مِن فقه الإمام الثوري

أولاً لنعلم مَن هذا الإمام؟

إنه سفيان بن سعيد الثوري (من قبيلة ثَور، من مُضَر). وُلد في الكوفة سنة 97هـ وتوفي في البصرة سنة 161هـ، فهو من أتباع التابعين، وهو معاصر للأئمة أبي حنيفة (80-150)هـ، ومالك (93-179)هـ، والشافعي (150-204)هـ، ومَن أمثالهم في الإمامة. فكان إماماً في الفقه وفي الحديث وفي الزهد، وأخرج له أصحاب كتب الحديث الستة. قال عنه الإمام الذهبي: "هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين".

من أقواله وفقهه: كان، رحمه الله، واسع الصدر تجاه اختلاف العلماء، فلا يرى أن ينهى المسلم أخاه عن أمر مما اختلف فيه العلماء. فكان يقول: إذا رأيتَ الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلفَ فيه، وأنت ترى غيره، فلا تَنْهه.

وكان يقول: ما اختلف فيه العلماء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به.

ويقول: إنما العلم عندنا هو الرخصة من ثقة، أما التشديد فيُحسنه كل أحد.

ولنلاحظ قوله: "رُخصة من ثقة"، فليس يؤخذ الحكم الشرعي من أي أحد كان!.

ويقول: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية. المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها. لأن صاحب البدعة يحسب نفسه على حق وصواب فلماذا يتوب؟!.

رحم الله أئمة الإسلام وجزاهم عن الأمّة كل خير.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين