فطرة الأسوة الحسنة والمثل الأعلى

في الإنسان فطرة لا تقبل التحوير والتغيير، وهي التطلّع إلى مَن يعجب بسلوكه، ويتأسّى به، التطلّع إلى الأسوة الحسنة، والمثل الأعلى، وهو يمنح ذلك أوّل ما يمنحه أمّه وأباه، ثمّ كلّما كبر ونما، وتعرّف على الناس من حولِه بحثَ بشكل فطريّ، وبغير شعور منه عمّن يعجب به أكثر، ويجد فيه أسوة له وقدوة، تشبع نهمته، وتبني كيانه، وتحقّق له تطلّعاته..

ومِن رحمة اللهِ بالإنسان أن حقّق له هذه النهمة الفطريّة، والحاجة الضروريّة على أتمّ الأحوال وأعلاها بما جعل له في سيرة الأنبياء والرسل، وحياتهم عليهم الصلاة والسلام من أسوة حسنة، وقدوة مثلى، وبخاصّة حياة نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم، سيّد الخلق، وخاتم الأنبياء والرسل، إذ جعله معصوماً عن الخطأِ، منزّهاً عن اتّباع الهوى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3 ــ4].

ألا إنّ العقلَ والرشد فِي الإنسان يفرضان عَلَيْهِ ألاّ يتأسّى إِلاّ بمن كان أُسوةً حسنةً.. وهُو حين يتأسّى بأحدٍ، كأَنَّه يعلنُ للناس: أنْ هذه هي أسوته الحسَنة..

فهل أسوة الناس دائماً حسنةً.؟ إِنّ الواقع يقول: إِنَّ أكثرَ الناس يتأسّون بآخرين بدوْن وعيٍ أو رشد.. وإنّمَا بدافع الهوى أو الاستهوَاء.. أَو بدافع الإعجاب بجانب منْ حياة المتأسَّى به، ولو لم تكن أعماله الأخرى تدعو إلى الإعجَاب والقَبول، وَإِنَّما يُزيَّن لَهُ ذلك العمَل فيراه حَسناً، ولو كان تافهاً منكراً..

كما نرى عَلَى ذلك حالَ كثير ممن يتّبع العاداتِ والتقَاليدَ الوافدةَ عَلَى بلاد المسلمينَ، المتغيّرة المتقلّبة، التي لا تعرف لا هي ولا أصحابها شيئاً من الثبات أو الاستقرار..

* مُحَمّد رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة العظمى:

وإذا كان الإنسان في هذه الحياة لابدّ له من تقليد من هو أكبر منه في نظره سنّاً، أو قدراً.. فإنّ هذا التقليد قد يأخذ طابع سلوك لا شعوريّ غير واعٍ، وربّما كان في بعض الأحيان غير مقصود، وقد ينكره الإنسان ظاهراً ويأباه، ولكنّه في الواقع يتتبّع سلوك من يقلّده، ويتابعه بغير شعور منه، ولا قصد ظاهر..

وقد يأخذ التقليد طابع سلوك واعٍ مقصود، عندما تشترك قوى العقل والفكر مع القلب والعاطفة، ويتساوقان في دفع الإنسان إلى التقليد والتبعيّة..

ونلاحظ في كثير من الأحيان أنّ التنازع يقع في حياة كثير من الناس بين السلوك الواعي، والسلوك غير الواعي، أو بين الشعور واللاشعور، كما يسمّيهما علماء النفس.

وبيان ذلك أنّ السلوك الواعي: يستند إلى انسجام أحكام العقل والعاطفة، واتّصال الفكر والقلب، فإذا ضعفت قوّة العقل، واختلّت موازين الفكر وأحكامه، غلبت العاطفة، وتحكّمت الأهواء بالقلب، فجنح باتّجاه ما تمليه عليه، فتغلب عندئذٍ دوافع اللاشعور على الإنسان، وتوجّهه وتقوده، وهي أنواع من العواطف المستكِنّة، والرغبات الداخليّة، التي تغذّيها في كثير من الأحيان أهواء النفس ودوافعها.. وكثيراً ما تصطدم مع أحكام العقل ولا تتّفق معها..

وقد يعلن الإنسان موقفاً عقليّاً، يبرّر فيه هذا الانسياق العاطفيّ غير الواعي، ويظهر للناس أنّه يتّخذه عن وعي واقتنَاع، والحقيقة غير ذلك، وربّما صرّح الإنسان بتبعيّته العمياء لجمهور الناس بحجّة واهية: ألاّ يكون شاذّاً عن مجتمعه، متمرّداً على عادات قومه، ويكشف عن ذلك ويصوّره ما جاء في الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

( لا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلا تَظْلِمُوا ) [رواه الترمذي في كتاب البرّ والصلة برقم /1930/ وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.].

ونضرب على ذلك مثلاً نراه في حياة كثير من الناس: عندما نرى شابّاً أو فتاة، أو رجلاً أو امرأة يقلّد أحدهم بعض العادات الأجنبيّة الوافدة إلى بلاد المسلمين، ممّا يتعارض مع قيم الإسلام وآدابه وهديه، فإذا افترضنا أنّه يعلم ذلك التعارض ولا يجهله، فإنّ حقيقة ما يجري في نفس هذا المقلّد أو المقلّدة: أنّ العقل الواعي بما فيه من أحكام يرفض له الانسياق وراء هذا السلوك، ويطالبه بالكفّ عنه، ويريد للعقل الباطن غير الواعي أن يستجيب إلى طلبه، ولكنّ العقل الباطن إذا غلبت عليه دوافع الهوى والرغبة الجامحة في ذلك السلوك، لم يستجب لنداء العقل الواعي، وراح يلتمس المبرّرات لاندفاعاته، ويلبسها لبوس الرأي والفكر، وهي من دوافع الهوى، ووساوس النفس..

ولا يخفى أنّ نتيجة هذا الصراع المحتدم في النفس البشريّة وآثاره مريرة مدمّرة، وهو يكون كذلك عندما يتعارض اقتناع الإنسان الفكريّ معَ دوافعه العاطفيّة، وقد وقى الله المؤمنين ذلك عندما أكرمهم بالنبيّ المعصوم صلى الله عليه وسلم، وجعله لهم القدوة العمليّة في كلّ شأن من شئون حياتهم، وهذا ما يحقّق لهم الهدوء النفسيّ، والاستقرار الفكريّ، والانسجام الروحيّ، فلا يعيشون نهباً للقلق والاضطراب، وضياع النفس والسلوك وراء النكرات، الذين يسمّون في عالم اليوم: " نجوماً "، وأكثرهم نماذج سيّئة لمسالك الشذوذ والانحراف.

وقد وضع الله تعالى في هذه الآية الكريمة شرطين للتحقّق بالتأسّي بالرسول صلى الله عليه وسلم:

* الشرط الأول: رجاءُ اللهِ وَرجاءُ الْيَوْمِ الآخِرِ.

* والشرط الثاني: ذِكرُ اللهِ كَثِيراً.

ـ والشرط الأول: وهو رجاء الله، ورجاء اليوْم الآخر، وهو شَرطٌ عامٌّ جامعٌ..

فمعنى رجاء الله: رجاء مثوبة الله ورضاه، وخَوف سخطه وعذابه.. وفي الآية ما يسمّيه علماء البلاغة اكتفاء: أي يَرجو الله ويخافُه، ولكنّ النصّ قدّم الرجاء وذكره، لخُصوصيّته الظاهرة في الاتّباع والطَاعة عن حبّ ورغبة وإقبال، وشوقٍ ونشاط نفس وحسنِ امتثال..

ويدخُلُ في رجاء الله: إخلاص العَمل لله من كلّ شائبة، إذ كيفَ يرجو اللهَ تعالى، ويتعلّق قلبه بمثوبته ومرضاته، مَن لا يخلص عمله لله تعالى، ويريد به وجهه ؟!

ويدخُلُ في رجاء الله تعالى: تعظيم الله جلّ وعلا، وتعظيم أسمائه وصفاته، وتعظيم دينه وشرعه، وتعظيم أمره ونهيه، وتعظيم ما عظّم الله تعالى.. وما أغنى المؤمن بالله تعالى عندما يتعلّق قلبه بالله سبحانه، ويتحقّق برجاء الله عزّ وجلّ، فيستشعر من قرارة نفسه أنّ الله تعالى مولاه، وهو معه، وناصره ومعينه..

وإنّ أعظم ما عظّم الله سبحانه نبيّه المصطفى، ورسوله المجتبى، أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيّد الأوّلين والآخرين صلى الله عليه وسلم.. فقد شرح الله تعالى صدره، ووضع وزره، ورفع ذكره، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وجعل الإيمان بنبوّته ورسالته شطر شهادة التوحيد وشرطها، فلا يقبل الله توحيد عبد لله تعالى ما لم يتّبع النبيّ صلى الله عليه وسلم ويطيعه، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[آل عمران:31].

وقال سبحانه: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}[النساء:80].

ورجاء اليوم الآخر يعني الإيمان باليوم الآخر، وما فيه من الأهوال العظام، والعوالم المهولة، والاستعداد لذلك اليوم بتقوى الله والعمل الصالح، وعندئذ فمن البدهيّ والطبعيّ المتّسق مع هذا السلوك أن يرجو المؤمن مثوبة الله تعالى في ذلك اليوم، وحسن جزائه، فكأنّه رجا اليوم نفسه..

وفي ذكر رجاء اليوم الآخر ما يكْفي ويغني عن التخويف من سخط الله وعذابه، ويحقّق الاكتفاء الذي حَسُنَ أيّما حُسنٍ في هذا المقام.

ـ وأمّا الشرط الثاني في هذه الآية وهو قوله تعالى: {وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} فإنّ حقيقة ذكر الله تعالى أن يعيش الإنسان حياته العامّة والخاصّة، يذكر الله ولا ينساه، ويستشعر قرب الله تعالى في كلّ موقف ورحمته، ويأنس بالله سبحانه، ويشهد عظمته..

والذكر في مفهومه الصحيح يعني معاني كبيرة، وحقائق كثيرة، أقلّها حركة اللسان، وهو ما يَظنّه كثيرٌ من المسلمين اليوم أعلاها وأجلّها.. فيقف عند حركة اللسان العامّة والبسطاء، ويزهد فيها من هم أعلى فكراً وثقافة، لما يرون من قلّة جدواها في حياة هؤلاء، وضعف أثرها.. وأعلاها أن يكون حاضر القلب مع ربّه، يذكر الله عند كلّ شأن كبر أو صغر، ويراقب الله في كلّ حركة أو سكون، وفي السرّ والعلن..

والذكر الحقّ حصنٌ للنفس حصينٌ، من سطوة الأهواء وهيجانها، وهو زاد الروح، وقوت القلب، وسلاح المؤمن الماضي في مواجهة الشيطان ووساوسه..

وهو غذاءٌ للروح، وعلاج لها من عللها وأدوائها، ولا علاج لها منها على الحقيقة سواه.

ـ وقوله تعالى: {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} يقول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: " هذه الآية أصل كبير في التأسّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.. ".

ويقول الحكيم الترمذيّ: " الأسوة في الرسول صلى الله عليه وسلم: الاقتداء به، والاتّباع لسنّته، وترك مخالفته في قول وفعل، فمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم تجب على كلّ مؤمن، حتّى يتحقّق رجاؤه، ويثمر عمله ".

فالأسوة هو القدوة، وتنكير الأسوة في هذه الآية ووصفها بالحُسن يحمل دلالة عميقة شاملة، تحتاج منّا إلى وقفة طويلة مستفيضة.. لا يتّسع لها المقام هنا، ولكنّنا نقدّم منها ملامح عامّة عسى أن تدلّل على ما وراءها، وتشحذ من الهمم ما يدعو إلى استجلاء آفاقها، وسبر أغوارها..

وإذا كان كلّ ما في شريعة الإسلام حسناً، وكلّ ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به حسناً، فما وجه تقييد الأسوة بهذه الصفة.؟

ـ إنّنا نلحظ في هذا أنّ من فطرة الإنسان أن يتطلّع إلى من يكون أحسن الناس في كلّ ما يريد التأسّي به والاقتداء، وكأنّ الآية الكريمة تقول للناس: "إنّ من أراد منكم التأسّي والاقتداء بأحسن قدوة، فدونه النبيّ المعصوم صلى الله عليه وسلم بعصمة الله تعالى، الذي وصفه ربّه بقوله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3 ــ4]، فالآية الكريمة تقدّم التوجيه والأمر مشفوعاً بالبيّنة والدليل، وتعرض الدعوى مقرونة بالحجّة والبرهان.

ـ من المعلوم بالبداهة أنّ شريعة الإسلام حثّت على الأخذ بالأحسن في كلّ شأن: من الأقوال والأفعال، والأحكام والأخلاق.. كما في قوله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}[البقرة:83]، وقوله سبحانه: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...}[المؤمنون:96] و[فُصِّلَت:34]، وقوله تعالى: {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا...}[الأعراف:145].

والأحسن هو الأقوم، كما عبّر القرآن الكريم في مناسبة أخرى، فقال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء:9].

ولكنّ شريعة الإسلام التي تقوم على الواقعيّة وإقرار الحقّ لذي الحقّ راعت أحوال الناس وواقعهم، ولم تفرض عليهم المثاليّة التي لا يقدر عليها أكثرهم:

فالطلاق حقّ، ولكنّه ليس حسناً، وهو أبغض الحلال إلى الله، إن لم يتعيّن الأخذ به في موقف ما.. وضرب الزوجة الناشزة بظروفه الخاصّة، وبشروط ذلك وقيوده مباح، وليس فضيلة أو مطلوباً، كما أنّه ليس الأحسن أو الحسن لما جاء في الحديث الشريف (.. وايمُ اللهِ لا تجدونَ أولئكَ خِيارَكم.. ) [جزء من حديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/304/].

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عَنْها قَالَتْ: ( مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِماً، إِلاّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلاّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ فَيَنْتَقِمَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ) [رواه مسلم في كتاب الفضائل برقم /4296/].

ومقاضاة المدين الماطل وحبسه حقّ للدائن، ولكنّه ليس الحسن أو الأحسن دائماً..

والمطالبة بالدين واستيفاؤه حقّ وحسن، ولكنّ الأحسن منه إنظار المدين المعسر، والعفو عن شيء من دينه، والتخفيف عنه ما أمكن: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة:280].

وكثير من الأحكام المشروعة التي لا حرج فيها ولا تثريب، وقد توصف بأنّها مندوبة في بعض الأحيان، ولكنّها لا توصف بأنّها حسنة أو أنّها الأحسن في بابها.. وبخاصّة عندما يكون في فعلها تفويت ما هو أرجح منها من المصالح وآكد، أو يكون في فعلها مفاسد متحقّقة غير موهومة.. والمؤمن العاقل لا ينظر إلى الأحكام الشرعيّة نظرة تجزيئيّة، محدودة قاصرة، فهذا شأن من لا فقه عنده بدينه، وهذا النظر يفسد أكثر ممّا يصلح، ويجرّ على صاحبه الابتلاء، وعلى الآخرين الفتنة، وقد يظنّ أنّه يحسن صنعاً.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين