من أنت !!؟؟

 

من أكبر أنواع الخلل التربوي: الكبر والشموخ بالانف والإصابة بمرض انتفاخ الذات

 

 

 

من أنت حتى لا يستطيع أن يكلمك أحد؟

 

 

 

من أنت أيها الأب المتجبر والأم المتجبرة  لتستغلا قضية البر لتستبدا بأولادكما؟

 

 

 

من أنت أيها العالم المغرور بعلمه وقد تعودت على إجلال الناس فلا يستطيع  ان يتعقبك او يصحح لك أحد؟

 

 

 

من أنت أيها السياسي الذي أعطاك المنصب بريستيجا ومكانة ابتلاء واختبارا من الله لخدمة الاخرين لتظن نفسك أنك الوحيد المحيط بالامور؟

 

 

 

من أنت أيها الثري الذي وجدت الحاجة في عيون الناس لمالك فتهت به عليهم منا واذى؟

 

 

 

من أنت أيها الداعية الذي يقسو ويقاضي الناس كأن دعوتك منحتك تخويلا للحكم على الاخرين وادخالهم الجنة أو النار؟

 

 

 

لقد اختلطت بأناس لا ابالغ إن قلت: انهم آلهة بشرية لديهم من الأنا ما تستعيذ منه الارض والسماوات!!!

 

 

 

وعليك لترضيهم أن تقدم مطولات الثناء والتبجيل والتملق المحرم بحجج شتى!!

 

 

 

حتى الله ورسوله كان يسألان ويناقشان !!!!!!!!!

 

 

 

نعم كانا كذلك

 

 

 

ألم يسأل ابراهيم ربه: كيف تحيي الموتى ليطمئن قلبه؟

 

 

 

ألم يسأل موسى ربه: رب ارني انظر اليك؟

 

 

 

ألم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في قضايا الاجتهاد لا الوحي من صحابته ويناقش وينبه كما في حادثة آبار بدر ليتنبه ويغير الخطة؟

 

 

 

ألم تقل امراة لعمر أمام الدنيا ذلك ليس لك في المهور؟

 

 

 

من أعطاك الحق في استعباد وإسكات الاخرين كنت من كنت؟

 

تحت ستار الثقة والطاعة والفهم والنضج المدعى؟

 

 

 

لقد استشْرت هذه الثقافة الجاهلية منذ سوغنا أن نقول للحكام والولاة من قرون طويلة: انك حامي حمى المسلمين وقاهر العدو وناصر الملة الملك الظافر والإمام القاهر....الخ

 

 

 

ونقول للعالم: شمس الدهور الحبر الفهامة جامع علوم الملة ومعقد العلم والولاية شيخ العارفين بالله......الخ

 

 

 

تذكر انك نطفة من ماء مهين خرجت مما يستحى منه لما يستحى منه

 

 

 

جاء رجل ترعد فرائصه أمام النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: هون عليك إنما انا ابن امراة كانت تأكل  القديد بمكة

 

 

 

وقد كانت الجارية تقوده في السوق الى حيث أرادت

 

 

 

تواضع أخي فمن تواضع لله رفعه

 

واعرف حقيقة نفسك وقدرها ولا يغرنك تبجيل وثناء قد يدخلك النار فالكبر والعجب والغرور كبائر مهلكة

 

أعاذني الله واياك منها

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين