من أساليب التربية في القرآن الكريم: السخرية

 

الدكتور عثمان قدري مكانسي
 
     تقول سخر منه وبه : هَزِىء . والسخرية : الهزء ، ويكون الهزء من الإنسان ، وقوله ، وعمله .
     وهو من أساليب التربية التي أكثر منها القرآن .
     فقد هزىء القرآن وسخر من المنافقين ، والكافرين ، والمشركين على أنواعهم لما يصدر عنهم من أحكام تسيطر عليها الأهواء ، وأقوال تدل على الغفلة والضلالة ، وأفعال تدمغهم بمعاداة الله ورسله وأتبعاهم .
     والسخرية فيها فوائد عدة منها :
1ـ دمغ المستهزَأ منهم بالفساد والضلال .
2ـ كبح جماحهم وتقريعهم وتوبيخهِم .
3ـ فضحهم وبيانُ هوانهم وتعريتُهم .
4ـ تحذير المؤمنين أن يتصفوا بصفاتهم الذميمة .
5ـ الردُّ على ادعاءاتهم وتخرصاتهم .
     وسنتحدث إن شاء الله تعالى في هذا الأسلوب في :
1ـ السخرية اللفظية .
2ـ السخرية المعنوية .
 
السخرية اللفظية :
    استعمل القرآن الكريم كثيراً من الألفاظ في مجال السخرية ، ليست أصلاً من ألفاظها ولعلها تكون ألفاظاً للمدح بدل الذم ، منها :
     أ ـ التذوّق ، والذوق : وهذه اللفظة تستعمل عادة للتلذذ بالأطايب من الطعام والشراب ، والحياة الرغيدة المنعّمة ، وقد جاءت هنا للتبكيت ، والتوبيخ ، والهزء ، والسخرية ، أمثال ذلك :
ـ    قوله تعالى : (( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ))(1) . فقد هُزِمَ بنو النضير   (( اليهود )) بعد قليل من هزيمة مشركي مكة في غزوة بدر وأي طعم ذاقوه ؟! فقد طُردوا من ديارهم ، وأخذت أموالهم وبساتينهم وديارهم غنيمة للمسلمين .
ـ    وقوله تعالى في الكافرين الذين تشوى جلودهم ، حتى تَنضج كما يَنضج اللحم المشوي ، ففي الدنيا يتذوقون الطعم اللذيذ لهذا اللحم ، وفي الآخرة يذوقون العذاب والعياذ بالله . . . قال تعالى : (( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ))(2) ، وقوله تعالى للمتعجرف في الدنيا حين يعذب في الآخرة : ((ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) ))(3) .
ـ    أما الذي يبخل في الدنيا فلا يتصدق أو يزكي أمواله ، ويكنز الذهب والفضة والمال ، ويتلذذ في تكديسه فيذوق العذاب كيّاً في جبهته ، وجنبيه وظهره ويسمع التوبيخ من الملائكة هو وأمثاله من أهل الشح والبخل : (( هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ))(4) .
ـ    وترى هؤلاء المجرمين يُسحبون كما تسحب الكلاب إلى جهنم وبئس المصير ، لينالوا العذاب جزاء ما اقترفت أيديهم ، والملائكة تسخر منهم وتوبخهم : (( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) ؟!))(5) .
     والأمثلة على هذا وافرة وكلها تصب في هذا الباب .
    ب ـ والهدى : عادة ما يأتي لفظها في الوصول إلى الحق والإيمان وسبل السعادة كقوله تعالى : (( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))(6) ، لكنها تأتي هنا بمعنى تدفعه وترديه ، وأمثال ذلك :
ـ    قوله تعالى في التحذير من الشيطان وموالاته ، فهو يقود إلى عذاب النار :
     (( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) ))(7) .
ـ    وقوله تعالى في المشركين الضالين حين تدفعهم الملائكة وتسوقهم إلى الناس وبئس القرار : (( فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ))(8) .
     جـ ـ والبشرى : وتكون عادة وتكون عادة لزف الخبر السعيد من ثواب جزيل ومغفرة من الله ورضوانه كقوله تعالى : ((إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)))(9) .
     لكنها قد تأتي في القرآن الكريم بمعنى الإنذار والتوبيخ والتحقير . . أمثال ذلك :
ـ    قوله تعالى يهدد الكافرين والمنافقين بالعذاب الشديد : (( وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ          أَلِيمٍ))(10) .
     (( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) ))(11) .
     (( كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))(12) .
ـ    أما الكافر الذي لا يحب سماع كلمة الحق ، ويقتل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فله عذاب شديد أليم ، قال تعالى : ((وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ))(13) .
ـ    (( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))(14) .
     والأمثلة في هذا الباب وافرة يمكن العودة إليها .
     د ـ كيف : هذا اسم استفهام يحتاج إلى جواب كقولك : كيف أنت ؟ والجواب : الحمد لله رب العالمين ، ولكنه يستعمل للسخرية والتقريع في القرآن كثيراً .
     كقوله تعالى : ((كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ))(15) ، وكقوله سبحانه : ((وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ))(16) .
     وقوله تعالى : (( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) ))(17) .
     وقوله تعالى : ((انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) ))(18) .
     وقوله سبحانه : (( وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ))(19).
     وقوله سبحانه : (( فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)))(20) .
     وقوله سبحانه : (( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) ))(21) .
     وقوله تعالى في قوم عاد : (( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) ))(22) .
     والأمثلة على ذلك كثيرة .
السخرية المعنوية :
     إن الكفار يسيئون لأنفسهم حين يكفرون ، فحين يرسل المولى تعالى رسله إليهم فيكَذِّبونهم يحق عليهم العذاب ، فإذا أحسوا بالخطر وتيقنوا نزوله هربوا منهزمين ، فتقول الملائكة لهم استهزاءً لا تولوا هاربين من نزول العذاب ، وعودوا إلى دياركم ، وما كنتم فيه من النعمة والسرور ، وهذا كله من باب السخرية والتوبيخ . قال تعالى :
(( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) .
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)
لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)
قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)
فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) ))(23) .
     ـ والمشركون كانوا يظنون أن الله ليس بناصر عبده محمداً عليه الصلاة والسلام ، لكن الله يؤكد نصره له ، وتأييده لحبيبه ورسوله الكريم ، فإن كان هذا التأييد من الله لنبيه يغيظ المشرك والكافر فليغتظ ، ، وليمدد بحبل إلى السقف ، وليشنفق نفسه ، لعله يجد الشفاء لنفسه من      غيظه ـ إنه تهكم شديد ، وهزء قوي من المشركين (( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) ))(24) .
     ـ ويصف الله تعالى اليهود الذين أنزلت عليهم التوراة ليعملوا بها ، فلم ينتفعوا بها ولم يطبقوها بالحمار الذي يحمل الكتب الضخمة النافعة ثم لا ينتفع بها . وهل هناك أشدُّ سُخرية من هذا ؟    (( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ))(25) .
     ـ وقال اليهود : إنهم أحباب الله ، فقال لهم الرسول الكريم امتثالاً لأمر الله إن كنتم صادقين فادعوا على أنفسكم لتنتقلوا سريعاً من دار الدنيا الفانية ، إلى دار الكرامة والنعيم . . ولكنّهم كذَابون لا يتمنون الموت ، لأنهم يعتقدون أنهم أعداء الله ، ومصيرهم النار وبئس القرار ، ولو كانوا أحباب الله لما عذبهم الله بذنوبهم (( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) ))(26) .
     (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ))(27) .
     ـ أما المنافقون فقولهم يخالف ما في قلوبهم ، يكذبون ، ولا يقولون حقيقة ما في نفوسهم ، ويحلفون على الكذب ، مخازيهم كثيرة ، ورائحتهم زكمت النفوس ، فحين يأتون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشهدون ـ كاذبين في شهادتهم ـ أن محمداً عليه الصلاة والسلام رسول الله .
     والله سبحانه وتعالى يؤكد رسالة محمد عليه الصلاة والسلام ، ويشهد أن المنافقين كاذبون في قولهم .
    هؤلاء المنافقون يجعلون من الحلفان ستاراً لكفرهم ، فيغتر بهم المؤمنون ويصدقونهم ، ويعتقدون أنهم صاروا من المسلمين ، وهو في الحقيقة وبال على الإسلام والمسلمين ، وهذه الازدواجية تضر المسلمين .
     ((إ ِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
     وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
     وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)
     اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
     إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ))(28) .
     هيئاتهم ومظاهرهم تعجب الناظر ، فصاحتهم وذلاقة لسانهم تعجب السامع ، لكنهم أشباح بلا أرواح ، وهياكل دون مخابر ، لا خير فيهم ، فهم والخشب المسندة على الجدار سواء ، جبناء خوارون ، تطيش عقولهم إن سمعوا صيحة الحرب ، أو سمعوا نداءً عادياً . . هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون فلا يجوز أن تغتر بهم ، أخزاهم الله وأبعدهم عن رحمته . . قال تعالى : (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ؟!!))(29) .
     ـ ومن السخرية الشديدة ما وصف الله به الكفّار من أنهم :
1ـ أهل الأهواء والضلالات .
2ـ هم مثل الأنعام السارحة بل أضلٌ منها ، لأن الأنعام والبهائم تهتدي لمراعيها وتنقاد لأربابها ، وتعرف من يحسن إليها .
     وهؤلاء لا ينقادون لربهم ، ولا يعرفون إحسانه إليهم ، قال تعالى : (( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ))(30) .
     ـ ولعلَّ من السخرية الواضحة من المنافقين ذلك الضرب المهين ، فالقرآن يصور مهانة المنافقين حين تأتي الملائكة لتقبض أرواحهم ، ومعهم مقامع من حديد ، يضربون بها وجوههم   وظهورهم ، استهانة بهم واحتقاراً لشأنهم ، لأنهم سلكوا طريق النفاق ، وكرهوا ما يرضى الله تعالى فلم يقبل منهم ما عملوا من خير في حياتهم الدنيا ، فالله تعالى لا يقبل من العمل الصالح إلا ما رافق الإيمان (( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) ))(31) .
     ـ ثم انظر معي إلى كلمة " نبذ " التي تفيد الطرح والإهمال في قوله تعالى يسخر من الغريق فرعون : (( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) ))(32) . إنها نبذة لمن لا قيمة له ولا كرامة ، نبذة الاحتقار والتهكم بمن قال أنا ربكم الأعلى ، وتكبّر على الناس وتجبر . . .
     نسأل الله العافية وحسن الختام .


(1)   سورة الحشر ، الآية : 15 .
(2)   سورة النساء ، الآية : 56 .
(3)   سورة الدخان ، الآية : 49 .
(4)   سورة التوبة ، الآية : 35 .
(5)   سورة القمر ، الآية :
(6)   سورة الأنعام ، الآية : 90 .
(7)   سورة الحج ، الآية : 4 .
(8)   سورة الصافات ، الآية : 23 .
(9)   سورة يس ، الآية : 11 .
(10)  سورة التوبة ، الآية : 3 .
(11)  سورة النساء ، الآية : 138 .
(12)  سورة لقمان ، الآية : 7 .
(13)  سورة آل عمران ، الآية : 21 .
(14)  سورة التوبة ، الآية : 34 .
(15)  سورة آل عمران ، الآية : 86 .
(16)  سورة آل عمران ، الآية : 101 .
(17)  سورة النساء ، الآية : 50 .
(18)  سورة الأنعام ، الآية : 24 .
(19)  سورة يونس ، الآية : 73 .
(20)  سورة الرعد ، الآية : 32 .
(21)  سورة الإسراء ، الآية : 48 .
(22)  سورة القمر ، الآيات : 19 ـ 21 .
(23)  سورة الأنبياء ، الآيات : 11 ـ 15 .
(24)  سورة الحج ، الآية : 15 .
(25)  سورة الجمعة ، الآية : 5 .
(26)  سورة الجمعة ، الآيتان : 6 ، 7 .
(27)  سورة المائدة ، الآية : 18 .
(28)  سورة المنافقون ، الآيتان : 1 ، 2 .
(29)  سورة المنافقون ، الأية : 4 .
(30)  سورة الفرقان ، الآيتان : 43 ، 44 .
(31)  سورة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، الآيتان : 27 ، 28 .
(32)  سورة الذاريات ، الآية : 40 .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين