الآداب والسلوك (19) آداب الطريق

للطريق آدابٌ، وحقوقٌ، فعن أبي سعيد الخدري (ضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ». فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: « فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا »، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: « غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ ». رواه البخاري.

1 ـ اعلم أن إطلاق البصر فيما يحرم يجلب عذاب القلب، وألمه، ومن وقع بصره على امرأةٍ أجنبيةٍ من غير قصدٍ، فيجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال، فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم.

2 ـ ولا تؤذِ أحدًا من الناس في بدنه، أو عرضه، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه، ويده.

3 ـ وسلِّمْ على من عرفت، ومن لم تعرف، وردّ التحية بمثلها، أو أحسن منها.

4 ـ وأْمُرْ بالمعروف وانهَ عن المنكر، ففي ذلك أجر لك، ونجاة للمجتمع من الهلاك، ولا تأمر ولا تنكِر ما لم تتيقن كونه معروفًا أو منكرًا، فإن لم تتيقن ذلك فلا تفعل.

وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقصورًا على أناسٍ، أو جهةٍ معينة، بل هو واجبٌ على كل أحدٍ، بحسب استطاعته، على أن يكون بعلمٍ، وحكمةٍ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ». رواه مسلم.

واعلم أن الإنكار باليد لا يكون إلا لمن له ولايةٌ على غيره، كالأب على أولاده.

ولا تبادرْ إلى الإنكار إلا إذا علمت أن مصلحة الإنكار راجحة على المفسدة المترتبة على الإنكار، ومتى علمت رجحان المفسدة وجب عليك الكفّ؛ حتى لا تفتح باب شرٍّ، وإفسادٍ.

واعلم أن الإنكار بالقلب لا يسقط عن أحدٍ.

5 ـ وأرشدِ السائل عن الطريق، فالدلالة على الطريق صدقةٌ، وأعِنْ من احتاج الإعانة.

6 ـ وأمطِ الأذى عن الطريق، فذلك من الإيمان، وبسببها أُدخل رجلٌ الجنة.

7 ـ ولا يجوز للمسلم أن يقضي حاجته في طريق الناس، أو ظلّهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين