التحويل .. والتحوّل !

بعض المدن تكثر فيها التحويلات لأسباب مختلفة ، منها : تبديل الطرق .. ومنها توسيعها.. ومنها أسباب أخرى كثيرة !

وإن التحوّل سنة من سنن الحياة ، فالحياة تحوّل مستمرّ ، مادّياً ومعنوياً ، بشكل إرادي، وبشكل غير إرادي !

الإنسان يتحوّل من حالة إلى أخرى ، منذ بداية خلقه : نطفة وعلقة ومضغة .. وحالات أخرى كثيرة ، ذكرت في القرأن الكريم !

ثمّ هو يتحوّل من مرحلة الطقولة ، إلى مرحلة الشباب ، ثمّ الكهولة ، ثم الشيخوخة ثم الهرم .. وفي كلّ حالة تتحوّل خلقته وتُبدّل !

وهذه كلها تحوّلات غير إرادية ، لايملك لها الإنسان شيئاً ، ولا يملك أن يوقفها !

وما يهمّنا ، هنا ، هو التحوّلات الإرادية ؛ أيْ : تحوّل الإنسان من حالة إلى أخرى ، بطوعه واختياره .. ومنها :

تحوّل الإنسان عن دينه ، واتّباعُه ديناً آخر: كأن يكون مؤمناً ويمسي كافراً : وثنياً ، أو تابعاً من أتباع الديانات المعروفة الأخرى !

التحوّل عن الموقف الفكري : كأن يكون له موقف فكري ، في ظرف ما ، أو مرحلة ما من مراحل حياته.. فيتحوّل إلى موقف فكري أخر؛ كأن يكون شيوعياً ، ثمّ يتحوّل إلى ليبرالي، أو قومي ، أو غيرذلك !

التحوّل عن الموقف السياسي : كأن يكون من الحزب الفلاني ، ثمّ يصبح من الحزب الفلاني ، المشابه لحزبه الأصلي ، أو المعارض له ! أو أن يكون معارضاً ، للرئيس الفلاني ، فيصبح تابعاً له ، أو مؤيّداً ، أو مصفّقاً ، أو هتّافاً ! أو أن يكون مؤيّداً للرئيس فلان أو لحزبه ، فيتحوّل إلى معارض أو خصم أو منافس !

التحوّل عن الموقف الاجتماعي : كأن يكون من فئة اجتماعية معيّنة ، فيصبح من فئة أخرى ؛ كمن يتحوّل من فئة الفقراء ، إلى فئة الأغنياء ، أو بالعكس ؛ كأن يكون ثرياً، فيصبح فقيراً معدماً ، وكلّ حالة تصاحبها أوضاع خاصّة ، متعلقة بها !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين