

حدثنا القاضي الشهيدُ أبو علي الحسين بن محمد الصَّدفي إذنًا أيضًا قال:

حدثنا الشيخُ أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن(1) الزُّبيري(2) قراءةً منّي عليه يومَ الجمعة في طريق جامع المنصور ببغداد، وأكملتُ الجزءَ قبل الوصول إلى الجامع، وذلك في شهر رمضان مِنْ سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.

قال (أي الزُّبيري): حدَّثنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيدالله الخرقي السمسار قراءةً عليه سنة سبع عشرة وأربع مئة".

***

قلتُ: وقد زال "جامع المنصور" ولم يبقَ له أثرٌ، وكان يقع في الجانب الغربي مِن بغداد، وله في تاريخ العلم ذكرٌ عظيمٌ.

الحواشي:

(1) في المطبوع من "لمحات الأنوار": الحسين. والذي في مصادر ترجمة حفيده: الحسن.

(2) في المطبوع: الدينوري. وعلق المحققُ فضيلة الأستاذ الدكتور رفعت فوزي عبدالمطلب حفظه الله في الحاشية قائلًا: في (ز، خ): الزيدي. وفي (خ): الزيري. [كذا: وقد تكرر الرمز: خ، ومن رموزه: ج، فلا أدري أين يكون].

قلت: والصواب ما أثبتُّ: الزُّبيري، وهو من ذرية الزبير بن العوام كما في مصادر ترجمته، ومنها "تاريخ دمشق" (235/15).

 

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين