بحثه صلى الله عليه وسلم عن الحق وثباته عليه

إن ذكرى الأبطال، والتَّحدّث عنهم، لمن أحب الذكريات، وأطيب الأحاديث؛ ذلك لأنهم أعلام الهدى في تاريخ البشريَّة، وأنهم المنارات في آفاق الظلمات.

ومن هؤلاء الأبطال من امتازوا باتساع دائرة تأثيرهم وسلطانهم، فلم تقم في وجوههم عقبات العصبية، ولا عقبات الزمن.

أولئك هم المبرِّزون في تاريخ الإنسانية، وأولئك هم الذين كان لإصلاحهم الخلود والأثر الباقي، وأعظم هؤلاء هو محمد صلى الله عليه وسلم، بإجماع المفكرين.

يقول فيه - كرلايل[1]: «كان مولده مبعثًا للنور من الظلمات»، ويقول السير مُوير[2]: «لم يكن الإصلاح أعسر، ولا أبعد منالًا منه وقت ظهور محمد، ولا نعلم نجاحًا وإصلاحًا تَمّ، كالذي تركه عند وفاته»، ويقول ليونارد: «إن كان رجل على هذه الأرض قد عرف الله، وإن كان رجل على هذه الأرض قد أخلص له، وفني في خدمته بقصد شريف، ودافع عظيم؛ فإن هذا الرجل بلا ريب هو محمد نبي العرب»، وفي دائرة المعارف البريطانية: «لقد صادف محمد النجاح، الذي لم ينل مثله نبي ولا مصلح ديني في زمن من الأزمنة»، ويقول بوزورث اسمث: «إنَّ محمدًا بلا نزاع أعظم المصلحين على الإطلاق».

فمحمد الذي هو في نظر المسلمين خاتم الأنبياء والرسل ومعلم الأبطال، هو في نظر المفكرين من أهل الملل الأخرى أكبرُ المصلحين على الإطلاق؛ فلا يحق لنا أن نتحدث عن البطولة دون أن نشرف حديثنا به أوّلًا.

في سنة ۱۹۲۸ ميلادية، وقفت لأول مرة على قبر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، مأخوذًا مأسورًا لهذه البطولة، فكنت أجد أمام الضريح طيب المقام، كما أجد في تلك الحضرة التي توحي أعظم ذكرى، ريح الخلود.

هنا روح لا زال يشرق من غيابة الماضي! هنا الرجل! هنا بطل الأبطال! وأي الناس لا يجد في أحد الأبطال مثله الأعلى؟ كنت إذا هممت بالانصراف خلفت ورائي كل الرجاء، وكل المقصود، وإذا أقبلت صاحبَني إلى القبر خشوع من الحب والإكبار، فأي النواحي لمحمد هي التي ملكتني أكثر من غيرها؟ ذلك ما أحاول الكشف عنه في أحاديثي.

كانت ناحية الرجولة تهزُّ مشاعري، وستهز مشاعر الناس مدى الدهر، سواء آمنوا أم كفروا، فلو لم يكن محمد هذا الرسول الكريم معدًّا بالفطرة للرسالة العظيمة التي قام بها؛ لما كان رسولًا، ولو لم يكن ذلك الروح المشرق أهلًا للاتصال بالقوى الإلهية اتصالًا فوق العادة؛ لما أمكن أن تلقى إليه كلمةُ الله، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم بقوله: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124].

فمحمد خُلق عظيمًا قبل أن يوحى إليه، وقبل أن يكون رسولًا؛ نَفَرَ منذ صباه من عبادة الأوثان، وهي آلهة آبائه، ومصدر عزتهم في جزيرة العرب كلها، وكان منذ صباه الصادق الوفي، المحبوب المبجّل في قومه، فسماه قومه الأمين[3].

وكان فضله ظاهرًا منذ شبابه، فدعته امرأة من صواحب الثروة الواسعة في قريش ومن أعلاها نسبًا، إلى التزوج بها مع علمها بفقره.

ولما وقف لأول مرة على الصفا يدعو عشيرته إلى دينه قال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدِّقِيَّ؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبًا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»[4].

كان قبل الرسالة أشد الناس نفورًا من الظلم، وهضْم حقوق الضعفاء؛ فما تحمَّس لعمل في الجاهلية تحمُّسه لحلف الفضول، وهو أشرف حلف في العرب، وسببه أن رجلًا من زبيد، من أهل اليمن، باع سلعة من العاص بن وائل السهمي، فظلمه بالثمن، فذكر ظُلامته في قصيدة مطلعها:

يا آل فهر[5] لِمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الدار والنفر[6]

فلما سمع بنو هاشم ذلك دَعَوا إلى تعاقد وتعاهد، سُمِّي حلفَ الفضول، فلا يجدون بمكة مظلومًا من أهلها أو غيرهم، ممن دخلها من سائر الناس، إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه، حتى ترد عليه مظلمته.

وفي هذا الحلف يقول محمد صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أنَّ لي به حُمْرَ النَّعَم[7]، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت»[8]؛ فنصرة الفقير والضعيف هي أحب الأمور إلى نفسه.

ولد محمد صلى الله عليه وسلم كامل الخُلُق والمروءة، وعاش ولم يكن للبيئة سلطان على نفسه، بل كان طلب الحق والثبات عليه أَبْيَنَ صفاته الحميدة، وسنضرب بعض الأمثال على تلك الصفة البارزة في حياة بطل الإسلام الأعظم صلى الله عليه وسلم.

انظروا إليه وقد ولد في بيت رياسة مُتَوارَثة، عن هاشم عن عبد مناف عن قُصَيّ؛ قُصَيّ الذي دانت له الرقاب، واستأثر في مكة بالسلطان، وانفرد قومه قريش بالقيام على دين العرب، ورعاية أصنامها، وسدانة[9] كعبتها، والسقاية[10] والرفادة[11]، وما إلى ذلك من المناصب، التي ترفع الذكر في طول البلاد وعرضها.

فهل منع هذا الميراث محمدًا من طلب الحق والثبات عليه؟! كلا! لقد سفَّه أحلام آبائه، ودعا إلى هدم النظام الديني، الذي كان به فخر عشيرته وسلطانها.

وانظروا كذلك إليه في بني عبد مناف، وبين بني هاشم والمطلب، يلقى رعاية لم ينلها أحد من صبية هذا البيت. فهو الوحيد من البنين والحَفدة، الذي كان يجلس على فراش جده سيد القوم.

كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه هذا، حتى يخرج إليه، ولا يجلس عليه أحد من بنيه، إجلالًا له، فكان رسول الله يأتي وهو غلام، فيجلس عليه، فيأخذه أعمامه، ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني، فوالله إن له لشأنًا، ثم يُجلسه معه عليه، ويمسح ظهره، ويُسَرُّ بما يراه يصنع[12].

وتهيَّأ عمه أبو طالب للرحيل إلى الشام في تجارة، فلما أجمع المسير ضَبَّب[13] به محمد صلى الله عليه وسلم، فرَقَّ له، وقال: والله لأخرجن به معي، ولا يفارقني أبدًا، فخرج به معه، يحمله في ذلك السفر الشاق الطويل. هذا التدليل والبر الذي حباه إياه جَدُّه وعمُّه كان جديرًا أن يصرفه إلى دين آبائه، ولكن نفس محمد صلى الله عليه وسلم لم تسكن إلى غير الحق، فلما وجده ثبت عليه في وجه قومه المُدَلِّلِين له، والبَرَرَةِ به؛ فأيُّ مَثَلٍ في طلب الحق أعظم من ذلك الذي ضربه محمد صلى الله عليه وسلم؟

ولما أوفدت قريش زعماءها إلى أبي طالب تُنذره، وتطلب إليه أن يَكُفَّ ابن أخيه عنها، أو تُنازِلَه حتى يَهلِكَ أحد الفريقين، عظُمَ الأمرُ على أبي طالب، وخشي دَهْمَاء[14] العرب أن يركبوه مع قومه، فبعث إلى محمد: إن قومك قد أنذروني، فأبقِ عليَّ وعلى نفسك، ولا تُحَمّلني من الأمر ما لا أطيق.

فأجاب محمد: «يا عمي، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يُظهِرَه الله، أو أَهلِكَ فيه، ماتركته!»، وبكى وقام، فلما ولَّى ناداه أبو طالب: أقبل يا ابن أخي، فأقبلَ، فقال: اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أُسلِمُك لشيء أبدا[15].

فبكاء محمد في طفولته ألزم أبا طالب أن يحمله إلى الشام، وبكاؤه في كهولته جعله يُعَرِّض نفسَه وأهلَه للهلاك، فلو لم يكن الحق الذي دان به محمد قد ملك قلبه، فلا يرى سواه، لكان وفاء عمه له هذا الوفاء كافيًا لصدّه عما هو فيه، أو كان كافيًا على الأقل لقبوله هدنة يُفَرِّج بها عن عمه وأهله كربهم.

فأي ثبات على العقيدة أعظم من هذا الثبات؟ وأي امتحان للإيمان أكثر من هذا الامتحان؟ هذا المقام وأبو طالب، مهدّد بالهلاك، مُنْذَر من قريش، ومن ورائها دهماء العرب، يستعطف رسول الله لينزل عن رأيه، فلا يجد إلا الإباء والبكاء. هذا المقام، والأعاصير تعصف بالرجلين، وأضعفهما يريد هدم دين الآخر.. هذا المقام صورة من أبدع الصور، تبقى أبد الدهر مثلًا لسعة الصدر، وحرية الرأي، والتكافل، والوفاء، والصبر، يقوم فيه رسول الله صورة صادقة لحب الحق، والثبات على العقيدة.

ثم انظروا صورة أخرى، هي مَثَلٌ في الكرامة والوفاء، وحرية الرأي، انظروا إلى رجل من آل عبد المطلب، كان مُولعًا بالصيد، يخرج كل يوم للقنص، فإذا ما رجع طاف بالكعبة، ثم مر بأندية قريش يسلم على أهلها، ويتحدّث، وكان أعز فتى فيهم، وأبعدهم عن دين محمد، هو حمزة بن عبد المطلب. رجع يومًا من قنصِه[16]، وطاف بالأوثان كعادته، فقالت له جارية: إن أبا الحكم بن هشام (أبا جهل)، وجد محمدًا هاهُنا جالسًا، فسبه ونال منه ما يكره، وانصرف عنه، ولم يكلمه محمد، فغضب حمزة وثار، وقصد إلى أبي جهل في مجمع قريش، وضربه بالقوس، فشجه شجَّة مُنكَرَة، ثم قال: أتشتمه؟ فأنا على دينه أقول ما يقول[17].

انظروا هذه الصورة؛ أعز فتى في قريش يتقرب إلى أصنامها، ويأنس بأنديتها، يخرج على القوم ودينهم، غضبًا لكرامة ابن أخيه، وتحديًا للذين تعرضوا لحريته.

هل هناك أعظم من هذا الوفاء والبر بمحمد؟

ثم انظروا إليه صلى الله عليه وسلم؛ يشهد هذا الوفاء، ويرى بني عبد المطلب في فم الأسد، ولا يتزحزح عن مقامه، بل يهزأ بالدنيا، ويقول: «لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر، أو أهلِك دونه»[18]، أرأيتم كيف يعشق الحق؟ وكيف يكون الثبات عليه؟ تلكم أظهر صفات محمد صلى الله عليه وسلم.

انظروا إليه كذلك في صورة أخرى؛ يفاوضه عن قومه عُتبة بن ربيعة بجانب الكعبة، فيقول له: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت، من البسطة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفَّهت به أحلامهم، وعِبْتَ به آلهتهم ودينهم، وكفَّرت من مضى من آبائهم؛ فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها، لعلك تقبل بعضها.

فقال محمد: قل يا أبا الوليد، قال عتبة: إن كنت إنما تريد بما جئت به مالًا، جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالًا؛ وإن كنت تريد به شرفًا، سوَّدناك[19] علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به مُلْكًا، ملَّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا، حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُدَاوَى منه.

فلما فرغ، قال له محمد صلى الله عليه وسلم: استمع منى يا أبا الوليد، بسم الله الرحمن الرحيم: {حم تنزيل مِنَ الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يَعْلَمُونَ بشيرًا ونذيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يَسْمَعُونَ}، ومضى يتلو عليه، وكان ذلك كل جوابه لما عرضت قريش[20].

فلو لم يكن الحق الذي ملأ نفسه هو مطلبه الأسمى؛ لوجد في رفق قومه المخاصمين له ما يطفئ من حماسته، ويسكن من ثورته على دينها وآلهتها.

ثم انظروا إلى محمد في بيته بين خديجة وبناتها وخدمها قريرًا منعمًا؛ فهي من أغنى قريش، وأوسطهم[21] نسبًا، نَما مالها بين يديه، فخلا من هموم الدنيا، ومطالبها الملحّة، وهاكم دليلًا على طيب المعاشرة والمحبة في بيت محمد؛ قصة زيد بن حارثة، هذا رجل من العرب اسْتُرِقَّ، فاشترته خديجة، ووهبته لمحمد عبدًا مملوكًا، فأعتقه وعاش في بيته، فاستدل عليه أبوه، وجاء ليفديه، فقال محمد لأبيه: إنه حر فليختر ما يشاء، فآثر زيد محمدًا على أبيه[22].

ومثلٌ آخر يدل على حاله في نظر أعرف الناس به؛ وهي زوجه، لما جاءه الوحي لأول مرة، ورجع إليها خائفًا وَجِلًا، تلقته بهذه الكلمة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وَتَكسب الْمَعَدُوم، وتَقْرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحق[23].

ففي قولها وفعلها كل الدليل على ما كان في بيت محمد من الهناءة المنزلية، فما الذي أخرجه إذن من دَعَة هذا البيت وسكونه، إلى الثورة على دين مكة، يلقى فيها الأذى والاضطهاد؟

لا شك أن الذي أخرجه هو شيء أعز عليه من زوجه و بنيه وعشيرته التي تؤويه؛ ذلكم هو الإيمان بالحق الذي دعا إليه، والذي لا يبغي غيره، ولا يعيش إلا له.

تلكم نفس محمد، وخُلُقُها المتجلي في كل صورة من صورها، حب الحق والثبات عليه، لقد سألت مرة - ونحن في قطار في لندرة[24] - أحد كبار العلماء المستشرقين: هل تظن أن محمدًا كان يقول قولًا لا يؤمن به؟ فقال: لا! إن أمرًا واحدًا لا ريب فيه، وهو أنه كان صادقًا مؤمنًا إيمانًا كاملًا بما يقول، وبما يدعو إليه.

تلك هي الصفة التي لا ينكرها على محمَّد عدو ولا صديق؛ فالحقُّ في ذاته هو الغاية التي دأب وراءها، وخاصم وابتُلِيَ وهاجر وقاتل لها، والناس جميعًا طلاب للحق، أو يجب أن يكونوا كذلك، وقد ضرب لهم محمد المثل الأعلى.

ولا يزال رسول الله في ميدان البطولة، تمر بين يديه أبطال العرب وغير العرب، كما تمر مئات السنين، وهو المثل الأعلى للثبات على الحق، والدعوة إلى أن يكون الناس كافَّة لله عبيدًا، وفيما بينهم إخوانًا.

[1] هو توماس كارليل Thomas Carlyle(4ديسمبر 1795م: 5 فبراير1881م).

[2] السير وليام مولر مستشرق إسكتلندى (27 أبريل 1819: 11يوليو 1905م).

[3] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، تفسير سورة الأنعام (5/261/3064) عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ أَبَا جَهْلٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَا نُكَذِّبُكَ، وَلَكِنْ نُكَذِّبُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}. وقال الترمذي في العلل (ص354): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن أبي إسحاق , عن ناجية , عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: التفسير، باب: {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} (6/111/ 4770) من حديث أنس رضي الله عنه. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}(1/193/208).

[5]قال ابن كثير في البداية والنهاية، (2/200): «النَّضْرُ هُوَ قُرَيْشٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِهِ فَهُوَ قُرَشِيٌّ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ وَلَدِهِ فَلَيْسَ بِقُرَشِيٍّ. وَقَالَ: وَيُقَالَ فِهْرُ بْنُ مَالِكٍ هُوَ قُرَيْشٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِهِ فَهُوَ قُرَشِيٌّ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ وَلَدِهِ فَلَيْسَ بِقُرَشِيٍّ، وَهَذَانَ الْقَوْلَانِ قَدْ حَكَاهُمَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ النَّسَبِ».

[6] نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين النويري، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة،الطبعة الأولى، 1423 هـ، (6/266).

[7] أَي: الْإِبِل، وحمرها أفضلهَا.

[8] البداية والنهاية، ابن كثير القرشي، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى: 1408هـ - 1988م، (2/356).

[9] السَّادِنُ: خَادِمُ الْكَعْبَةِ وبيتِ الأَصنام، وَالْجَمْعُ السَّدَنَةُ، وَقَدْ سَدَنَ يَسْدُنُ، بِالضَّمِّ، سَدْنًا وسَدَانَةً. لسان العرب، ابن منظور، دار صادر – بيروت، الطبعة الثالثة: 1414هـ، باب النون، فصل السين، (13/207).

[10] السقاية: بِالْكَسْرِ اسْمٌ للشّيْءِ المُسْتَقى، والمِسْقاة والمَسْقاة والسِّقاية: موضعُ السَّقْي، لسان العرب، (14/391).

[11] الرِّفادة: شَيْءٌ كَانَتْ قُرَيش تَتَرَافَدُ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فيُخْرج كُلُّ إِنسان مَالًا بِقَدْرِ طَاقَتِهِ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ ذَلِكَ مَالًا عَظِيمًا أَيام الْمَوْسِمِ، فَيَشْتَرُونَ بِهِ لِلْحَاجِّ الجُزر وَالطَّعَامَ وَالزَّبِيبَ لِلنَّبِيذِ، فَلَا يَزَالُونَ يُطْعِمون النَّاسَ حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيام مَوْسِمِ الْحَجِّ. لسان العرب (3/181).

[12] السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ الشلبي، ط. مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الثانية: 1375هـ / 1955م، (1/168).

[13] البداية والنهاية، ابن كثير، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى: 1408هـ / 1988م، (2/343).

[14] الدَّهْماءُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ، ودَهْماءُ النَّاسِ: جَمَاعَتُهُمْ وَكَثْرَتُهُمْ، والدُّهَيْماءُ، تَصْغِيرُ الدَّهْماء: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِظْلامِها، (لسان العرب)، (12/212).

[15]: السيرة النبوية لابن هشام (1/266).

[16] قنصه: أي صيده.

[17] راجع إسلام حمزة في: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، البيهقي، دار الكتب العلمية - بيروت- الطبعة: الأولى - 1405 هـ (2/212).

[18] أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان فى جماع أبواب المبعث (2/187/ 491) من حديث يعقوب بن عتبة ببن المغيرة بن الأخنس. وابن إسحاق فى سيرته فى باب ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء والجهد ص154. وابن هشام فى سيرته ج1ص240.

[19] أي: جعلناك سيّدًا.راج مختار الصحاح(1/156)

[20] تفسير ابن كثير،(7/149).

[21] قال ابن منظور: «أَوسط الشَّيْء أَفضله وَخِيَارُهُ»، لسان العرب (7/427).

[22] الطبقات الكبرى، ابن سعد،تحقيق: محمد عبد القادر عطا،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1410 هـ - 1990 م (3/31).

[23] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب: بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

[24] لندرة: اسم من أسماء (لندن) عاصمة المملكة المتحدة (بريطانيا) ومن أسمائها أيضًا (لوندرس – لندرا).

المصدر: كتاب" بطل الأبطال" تحقيق وتعليق: د. علي عبد العظيم علي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين