ما هي وظيفتنا العالمية؟

الإسلامُ أمةٌ ورسالة:

1- أما الرسالة فهى الهدى الإلهى الذى يخط لنا الصراط المستقيم، ويدعونا إلى السير فيه.

وأما الأمة فهى الجماعة التى تنقل التوجيه الإلهى من ميدان النظر إلى ميدان التطبيق، أى تفهم الوحى وتنفذه وتدعو الآخرين إلى اعتناقه.

2- والمفروض أن تكون الأمة صورة حسنة لرسالتها، صورة لا تفاوت فيها ولا تشويه. ولكن البشر لم يرزقوا العصمة، ولابد أن يقع منهم خطأ فى الإدراك أو السلوك.

3- وهنا ينهض جهاز عتيد بالتنبيه إلى الخطأ والتحذير من بقائه، جهاز الدعوة والأمر والنهى، إن هذا الجهاز يقوم بعمل (الكرات البيضاء) فى الدم عندما تتصدى للجراثيم الغازية فتردها أو تموت دون الاستسلام لها.

4- إنه جهاز يمثل خصائص المناعة ضد العلل المغيرة، ومهمته إبقاء الرسالة والأمة معا على الدرجة المطلوبة من السلامة والاستقامة. وبقاء هذا الجهاز ـ شعبيا ورسميا ـ يؤدى وظيفته يعنى أن الإسلام بخير، وأن أمته تستجيب للأمر الإلهى.

5- وتعميم الخير، وحراسة المعروف، ومقاومة المنكر، ليست وظائف محلية ينهض بها المسلمون داخل بلادهم فقط، ولكنها واجبات عالمية يتصايح بها المسلمون شرقا وغربا ليعرف الناس: من هم؟ وماذا يريدون؟

على أن صلاحية الداخل رصيد لابد منه للدعاية الناجحة فى الخارج، ولا يقبل من امرئ رث الملابس أن يدعو إلى الأناقة.

6- ثم إن القضية الأولى ـ قبل نجاح دعاية ما ـ هى أن تكون الأمة صورة لرسالتها، ووعاء نقيا طهورا لما تحمل من تعاليم وقيم.

وواضح أن جهاز الدعوة والأمر والنهى، وهو الخاصة الأولى للرسالة الخاتمة، ولعله سر خلودها إلى آخر الدهر، فهو يجدد كيانها ويصون حقائقها، ويغنى عن رسالات أخرى تحل محلها.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

المصدر: كتاب " علل وأدوية " للداعية الإسلامي لشيخ محمد الغزالي رحمه الله

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين