فوائد الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد: هذه حلقات من الجامعة الرمضانية في شهر الصيام، نبدؤها:

تمهيد:

فوائد الصوم

في الصيام طهرٌ لقلوبنا و صفاءٌ لأرواحنا ونقاءٌ لضمائرنا وقرب من خالقنا وبارئنا فالصوم جامعةٌ روحيةٌ كبرى فيها يتخلَّص العبد من كل ما علق به من أمراض و علل و أسقام فيها يتخلَّق العبد بالأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة شعاره الحلم و العفو والصفح و كتم الغيظ ،و الانفاق و البذل و العطاء وهو كمال الايمان وتمام الاسلام .

ـ الصوم طاعةُ لله تعالى يُثاب الإنسان عليها ثواباً لا حدود له.

ـ يستحق الصائم دخول الجنة من باب الريان.

ـ الصيام كفارةٌ للذنوب من عام لآخر.

ـ الصيام يحقِّقُ التَّقوى التي هيَ امتثال الأوامر الإلهية واجتناب النواهي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] .

ـ الصيام مدرسة خُلُقيّة كبرى، يتدرّب المؤمن فيها على جهاد النفس ومقاومة الأهواء والأهوال والشدائد.

ـ الصوم يُعَوِّدُ على خلق الصبر.

ـ الصوم يُعَلِّم الأمانة ومراقبة الله في السر والعلن.

ـ الصوم يُقوِّي الإرادة ويشحذ العزيمة، ويساعد على صفاء الذهن واتقاد الفكر، قال لقمان لابنه: يا بنيّ إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

ـ الصوم يُعَلِّم النظام والانضباط.

ـ الصوم يُشعر بوحدة المسلمين الحسية بامتناعهم جميعاً عن المفطرات.

ـ الصوم يُنمّي في الإنسان عاطفة الرحمة والأخوّة والتضامن والتعاون.

ـ الصوم يجدّد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها. وإراحة المعدة وجهاز الهضم، وحِمْية الجسد بالتخلُّص من الفضلات والعفونات. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صوموا تصحُّوا».(1)

ـ الصوم جهادٌ للنفس وكسرٌ لحدِّ الشهوات والأهواء.

- عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

[(الباءة) هي في اللغة الجماع ،وقيل المراد بالباءة هنا مُؤن الزواج.

(أغضُّ للبصر) أدعى إلى غض البصر.

(أحصنُ للفرج) أدعى إلى إحصان الفرج أي حفظه من الزنا.

(وجاء) قاطع للشهوة]

الصَّوْمَ مِنْ أَعْظَمِ أَرْكَانِ الدِّينِ وَأَوْثَقِ قَوَانِينِ الشَّرْعِ الْمَتِينِ بِهِ قَهْرُ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ وَأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ، وَمِنْ الْمَنْعِ عَنْ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ وَالْمَنَاكِحِ عَامَّةَ يَوْمِهِ وَهُوَ أَجْمَلُ الْخِصَالِ . غَيْرَ أَنَّهُ أَشَقُّ التَّكَالِيفِ عَلَى النُّفُوسِ فَاقْتَضَتْ الْحِكْمَةُ الْإِلَهِيَّةُ أَنْ يَبْدَأَ فِي التَّكَالِيفِ بِالْأَخَفِّ، وَهُوَ الصَّلَاةُ تَمْرِينًا لِلْمُكَلَّفِ وَرِيَاضَةً لَهُ ثُمَّ يُثَنِّي بِالْوَسَطِ وَهُوَ الزَّكَاةُ وَيُثَلِّثُ بِالْأَشَقِّ وَهُوَ الصَّوْمُ وَإِلَيْهِ وَقَعَتْ الْإِشَارَةُ فِي مَقَامِ الْمَدْحِ وَالتَّرْتِيبِ قال تعالى:{وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} [الأحزاب: 35]

(1) - ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة وهو حديث حسن

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين