رمضان والتغيير

ليكن شهر رمضان المبارك خطوة أولى للتغيير والارتقاء

شهر رمضان المبارك فرصةٌ حقيقية للتغيير، فهو البرنامج العملي لإصلاح النفوس والقلوب، والبداية الحقيقية في البناء والارتقاء والطموح لمعالي الأمر، والابتعاد عن سفاسفها.

لا تقل: من أين أبدأ

طاعة الله البداية

لا تقل: في الغد أبدأ

ربما تأتي النهاية

فرمضان شهر التغيير، لإحداث نقلةٍ رُوحيَّة وسلوكيَّة تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بداخلنا، والتغيير الإيجابي يحتاج منا جميعًا إلى إرادة فتية، وعزيمة قوية، وسعي للتغيير في مجالات متعددة:

١- تغيير في علاقة المسلم مع الحق نوعاً وقوة، ونوراً واشراقاً، بحيث ترقى فيه جمعية القلب على الله سبحانه، فهي علاقة تتميز خلال هذا الشهر الكريم بقوة الصلة بين العبد وربه.

وتبدأ من خلال تنوير القلب بكثرة الذكر والارتقاء في الشهود، كما قال العارف الرباني أحمد بن عطاء الله السكندري رحمه الله:

(لا تَتْرُكِ الذِّكْرَ لِعَدَمِ حُضورِكَ مَعَ اللهِ فيهِ، لِأَنَّ غَفْلَتَكَ عَنْ وُجودِ ذِكْرهِ أَشَدُّ مِنْ غَفْلتِكَ في وُجودِ ذِكْرِهِ. فَعَسى أَنْ يَرْفَعَكَ مِنْ ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ غَفْلةٍ إلى ذِكْرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ يَقَظَةٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ، وَمِنْ ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ حُضورٍ إلى ذِكِرٍ مَعَ وُجودِ غَيْبَةٍ عَمّا سِوَى المَذْكورِ، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}).

٢- تغيير في ضبط اللسان في البعد عن الزور والتدليس واللغو والباطل، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.

٣- تغيير في علاقة المسلم بنفسه، فرمضان فرصة لتفقد النفس ومحاسبتها وحثها على الخير، والتغيير يبدأ عند محاسبة النفس وتصحيح أخطائها، يقول الحسن البصري - رحمه الله -:" المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة"

٤- تغيير في علاقة المسلم بأهله وقرابته: فانشغال الناس بملهيات الحياة، أبعد الكثير منهم عن صلة أرحامهم وزيارتهم وبرهم، فرمضان فرصة عظيمة لإعادة جسور التواصل مع الأهل والقرابة، لإزالة ما قد يقع في النفوس، ولبدء علاقة مستمرة معهم.

٥- تغيير علاقة المسلم بمجتمعه وأمته، وهي علاقة يجب أن تكون علاقة فاعلة، من خلال الاعتناء بجوانب العلاقات المجتمعية بين الأفراد من خلال صلتهم، وبرهم، ونصحهم، وتفقد ذا الحاجة منهم، ثم الاهتمام بقضايا أمته ومتابعة أحوالها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين