طُلاّب البغلة كثر.. فأيّهم يفوز بها؟

البغلة: رمز قديم للسيادة، وفيها قول لانرى حاجة لإيراده، هاهنا! لكن السؤال هو: من صاحب البغلة؟ ثمّ من يفوز بها، على كثرة المتصارعين حولها؟

في سورية عشرات المتصارعين حول البغلة، لكلّ منهم فهمه وفلسفته، ومطامحه وأهدافه ومصالحه، وحلفاؤه ومؤيّدوه ومناصروه.. فمن يفوز بالبغلة؟

المواطنون المتصارعون كثر.. والمحسوبون على الوطن كثر.. والأغراب كثر.. فمن يفوز بالبغلة؟

الأمريكان: موجودون في سورية بقوّة الأمر الواقع! لكن، هل يرغبون بالبغلة السورية، أو يطمحون إليها، أو يرغبون بامتطاء ظهرها؟ الجواب: لا.. وهم يرشّحون حلفاءهم الكرد، لتكون لهم بغلتهم الخاصّة!

الروس: موجودون في سورية بطلب من رئيسها، الذي استدعاهم ليحموه، بصفته راكباً على ظهر البغلة! وفعلوا الأفاعيل بالشعب السوري، كي يظلّ بشار الأسد ممتطياً البغلة، أيْ: كي يظلّ رئيسا لسورية! وهم يقبضون ثمن ذلك، من دماء الشعب السوري، ومن سيادته، ومن وطنه: قواعد، وتحكّماً بمقدّرات الناس..!

الفرس: لديهم قوّات في سورية، ظاهرة ومخفية، ولهم مطامح كبيرة جداً، في البلاد، وأهمّها: تحويل المواطنين من المذهب السني، الذي ينتمون إليه من مئات السنين، إلى مذهب الرفض ؛ ليكون شعب سورية كله تابعاً لهم كي يوجّهوه كما يريدون، وتكون البغلة السورية خاضعة لهم، بالضرورة! ولهم أذرع كثيرة في البلاد، أهمّها: حزب الله اللبناني!

القبائل السورية والأحزاب السورية: تتناطح فيما بينها لامتطاء البغلة، لكن ليس أحد منها مؤهّلا لامتطاء البغلة!

فالبغلة، اليوم، تحت بشار الأسد، لكن من يدري غداً، تحت من تكون؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين