أخلاق نحتاجها اليوم أكثر

سلام عليكم

كثيرون منا يفقدون اعصابهم من شدة الضغط الناتج عن المشكلات المتراكمة بعضها فوق بعض، حتى بات يصدق فينا قول المتنبي:

رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى

فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ

فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ

تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ

ففي زحمة المشاكل قد يفقد الإنسان السيطرة على نفسه، فيقابل الإساءة بالإساءة، والشتيمة بالشتيمة، وقد تبدأ المشكلة مع كلمة، ثم تنتهي بمأساة..

هنا تبرز القيم الإيمانية وأثرها في حياة الناس، كما تبرز آثار التربية الإيمانية المبنية على أخلاق القرآن، حيث يتحكم المرء بسورة غضبه، فلا ينساق وراءها، وإنما يلجمها بقول الله تعالى:

(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) الآية (55) من سورة القصص.

فإذا سمعوا من أحد ما يكرهون من القول لم يجاروهم في سفاهتهم بل أجابوهم بالجميل من القول (لَنَا أَعْمَالُنَا) قد رضينا بها لأنفسنا (وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ) قد رضيتم بها لأنفسكم. فلكم منا أمنة وسلام أن نُسَابَّكم أو تسمعوا منا ما لا تحبون لأننا لا نريد محاورة أهل الجهل ومسابَّتهم.

إنه الأسلوب الأنجع الذي يطفئ ثوران النفس من أن تنساق وراء الفتنة، ويحيل الحقد حبا، والغضب هدوءا وسكينة.. قال تعالى:

(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين