من أخبارهن - نساء السلف
من أخبارهن
بقلم:حاتم طبشي
كان الرجل إذا خرج من منزله تقول له امرأته أو ابنته: إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار
أخذت هذا من قوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في حديث طويل:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء ؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهداي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم على كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت. النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال برهان. أخرجه الحاكم في المستدرك ج4/ص141
 
وهمَّ رجل من السلف بالسفر فكره جيرانه سفره فقالوا لزوجته: لم ترضين بسفره ولم يدع لك نفقة؟ فقالت: زوجي منذ عرفته عرفته أكَّالا وما عرفته رزَّاقا ولي ربٌّ رزَّاق يذهب الأكَّال ويبقى الرزَّاق
 
روي أن أسماء بنت خارجة الفزاري قالت لابنتها عند التزوُّج: إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهاداً يكن لك عماداً، وكوني له أَمَةً يكن لك عبداً، لا تلحفي به فيقلاك (الإلحاف في المسألة: الإلحاح)، ولا تباعدي عنه فينساك، إنْ دَنَا منك فاقربي منه، وإن نأى فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه: فلا يشمنَّ منك إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلا
 
وقال رجلٌ لزوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مــــــــــــرة...   فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى... ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى... إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
 
روي أن الأصمعي: قال دخلت البادية فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تحت رجل من أقبح الناس وجها فقلت لها: يا هذه أترضين لنفسك أن تكوني تحت مثله،فقالت: يا هذا اسكت فقد أسأت في قولك لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه، أو لعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي. أفلا أرضى بما رضي الله لي؟! فأسكتتني
وقال الأصمعي: رأيتُ في البادية امرأة عليها قميص أحمر وهي مختضبة وقد جلست تذكر الله تعالى وبيدها سبحة، فقلت: ما أبعد هذا من هذا ؟ فقالت:
ولله مني جانب لا أضيعه... وللهو مني والبطالة جانب
فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزيَّن له.
 
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين