الموجز في التاريخ: الفتوحات الإسلامية زمن الفاروق رضي الله عنه

فتوحات العراق

لـمَّا تولى عمر الخلافة بعد وفاة الصديق رضي الله عنه؛ عمل على متابعة الجهاد في الشام والعراق، ونشر دين الله في بقاع الأرض، فحضَّ الناس على قتال الفرس، والمضي في فتوحات العراق؛ فاستجاب له المسلمون، فأرسل جيشًا إلى العراق بقيادة أبي عبيد الثقفي، ولـمَّا وصل أبو عبيد العراق، وتولى قيادة الجيوش الإسلامية فيها؛ خاض مع الفرس معركة النمارق، فهزم فيها الفرس، وأسر قائدهم، ثم أتبع أبو عبيد المنهزمين حتى لقيهم في السَّقاطية فقهرهم، وغنم منهم شيئًا كثيرًا جدًا، قسمها أبو عبيد بين المسلمين، وأطعم منها الفلاحين من أصحاب الأرض؛ يتألف بذلك قلوبهم، ثم بعث بالخمس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت بعد هذه المعركة معركة (باروسما)، انتصر فيها المسلمون(1)؛ ليكون بذلك أبو عبيد قد قضى على ثلاثة جيوش للفرس في مدة وجيزة، لو اجتمعت لكانت عبئًا ثقيلًا على المسلمين، ولكنَّ الله أعمى قلوبهم عن ذلك.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين