للعار صور وأشكال، وللناس منه مواقف!

صور العار كثيرة، وأشكاله متنوّعة، تختلف باختلاف البيئات! وقد حصر بعض الناس العار، في عرض المرأة، في حين نظر إليه كثير من الناس، بمناظير متنوّعة!

قال الشاعر أبو تمّام، في رثاء محمد بن حميد الطوسي، قائد الجيش، الذي قُتل في معركة مع العدوّ:

وقد كان فَوتُ الموت سهلاً، فردّه=إليه الحفاظ المُرّ، والخُلق الوَعرُ

ونفس تعافُ العار، حتى كأنّما=هو الكفر، يومَ الرَوع، أو دونه الكفرُ

وقال أبو فراس الحمداني، عن أسره، في معركة مع الروم:

وقال أصَيحابي: الفرارُ أو الردى=فقلت: هما أمران، أحلاهما مُرّ

ولكنني أمضي لِما لا يَعيبني=وحسبُك من أمرين، خيرُهما الأسرُ

ونُقل عن أحد قادة الجيوش، في العصر الحديث، بعدما حاصرت قوات العدوّ جيشَه، وطُلب منه الاستسلام.. نُقل عنه قوله: لقد سُلّمنا قيادة الجيش لنحارب به، أو نُقتل.. فأيّ عار سيلحقنا، لو استسلمنا لعدوّنا؟ وما ذا ستقول عنّا أجيال أمّتنا؟

ونقل عن البطل الجزائري، عمر المختار، حين طلب منه الإيطاليون الاستسلام: نحن قوم لا نستسلم.. ننتصر أو نموت!

وقال أحد الجنود في حرب حزيران، حين طلَب منه أحد زملائه الفرار، وكانوا محاصرين بقوّات العدوّ الصهيوني.. قال الجندي السوري، مستنكراً الهرب: أنا أهرب من الحرب، وأنا ابن فلان، ليعيّر بي أهلي!؟ لا والله، لا أهرب أبداً! وقُتل في ساحة المعركة!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين