نقل المؤرخين والمفسرين عن أهل الكتاب

نجد في كتب التاريخ والتفاسير نقولًا عن أهل الكتاب، مما عُرِفَ بين الدارسين بـ "الإسرائيليات"، وأكثر هذه النقول في القصص وأخبار السابقين، ومِنْ ذلك قصص الأنبياء، ومِنَ الثوابت في العقائد عصمةُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مِنْ كلِّ ما يخل بمنصب النبوة، وقد تناول العلماء هذا الموضوع: (عصمة الأنبياء) في كتب الإيمان والعقائد، وفي كتب أصول الفقه.

وتناولوه في كتبٍ خاصةٍ، ومِنْ هؤلاء:

- ‌‌أبو زيد أحمد بن سهل البلخي (ت: 322)، له: "عصمة الأنبياء".

- ابن اللباد: محمد بن محمد بن وشاح اللخمي (ت: 333)، له: "عصمة الأنبياء".

- أبو الفضل بكر بن محمد القشيري (ت: 344)، له: "تنزيه الأنبياء".

- ‌‌أبو عثمان سعيد بن محمد الغساني المعروف بابن الحداد القيرواني (ت: 400)، له: "عصمة الأنبياء".

- الشريف المرتضى (ت: 436)، له: "التنزيه" في ‌عصمة ‌الأنبياء.

- أبو الحسين محمد بن يحيى البشاغَري (؟)، له: "كشف الغوامض في أحوال الأنبياء"، ويُعرف بـ: "عصمة الأنبياء".

- نور الدين أحمد بن محمود الصابوني (ت: 580)، له: "المنتقى من عصمة الأنبياء". وهو منتقى من كتاب البشاغري.

- فخر الدين الرازي (ت: 606)، له: "عصمة الأنبياء".

- أبو الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي المعروف بابن خمير (ت: 614)، له: "تنزيه الأنبياء عما نَسب إليهم حُثالة الأغبياء".

- شمس الأئمة الكردري الحنفي (ت: 642)، له: "‌‌تأسيس القواعد" وهو كتاب "عصمة ‌الأنبياء".

- تقي الدين ابن تيمية (ت: 728): له: "قاعدة وأجوبة في ‌عصمة ‌الأنبياء عليهم السلام".

- رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (ت: 732)، له: "بُغية الأصفياء في ‌عصمة ‌الأنبياء".

- محمد بن أحمد الخضري الكاشي الشيرازي (ت بعد: 953)، له: "رسالة في ‌عصمة ‌الأنبياء".

- أحمد بن مصلح الدين الشهير بالمركز (ت: 963)، له: "‌‌‌عصمة ‌الأنبياء، وتحفة الأصفياء".

- شمس الدين محمد بن عبدالله الخطيب العمري التمرتاشي الغزي الحنفي (ت: 1004)، له: "رسالة في عصمة الأنبياء".

- عبدالله الأنصاري مخدوم الملك السلطانبوري (ت: 1006)، له: "عصمة الأنبياء".

- يوسف بن محمد بن علي الفاسي (ت: 1013)، له: "‌‌رسالة في ‌عصمة ‌الأنبياء وعدم عصمة الأولياء".

- شرف الدين بن عبدالقادر بن بركات، ابن حبيب الغزي (ت بعد: 1035)، له: "رسالة في عصمة الأنبياء".

- أحمد بن محمد مكي الحموي الحسيني الحنفي (ت: 1098)، له: "إتحاف الأذكياء بتحقيق ‌عصمة ‌الأنبياء".

- ‌‌محمد بن يوسف الحلبي الشهير بالأسبيري (ت: 1194)، له: "رسالة في عصمة الأنبياء".

- محمد أمين بن عمر المعروف بابن عابدين (ت: 1252)، له: "رفع الإشباه عن عبارة الاشتباه" في ‌عصمة ‌الأنبياء.

- إسحاق بن عقيل السقاف العلويّ المكيّ (ت: 1272)، له: "البراهين الحاسمة الشقاق"، في ‌عصمة ‌الأنبياء.

- أحمد بن محمد رمضان الحسيني المرزوقي المالكي نزيل مكة (كان حيًّا سنة 1281)، له: "عصمة ‌الأنبياء" منظومة، فرغ من نظمها سنة (1258).

- محمد بن الملا أمير محمد الكابلي (ت نحو: 1294)، له: "‌‌تحفة الأخلاء في ‌عصمة ‌الأنبياء".

- إبراهيم فصيح بن صبغة الله الحيدري البغدادي الشافعي (ت: 1300)، له: "تذكرة الأذكياء وتبصرة الأغبياء في ‌عصمة ‌الأنبياء".

- القاضي دوست محمد بن محمد أمير الحنفي الأفغاني الكابلي ثم الطوكي (ت: 1328)، له كتاب بسيط في "إثبات ‌عصمة ‌الأنبياء" بالعربية.

وهناك مؤلفاتٌ خاصةٌ في عصمة نبيٍّ بعينهِ.

ومِنَ المهم للباحث والقارئ في كتب التفسير، وكتب التاريخ، الرجوعُ إلى هذه الكتب وأمثالها؛ ليرى البحوث التفصيلية عنْ كلِّ ما قد يُشكل ظاهره عليه، والجوابات الشافية عما يتردد في الكتب.

وقد يُسأل: فما الباعثُ وما الداعي الذي جعل العلماء من المؤرخين والمفسِّرين ينقلون تلك الأخبار؟

والجواب: هو أنَّهم -رحمهم الله جميعًا- يحبون استقصاء ما ذُكِرَ وما نُقِلَ وما قِيل، ويتواردون على ذلك، ويتابع بعضُ اللاحقين بعضَ السابقين، ولا يريدون مِنْ هذا أنْ يكون مسلَّمًا لدى القارئ والناظر في كتبهم، وكان المتقدمون يسوقون هذا بالإسناد، فيتضح للناظر مردُّ تلك الروايات، ومرجعُ تلك الأخبار.

وللعلماء في العصر الحديث جهودٌ مشكورةٌ في دراسة هذه المنقولات، ومِنْ ذلك:

-الإسرائيليات في التفسير والحديث للدكتور محمد حسين الذهبي.

-الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للأستاذ محمد أبو شهبة. وغيرهما من الدراسات، فليكنْ مَنْ يرى هذه الأخبار الغريبة على ذُكرٍ مِن ذلك.

ويقول الشيخُ ابنُ تيمية في "مقدمة في أصول التفسير" في ذلك: "هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.

والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا ممّا يخالفه.

والثالث: ما هو مسكوتٌ عنه لا مِن هذا القبيل ولا مِن هذا القبيل، فلا نؤمنُ به ولا نكذبه، وتجوز حكايتُه؛ لما تقدَّم. وغالبُ ذلك مما لا فائدة فيه تعودُ إلى أمرٍ ديني؛ ولهذا يختلف علماءُ أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا. ويأتي عن المفسِّرين خلافٌ بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماءَ أصحاب الكهف، ولونَ كلبهم، وعدَّتهم، وعصا موسى مِن أي الشجر كانتْ، وأسماءَ الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيينَ البعض الذي ضُرب به القتيل من البقرة، ونوعَ الشجرة التي كلَّم الله منها موسى، إلى غير ذلك ممّا أبهمه الله في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعودُ على المكلفين في دنياهم ولا دينهم...".

ولا ينبغي التعجُّل بنقد العلماء إذا رأينا في كتبهم إيراد شيء من ذلك، يقول القاسمي في مقدمة تفسيره "محاسن التأويل": "وقد رأيتُ ممن يدَّعي الفضل الحطَّ مِن كرامة الإِمام الثعلبي -قدَّس الله سرَّه العزيز- لروايته الإسرائيليات، وهذا -وايمُ الحق- مِنْ جحد مزايا ذوي الفضل ومعاداة العلم، على أنَّه -قُدِّس سرُّه- ناقلٌ عن غيره، وراوٍ ما حكاه بالأسانيد إلى أئمة الأخبار. وما ذنبُ مسبوقٍ بقولٍ نقلَه باللفظ وعزاه لصاحبه؟ فمعاذًا بك اللهمَّ مِن هضيمة السلف".

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين