مستقبل اليهود كما تحدده سورة الأعراف والإسراء

وقفنا أمام آيات من سورة آل عمران، التي تتحدث عن الحبال الممتدة لليهود، وتقرر أن وجودهم مرهون بإيصال الدعم لهم عن طريق تلك الحبال، وأن كيانهم سيموت ويزول يوم تنقطع تلك الحبال بعون الله عزَّ وجل.

 

والآن نقف مع آيات سورة الأعراف التي تؤكد هذه الحقيقة: أن اليهود لا مستقبل لهم في الأرض المباركة، وأنه إلى زوال.

قال تعالى:[إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُفْتَرِينَ] {الأعراف:152}. تتكلم هذه الآية عن اليهود الذين عبدوا العجل الذهبي زمن موسى عليه السلام، وهي تنطبق على اليهود تماماً أينما كانوا، لأن اليهود مستمرون على عبادة العجل الذهبي، فاليهود يعبدون الذهب والمال من دون الله.وهذه الآية التي تقرر إيقاع الذل والغضب على اليهود تؤكدها آيات أخرى منها قوله تعالى:[ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ] {البقرة:61}. [ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا] {آل عمران:112}. فاليهود مغضوب عليهم،وكيانهم قائم على أساس غضب الله، ولهذا فهو إلى زوال، هذا الغضب الإلهي يلفُّ هذا الكيان يغشاه ويغطيه، ولابد أن يذوي ويموت...وويل لليهود من غضب الله وويل لهم من غضب الشعوب التي خدروها، وويل لهم من تفجير براكين الغضب... من غضب الشعوب المسلمة، ومن الأجيال القادمة...

 

وقال تعالى:[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ] {الأعراف:167}.

تأذن ربك: أعلمكم وأخبركم ـ أيها المسلمون ـ بهذه السنة الإلهية النافذة: (ليبعثن) جواب للقسم لتأكيد هذه السنة الإلهية.

العذاب الواقع على اليهود مبعوث عليهم بعثاً... إن الذين يعذبون اليهود هم عباد ربانيون اختارهم الله اختياراً واصطفاهم اصطفاءً... ليعذبوا اليهود... فالباعث هو الله تعالى...

 

لقد وقع العذاب عليهم على يد غير المسلمين... ففرعون وقومه قد عذبوا اليهود، ولم يسم عذابهم بعثاً لأنهم كانوا مجرمين طغاة... وبنوا إسرائيل كانوا مضطهدين مظلومين... وعذب أقوام آخرون اليهود قبل الإسلام مثل البابليين والرومان والنصارى وليس عذابهم بعثاً ربانياً... لأن هؤلاء لا يستحقون أن ينسبوا إلى الله نسبة تكريم وتشريف...

 

وقد تحقق هذا البعث بعد نزول سورة الأعراف المكية على أيدي المؤمنين:[فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا] {الإسراء:5}.

فالمسلمون الربانيون هم المرشحون للقضاء على اليهود، وتمكين الله لليهود على أرض فلسطين إنما هو تمهيد وتهيئة للبعث الإسلامي القادم... ولهذا فإن الله جمعهم من بقاع الأرض إلى فلسطين ليسهل تعذيبهم والقضاء عليهم... وهذا العذاب مستمر إلى يوم القيامة، إلى أن يخرجوا أنصاراً للدجال فيقتلهم المسلمون مع عيسى ابن مريم عليه السلام.

 

مستقبل اليهود في سورة الإسراء:

[سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الإسراء:1}.

(المسجد الأقصى والبركة حوله، ومظاهر البركة حوله لماذا الإسراء إليها والمعراج منها، ما سر الربط بين المسجدين).

نلحظ في مقدمة سورة الإسراء انتقالاً مفاجئاً من الإسراء إلى الحديث عن بني إسرائيل:[وَآَتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا] {الإسراء:3}.

 

ثم أخبرت الآيات عن إفسادين لبني إسرائيل وعن صفات العباد الذين يزيلون هذين الإفسادين: [وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا(5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا(6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا(8) ]. {الإسراء}..

 

وقضينا: أي: أعلمنا وأخبرنا بني إسرائيل في الكتاب في التوراة..أشهر إفساداتهم اثنان:

فالإفساد العلو ملازمان لحكم اليهود فالفساد والإفساد ملازمان لليهود:[ ُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] {المائدة:64}. والإفساد اليهودي متغلغل في كل الجوانب، إفساد للعقيدة، والدين واخلق، والمال والحكم والفكر والسياسة والاجتماع والفن...والعلو هو التكبر والاستكبار والتبختر والجبروت، والانتفاش والتيه... استعباد الآخرين، واخضاعهم لليهود، وإذلالهم أمامهم، والقضاء على وجودهم وأموالهم وأخلاقهم وإيمانهم وأعراضهم... وتحويلهم إلى حيوانات في صور بشرية، لأنهم خلقوا من مني الحصان كما تقول التلمود...

 

إن اليهود يتعالون على الشعوب الأخرى لأنهم معقدون ناقصون مشوهون، لأنه لا يتكبر إلا ناقص ولا يتعالى إلا معقد...

وهذه الصفة والسمة لحكم اليهود: الإفساد والعلو، تدلنا على أن حكم اليهود قصير، لزمن محدد قصير، لأنه لن يطول حكم يقوم على الإفساد والعلو، وفق السنة الربانية القاطعة:[تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] {القصص:83}.

 

ما هو الإفساد الأول لليهود. أين وقع الإفساد الأول؟ ما هي مظاهر هذا الفساد ؟ من الذين أزالوا هذا الفساد:[فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا] {الإسراء:5}.

هل نعيش الإفساد الثاني: [وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا] {الإسراء:104}. من الذي يزيل الإفساد الثاني... من الذين يسوء وجوه اليهود... ومن الذين سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة...

نسأل الله أن نكون من جنودهم.....

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين