صوم رمضان بين الصورة والحقيقة

العبادات في الإسلام تقوم على صور أو ظواهر وحقائق، ولا يتم كمال العبادة وتمامها إلا بوجود الظاهر والحقائق.

أما الظواهر أو الصور فيقصد بها أركانها وشروطها؛ كوقت أدائها وكيفية الأداء وسننها ومستحباتها.

وأما حقائق العبادة فيقصد بها الأمور الخاصة بروح العبادة، والغاية منها، والتي ينال بها المسلم القبول عند الله، ويكون عليها الجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة؛ كالإخلاص البعيد عن الرياء، والخشوع البعيد عن الغفلة، وغيرها من الآداب والفضائل.

والحاجة الى الصورة والحقيقة في العبادات أمر معلوم من الدين بالضرورة.

قال الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ".

والناس في صيامهم لهذا الشهر المبارك فريقان:

الفريق الأول : مؤمن بحقيقة الصيام، مستشعر عظمة هذه العبادة وخلوصها لله عز وجل، وهو صيام سلف الأمة وصالحيها.

فهو يستقبل شهر الصيام منشرح الصدر، طيبَ النفس، وكله شوق إليه، متلذذا بصيامه وقيامه يرجو بذلك القرب من رضوان الله ورحمته.

وفي هؤلاء يقول عنهم المصطفى صلوات الله عليه وسلامه :"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

والفريق الثاني: يصوم رمضان ولكنه يشعر بأنه ضيف ثقيل يحول بينه وبين ما يشتهي من المطاعم والمشارب وسائر الملذات (لكن لا مناص من الصوم بصورته )، فتجده عبوسا قمطريرا ضائق النفس،متوتر الأعصاب، غضبه بين عينيه،،مشتت القلب حيران.

فبعضهم يأخذ اجازة من عمله ليصبح ليله سهرا، ونهاره نوماً، وربما فاتته بعض الصلوات المفروضة.

وبعضهم من يتتبع البرامج الرمضانية الهابطة من مسلسلات، وبرامج مسلية، أو قضاء أوقاته بالتوافه من الاقوال والاعمال.

وفي أمثال هؤلاء يصدق عليهم قوله عليه الصلاة والسلام : "ربَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش،ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر".

فلنحرص أيها الكرام ان يكون صيامنا إيمانا واحتسابا، مع زيادة ارتباطنا بكتاب الله؛ قراءة وحفظا وتدبرا.

وتقبل الله طاعتكم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين