نبي الرحمة (20)

غزوة بدر الكبرى اول معركة من معارك الإسلام الفاصلة (2)

- الجيش المكي في عرصة القتال ووقوع الإنشقاق فيه:

قضت قريش ليلتها بالعدوة القصوى، ولما أصبحت نزلت من الكثيب إلى وادي بدر، وأقبل نفر منهم إلى حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: دعوهم، فما شرب أحد منهم يومئذ إلا قتل، سوى حكيم بن حزام، وأسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه، فلما اطمأنت قريش بعثت عمير بن وهب الجمحي، للتعرف على مدى قوة جيش المدينة، فدار عمير بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر ألِلْقوم كمين أو مدد؟ فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئاً، فرجع إليهم فقال: ما وجدت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجل منهم حتى يَقتل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فَرُوا رأيكم. فقامت معارضة أخرى ضد أبي جهل- المصمم على المعركة- تدعو بالعودة إلى مكة دونما قتال، ومشى حكيم بن حزام في الناس، وأتى عتبة بن ربيعة فقال: يا أبا الوليد إنك كبير قريش، وسيدها والمطاع فيها، فهل لك إلى خير تذكر به إلى آخر الدهر؟ قال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي- المقتول في سرية نخلة- فقال عتبة: قد فعلت، أنت ضامن علي بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله –ديته- وما أصيب من ماله. ثم قال عتبة لحكيم بن حزام، فأت ابن الحنظلية-أبا جهل، والحنظلية أمه- فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره. ثم قام عتبة خطيباً فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً، والله لئن أصبتموه لا يزال ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون. وانطلق حكيم بن حزام إلى أبي جهل وقال يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا، قال أبو جهل: انتفخ والله سحره حين رأى محمداً وأصحابه، كلا، والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه رأى أن محمداً وأصحابه أكلة جزور، وفيهم ابنه- أبو حذيفة بن عتبة كان قد أسلم- فتخوفكم عليه. ولما بلغ عتبة قول أبي جهل: انتفخ والله سحره، قال عتبة: سيعلم من انتفخ سحره، أنا أم هو؟ وخاف أبو جهل أن تقوى المعارضة، فبعث إلى عامر بن الحضرمي- أخي عمرو بن الحضرمي المقتول في سرية نخلة- فقال: هذا حليفك-عتبة- يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك، ومقتل أخيك، فقام عامر، فكشف عن أسته، وصرخ: واعمراه، واعمراه، فحمي القوم، واستوثقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس رأي عتبة، فتغلب الطيش على الحكمة.

الجيشان يتراآن:

لما طلع المشركون وتراآى الجمعان، قال صلى الله عليه وآله وسلم:(اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها، تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة). وقال صلى الله عليه وآله وسلم- ورأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر-:(إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا). وبينما صلى الله عليه وآله وسلم يعدل صفوف المسلمين وقع أمر عجيب، كان في يده قدح يعدل به، وكان سواد بن غزية مستنصلاً من الصف، فطُعن في بطنه بالقدح وقال:(استو يا سواد)، فقال سواد: يا رسول الله أوجعتني فأقدني، فكشف عن بطنه، وقال: (استقد)، فأعتنقه سواد وقبل بطنه، فقال:(ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله قد حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا له صلى الله عليه وسلم بخير. عدل الصفوف وأصدر أوامره إلى جيشه بأن لا يبدأوا القتال حتى يأمرهم، وقال:(إذا أكثبوكم –كثروكم- فارموهم، واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم)، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة، وقام سعد بن معاذ بحراسة العريش.وأما المشركون فقد استفتح أبو جهل في ذلك اليوم فقال: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأَحِنْه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم، وفي ذلك نزل:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال:١٩].

ساعة الصفر وأول وقود المعركة:

كان أول وقود المعركة الأسود بن عبد الأسد المخزومي خرج قائلاً: أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه. فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة، فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن تبر يمينه، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض.

المبارزة:

وكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة، فخرج ثلاثة من خيرة فرسان قريش من عائلة واحدة، عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار، عوف ومعوذ ابنا الحارث وعبد الله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ قالوا: رهط من الأنصار. قالوا: أنتم أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا، ثم نادى مناديهم يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال صلى الله عليه وسلم: (قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي)، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فأخبروهم، فقالوا: أنتم أكفاء كرام، فبارز عبيدة عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرنيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم كر علي وحمزة على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة، وقد قطعت رجله، فلم يزل صمتاً حتى مات بالصفراء بعد أربعة أو خمسة أيام. وكان علي يقسم بالله أن هذه الآية نزلت فيهم:{هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ...}[الحج:١٩]

الهجوم العام:

كانت هذه المبارزة بداية سيئة للمشركين فقدوا ثلاثة من خيرة فرسانهم وقادتهم دفعة واحدة، فاستشاطوا غضباً، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد. وأما المسلمون فبعد أن استنصروا ربهم واستغاثوه وأخلصوا له، وتضرعوا إليه، تلقوا هجمات المشركين المتوالية، وهم مرابطون في مواقعهم، واقفون موقف الدفاع، وقد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة، وهم يقولون: أحد أحد.

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يناشد ربه:

كان صلى الله عليه وآله وسلم منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول:(اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك) حتى إذا حمي الوطيس، واستدارت رحى الحرب بشدة، واحتدم القتال، وبلغت المعركة قمتها، قال:(اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً). وبالغ في الإبتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك. وأوحى الله إلى ملائكته {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال:١٢]، وأوحى إلى رسوله {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}[الأنفال:٩] أي أنهم ردف لكم، أو يردف بعضهم بعضاً أرسالاً، لا يأتون دفعة واحدة.

نزول الملائكة:

وأغفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إغفاءة واحدة، ثم رفع رأسه فقال:(أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع) أي: الغبار. وفي رواية ابن إسحاق: قال صلى الله عليه وآله وسلم:(أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع). ثم خرج صلى الله عليه وآله وسلم من باب العريش، وهو يثب في الدرع، ويقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر:٤٥]، ثم أخذ حفنة من الحصباء، فاستقبل بها قريشاً وقال: (شاهت الوجوه)، ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفيه نزل:{وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى} [الأنفال:١٧]

الهجوم المضاد:

أصدر صلى الله عليه وآله وسلم أمره بالهجمة المضادة فقال:(شدوا)، وحرضهم على القتال، قائلاً:(والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة) وقال:(قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)، (وحينئذ) قال العمير بن الحمام: بخ. بخ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(ما يحملك على قولك: بخ بخ؟) قال: لا، والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:(فإنك من أهلها). فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. وسأله عوف بن الحارث فقال: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده! قال: (غمسه يده في العدو حاسراً)، فنزع درعاً كانت عليه، فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل. وحين أصدر صلى الله عليه وسلم الأمر بالهجوم المضاد كانت حدة هجمات العدو قد ذهبت وفتر حماسه، فكان لهذه الخطة الحكيمة أثر كبير في تعزيز موقف المسلمين، فإنهم حين تلقوا أمر الشد والهجوم ـ وكان نشاطهم الحربي على شبابه ـ قاموا بهجوم كاسح مرير ، فجعلوا يقلبون الصفوف ويقطعون الأعناق، وزادهم نشاطاً لما رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثب في الدرع، ويقول في حزم وصراحة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر:٤٥]،فقاتل المسلمون أشد القتال، ونصرتهم الملائكة، وعن عكرمة: كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من ضربه، وتندر يد الرجل لا يدري من ضربها وقال ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:(صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة). قال أبو داود المازني: إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري. وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس: إن هذا والله ما أسرني لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال:(اسكت فقد أيدك الله بملك كريم).

إبليس ينسحب من ميدان القتال:

رافق إبليس جيش المشركين في صورة سراقة بن مالك ولم يفارقهم، وعندما رأى ما فعلته الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه، وتشبث به الحارث بن هشام - يظنه سراقة- فوكز في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هارباً، وقال له المشركون: إلى أين يا سراقة؟ ألم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟ فقال:{إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب} [الأنفال:٤٨]، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر.

الهزيمة الساحقة:

بدأت أمارات الهزيمة في صفوف المشركين، واقتربت نهاية المعركة، وأخذ المشركون في الفرار، وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون حتى تمت عليهم الهزيمة.

صمود أبي جهل:

لما رأى أبو جهل الإضطراب في صفوفه حاول أن يصمد بتشجيع جيشه، ويقول: لا يَهزِمَنَّكم خذلان سراقة إياكم، فإنه كان على ميعاد من محمد، ولايهُولَنَّكم قتل عتبة وشيبة والوليد، فإنهم قد عجلوا، فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال، ولا أ لفِيَنَّ رجلاً منكم قتل منهم رجلاً، ولكن خذوهم أخذاً، حتى نعرّفهم بسوء صنيعهم. لكن سرعان ما تصدعت صفوفهم أمام المسلمين. وبقي حول أبي جهل عصابة من المشركين، ضربت حوله سياجاً من السيوف وغابات من الرماح، ولكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياج، وحينئذ ظهر هذا الطاغية، ورآه المسلمون يجول على فرسه، وكان الموت ينتظره على أيدي غلامين أنصاريين.

مصرع أبي جهل:

قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا عن يميني وعن يساري فَتَيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عمّ، أرني أبا جهل، فقلت: يابن أخي، فما تصنع به؟ قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك. قال: وغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:(أيكما قتله؟) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال:(هل مسحتما سيفيكما؟ )فقالا: لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السيفين، فقال:(كلاكما قتله)، وقضى صلى الله عليه وسلم بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والرجل الثاني كان معوذ بن عفراء. ولما انتهت المعركة قال صلى الله عليه وسلم:(من ينظر ما صنع أبو جهل؟)فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه، وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني؟ أعْمَد من رجل قتلتموه, وقال: فلو غير أكَّارٍ- فلاح أو مزارع- قتلني، ثم قال: أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قال: لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود- وكان قد وضع رجله على عنقه- لقد ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال:(الله الذي لا إله إلا هو؟)فرددها ثلاثاً ثم قال:(الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أَرِنِيه) فانطلقنا فأريته إياه، فقال:(هذا فرعون هذه الأمة).

يتبع .......

منقول بتصرف يسير من كتاب السيرة (الرحيق المختوم)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين