هذا مثل قديم، يصلح لكل زمان ومكان ؛ ولاسيّما الأزمنة والأمكنة، التي فيها ملوك وتيجان !
التاج الذي يضعه القيصر على رأسه،هو من البهرج، وهو زينة لصاحب التاج ! وإن صار عرفاً لدى بعضهم، أو تقليداً، أو مَرسماً من مراسم الدولة !
فهل يقاس عليه أمثاله، من البهارج أو الزينات ؟ ربّما !
أصحاب الثراء الفاحش: كم من ثري فاحش الثراء، يتمنى لو أنه كان إنساناً عادياً، يعيش على الكفاف، وكانت صحّته جيّدة، و صحة أفراد أسرته على مايرام ! إذ كثيراً مايشكو أصحاب الثراء هؤلاء، من اعتلال الصحّة ! فبعضهم يتمنى لو أنفق ماله كله، مقابل دواء ناجع، يشفيه من مرض أصابه، أو يشفي ابنه الوحيد من علة ألمّت به، وعجز الأطباء عن معالجتها !
الزعماء والسادة في القبائل والأحزاب: ومثل أصحاب الثراء الفاحش، يتمنى كلّ من السادة والزعماء، في القبائل والأحزاب !
سادة المدن والقرى وزعماؤها وأكابرها: ويقاس على المذكورين أعلاه، سادة المدن والقرى وزعماؤها وأكابرها !
المفكرون الكبار الذين اتسع نطاق شهرتهم: أمّا المفكرون الكبار، والعلماء في سائر العلوم، والفنانون المشهرورون.. أمّا هؤلاء جميعاً، فلا يختلفون كثيراً، عمن ذكر أنفاً ! بل قد يودّ أحدهم أن تنزع منه شهرته، وأن يعيش كسائر خلق الله، مغموراً، مقابل أن يحظى بصحّة جيّدة، أو بحالة خالية من الأمراض !
وتقاس على الأمراض والعلل: المنغّصات بأنواعها الاجتماعية والأمنية.. التي تجعل حياة المرء صعبة، أو حياة بعض أفراد أسرته الذين يحبّهم قاسية، يتحمل قسوتها هو ومن حوله: من آباء وأبناء وإخوة وأخوات !
ومَن اطلع على حياة بعض الملوك والرؤساء، والأمراء والمتنفذين، في القديم والحديث، يدرك هذه الحقيقة جيّداً، ويقول في سرّه: الحمد لله الذي عافانا، ممّا ابتلى به كثيراً من خلقه !
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول