دعك مما يقولون

يقولون: إن أزمة اقتصادية عالمية توشك أن تنفجر، ويكثرون من القيل والقال، وتتزاحم التحليلات الاقتصادية، وتوقعات الآثار الكارثية، وتهجم معها جيوش الهموم، وتتكاثف في النفوس الغموم، وترتجُّ أدمغة جمهور عريض بقرع طبول الخوف من مستقبل مظلم، ويحيون واقعهم في ضيق تشاؤم معتِم.

يا صديقي!

دعك مما يقولون!

فليست هذه الأزمة هي الأولى التي يشهدها العالم، وقد لا تكون الأخيرة!

تلك طبيعة الأشياء، على صعيد الأفراد والجماعات، والأنظمة والسياسات، والأفكار والنظريات، تسود وتبيد، تعلو وتسفل، تنتشر وتنحسر، وما أمر من أمر الدنيا إلا إلى قُلٍّ وفناء.

ما طار طير وارتفع

إلا كما طار وقع

ذعرك وخوفك، همك وغمك، لن يغيروا شيئًا، ولن يحُلُّوا عقد اقتصادات دول العالم.

جميلٌ أن تطَّلع فتفهم ما يجري، والأجمل أن تطلب علم مواجهة مثل هذه الأزمات على الصعيد الشخصي إن كنت من صغار الكسبة، أو على صعيد أعمالك إن كنت من أهل الأموال والأعمال، أما أمر الدول فلا تشغل نفسك بها، فإن دهاليزها شديدة الالتواء والظلمة، ولها أهلها المختصون بأمرها.

واطلب ذاك العلم من أهله العالمين به، واحذر ما يُبسَط في مواقع التواصل من الرجم بالغيب والخبط العشواء منبتًّا عن العلوم الرشيدة، والخبرات السديدة.

وأحسن ما تفعله أن تبتسم، ثم تكمل سيرك، واثقًا بالله متوكِّلًا عليه.

علينا إلقاء البذار وسقيها، أما انعقاد الثمر فليس إلينا.

كم من مواسم حصادنا اجتاحتها الجوائح في أشدِّ أحوال استقرار اقتصادنا!

وكم من فقير معدِم اغتنى في ذروة أزمة عاصفة رمت الأثرياء بالمغارم وسلبتهم المغانم!

رباطة الجأش، وحسن العمل، والتسليم لأمر الله، تأتيك بانشراح الصدر، وراحة البال، ومتعة العيش، وهناءة الحال.

استمتع باللحظة فإنك لا تدري إن كنت مدرِكًا ما بعدها.

"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا".

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين