من أعلام المدينة بشير بن سعد الأنصاري (أبو النعمان) رضي الله عنهما(3)

بشير بن سعد رجل الموقف الصعب:

بقي بشير بن سعد رضي الله عنه جنديًا كفؤًا، مخلصًا للإسلام ودعوته ورسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم؛ يلازمه في المدينة، ولا ينفرد عنه في سفره وغزواته، فقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يُرى متوسطًا أبا بكر، وبشير بن سعد، وكثيرًا ما كان عليه الصلاة والسلام يسير بينهما، ويسأله ويستشيره، فلا يناديه إلا بكنيته؛ تكريمًا له، ومعرفة لمكانته، فكان يدعوه: ((يا أبا النعمان.))، فيجيبه دائمًا: لبيك يا رسول الله(55).

ويتمُّ الله سبحانه على المسلمين نعمته، ويكمل لهم الدين، ويبلغه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، تامًا مكملاً، ثم يلتحق بالرفيق الأعلى.

وترتَجُّ المدينة لوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويفقد ذوو العقول عقولهم، ويُضحِي القوم حيرى مذهولين، لا يدرون ما يصنعون، ولا يَعُون ما يقولون، حتى نهض أبو بكر ليمسك الزمام، ويوجه القوم إلى الصواب، فيقول لهم: (أيها الناس؛ من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، ثم تلا عليهم قوله تعالى:  وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَد خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَن يَّنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيئًاً... (56)، فأفاق الناس من غشيتهم، وكأنهم لم يسمعوا هذه الآية الكريمة إلا يومهم ذاك ولأول مرة(57).

وتناهى إلى الصديق خبر اجتماع الأنصار رضي الله عنهl في سقيفة بني ساعدة(58)، فنهض، ولقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: انطلقْ بنا إلى إخواننا الأنصار، وأحبَّ عمر الكلام، فَرَيَّثَه أبو بكر، وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: (يا معشر الأنصار؛ إنكم - واللهِ - لا تذكرون فضلاً، إلا وأنتم له أهل، ولكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش، هم أوسط الناس دارًا ونسبًا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين.

فقال عمر: وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة، وإني - والله - ما كرهت من كلامه كلمة غيرَها، إنْ كنتُ أُقَدَّمُ فتضرب عنقي، فيما لا يقرِّبني إلى إثم أحب من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر(59).

وقال الأنصار: (منا أمير، ومنكم أمير) واختلفوا، وتقاولوا حتى كادت تتشعبهم الفتنة، فما هو إلا أن وقف بشير بن سعد رضي الله عنه في قومه فقال: (يا معشر الأنصار؛ إنَّا والله - وإن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين - ما أردنا به إلا رضا ربنا، وطاعة نبينا، والكدح لأنفسنا، فما ينبغي أن نستطيل على الناس بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عَرَضًا، فإن الله ولي المِنَّة علينا بذلك، ألا إن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم من قريش، وقومُه أحق به وأولى، وايم الله؛ لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدًا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم، ولا تنازعوهم)(60).

ولما قام عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح إلى أبي بكر يبايعانه؛ وثب بشير بن سعد من مكانه فسبقهما وبايع أبا بكر رضي الله عنهم، وتقاطر المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر يبايعونه، فكان بشير بن سعد أول من بايع أبا بكر(61).

وذكروا أنه لما بايع بشير بن سعد أبا بكر، ناداه الحباب بن المنذر: (... ما أحوجك إلى ما صنعت؟ أَنَفِسْتَ(62) على ابن عمك: (سعد بن عبادة) الإمارةَ؟، فقال بشير بن سعد رضي الله عنه: (لا والله؛ ولكني كرهت أن أنازع القوم حقًا جعله الله لهم...)(63).

لقد آثر بشيرُ بن سعد اللهَ ورسولَه ودينَه على هوى النفس، وكانت خطبته تلك فاصلة الخطاب، ورؤبة الصدع؛ فقد أنهت المناقشة، بعدما لَجُّوا في الخلاف، ولمَّت الشمل، فرضي القوم، وبايعوا مطمئنين.

ولم يكن بشير بن سعد رضي الله عنه، وهو أنصاري خزرجي، وابن عم سعد بن عبادة، ولكنه - قبل ذلك كله وبعده صحابي جليل - تخرج في مدرسة النبوة، مسلمًا مؤمنًا، يؤثر الآخرة على الدنيا - فلم يكن ليقوم بما أقدم عليه، فيقبِل على الحق، ويصدَّ عن ابن عمه، لولا حديث سمعه من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويرويه عنه ابنه النعمان بن بشير رضي الله عنهما، يقول: (لما ثقل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تكلم الناس فيمن يقوم بالأمر بعده، فقال قوم: أبو بكر، وقال قوم: أُبَيُّ بن كعب، قال بشير بن سعد: فأتيت أُبَيًّا، فقلت: يا أُبَيّ؛ الناس قد ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستخلف: أبا بكر أو إياك، فانطلقْ حتى تنظر في هذا الأمر، فقال: (إن عندي في هذا الأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا، ما أنا بذاكره حتى يقبضه الله إليه، ثم انطلق، وخرجت معه، حتى دخلنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الصبح، وهو يحسو حسوًا في قطعة معشوبة(64)، فلما فرغ، أقبل على أُبَيّ فقال: ((هذا ما قلت لك))، قال: فأوصِ بنا، فخرج يخطُّ برجليه، حتى صار على المنبر، ثم قال: ((يا معشر المهاجرين؛ إنكم أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار كما هي لا تزيد، ألا وإنَّ الناس يكثرون، وتقلُّ الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن وَلِي من أمرهم شيئًا فليقبل من مُحسنهم، ويعفُ عن مسيئهم))، ثم نزل ودخل.

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قيل لي: هاتيك الأنصار مع سعد بن عبادة، يقولون: نحن أولى بالأمر، والمهاجرون يقولون: لنا الأمر دونكم، فأتيت أُبَيًّا، فقرعت بابه، فخرج إليَّ ملتحفًا، فقلت: ألا أراك قاعدًا ببيتك؟ مغلقًا عليك بابك؟ وهؤلاء قومك في بني ساعدة، ينازعون المهاجرين؟ فاخرج إلى قومك، فخرج، فقال: (إنكم - والله - ما أنتم من هذا الأمر في شيء، وإنه لهم دونكم، يليها من المهاجرين رجلان، ثم يُقتَل الثالث، ويُنزَع الأمر، فيكون هاهنا

- وأشار إلى الشام - وإنَّ هذا الكلام لمبلول بريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (65). ثم رجع فدخل بيته، وأغلق عليه بابه(66).

وهكذا نجد بشير بن سعد رضي الله عنه لا يصدر إلا عن حكم شرعي، ولا يُقدم على شيء إلا بأمر شرعي مؤيد بالنص.

وكما كان بشير بن سعد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان لخليفته - الصديق رضي الله تعالى عنهما - من بعده، نعم المساعد والمشير.

فإنَّ سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه، لما رأى رأيه في السقيفة والبيعة، واستخشن لأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، عزَّ عليهما ذلك، وأرادا استرضاءه - على حدَّته - وشاور أبو بكر أصحابه، فقال له بشير بن سعد رضي الله عنه - يشير عليه ناصحًا -: يا خليفة رسول الله؛ إنه قد أبى ولجَّ، وليس بمبايعكم أو يُقتَل، فلا تحركوه، فقد استقام لكم الأمر، فإنه ليس بضارِّكم، وإنما هو رجل وحده ما تُرك.

فقبل أبو بكر نصيحة بشير بن سعد، وترك سعد بن عبادة وشأنه، رضي الله عنهم أجمعين(67).

كان بشير بن سعد شجاعًا، لا يخاف في الله لومة لائم، لا يماري ولا يحابي، ولقد قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمة جريئة؛ قلما يتجرأ غيره على مثلها، فقد روى محمد بن النعمان بن بشير؛ أن أباه أخبره: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال

- يومًا - في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار، قال: أرأيتم لو ترخَّصت في بعض الأمر!! ما كنتم فاعلين؟؟ فسكتوا، فعاده مرتين أو ثلاثًا، قال بشير بن سعد رضي الله عنه: لو فعلتَ قوَّمناك تقويم القدح(68). قال عمر رضي الله عنه مغتبطًا مطمئنًا إلى سلامة قومه: أنتم إذًا أنتم!!!(69)

في حروب الردة:

ولما ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وظهرت الفتنة، استنفر أبو بكر الصديق الصحابة لمواجهتها، فكان بشير بن سعد رضي الله عنه في أوائل من شد عليه سلاحه؛ وخرج مع خالد بن الوليد رضي الله عنه، يتقلب من معركة إلى معركة، حتى أظهرهم الله تعالى، ومكَّن لهذا الدين.

استشهاده رضي الله عنه:

ولكن المجاهد البطل، لا تروقه حياة الدعة والراحة، فلازم بشير بن سعد خالدًا في معاركه؛ معارك الفتوح بعد أن أخمدوا الردة.

وسار خالد بجيشه بعد أن فتح الله عليهم الحيرة(70) والأنبار(71)، فقصد (عين التمر)(72)، وبها (مهران بن بهرام) في جمع عظيم من الأعاجم، ومعهم (عقة بن أبي عقة)(73)، في جمع عظيم من عرب النمر وتغلب، ونازل خالد رضي الله عنه بشجعانه تلك الجموع المحتشدة، ثم سار عقة إلى خالد فالتقيا، فحمل خالد بنفسه على عقة، وهو يقيم صفوفه فأحاط به، واختطفه فأخذه أسيرًا، وانهزم أصحابه، فلما بلغ (مهران) الخبر، هرب وتحصَّن، فنازلهم خالد بأبطاله رضي الله عنهl، وبرزت شجاعة بشير بن سعد، حتى أكرمه الله سبحانه بالشهادة في هذه الموقعة (عين التمر)، وفيها دفن مع (عمير بن رئاب السهمي)(74)، جنبًا إلى جنب، في قبر واحد.

وانطوت في سنة ثنتي عشرة للهجرة المباركة؛ صفحة مشرقة من حياة الصحابي الجليل، البطل المجاهد، أبي النعمان؛ بشير بن سعد رضي الله عنه وأرضاه.

ذلك الصحابي الذي كان أول الأنصار إسلامًا(75)، كما كان مجاهدًا من الطراز الأول، فما آب من غزو إلا إلى نفير، ولازم الرسول المصطفى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، ولاصقه في سفره وحضره، فكثيرًا ما رئي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متوسطًا أبا بكر الصديق وبشير بن سعد رضي الله عنهما(76)، كما كان ملتزمًا بأحكام الله، ناصحًا لله ولرسوله، ولإمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين، ولإخوانه المسلمين، حتى ختم الله له بالحسنى، فاتخذه شهيدًا، عليه رضوان الله وسلامه ورحمته.

المصادر والمراجع

- الاستبصار في نسب الأنصار، ابن قدامة المقدسي، تحقيق الأستاذ علي نويهض، دار الفكر، بيروت.

- الاستيعاب، ابن عبد البر (على حاشية الإصابة)، مصورة عن الكتبخانة الخديوية المصرية، ط1، 1328هـ.

- أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير الجزري، تحقيق محمد إبراهيم البنا ورفيقيه، كتاب الشعب، القاهرة، 1970م.

- الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر، مصور عن الكتبخانة الخديوية المصرية، ط1، 1328هـ.

- الأعلام، خير الدين الزركلي، طبعة دار العلم للملايين، ط5، بيروت، 1399هـ.

- الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، بيروت، لبنان.

- البداية والنهاية، الحافظ ابن كثير، تحقيق د. أحمد أبو ملحم ورفاقه، ط4، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408هـ.

- تاريخ الأمم والرسل والملوك = (تاريخ الطبري)، الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط5، 1987م.

- تاريخ دمشق، ابن عساكر، ط1، 1421هـ/2000م، دار الفكر، بيروت، لبنان.

- التاريخ الكبير، الإمام البخاري، مصورة مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.

- تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، دار صادر، بيروت.

- التنبيه والإشراف، المسعودي، طبعة دار صادر، بيروت.

- تهذيب التهذيب، ابن حجر، مصورة عن الطبعة الأولى، دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد، 1325، الهند.

- جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، تحقيق عبد السلام هارون، ط5، دار المعارف، 1982م، القاهرة.

- دلائل النبوة، البيهقي، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، ط1، دار الريان، القاهرة، 1408هـ.

- رحلات في بلاد العرب (شمال الحجاز)، عاتق غيث البلادي، ط2، 1403هـ/1983م، دار مكة للطباعة والنشر، مكة المكرمة.

- الروض الأنف (تفسير سيرة ابن هشام)، للسهيلي، ط. عبد الرؤوف سعيد، ط منقحة، 1398هـ/1978م، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

- سعد بن الربيع الأنصاري (النقيب الشهيد)، محمد علي كاتبي، دار القلم، دمشق، ط1، 1413هـ/1993م.

- سنن البيهقي، تحقيق محمد عبد القادر عطا، ط1، 1414هـ-1994م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

- السيرة الحلبية، العلامة برهان الدين الحلبي، إحياء التراث العربي، بيروت.

- السيرة الشامية، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ علي محمد معوض، ط1، 1414هـ/1993م، دار الكتب العلمية، بيروت.

- السيرة النبوية، ابن هشام، اعتنى بها د. عمر عبد السلام تدمري، ط1، 1408هـ، دار الريان، القاهرة.

- شعر النعمان بن بشير الأنصاري، جمعه وقدم له د. يحيى الجبوري، ط1، مطبعة المعارف، بغداد 1388هـ/1968م.3

- الصحابة من الأنصار، د. حسين مؤنس، ط1، 1989م / 1409هـ، رابطة الجامعات الإسلامية.

- صحيح الإمام مسلم.

- صحيح مسلم بشرح الإمام النووي، المسمى: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، تحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، ط6، 1422هـ.

- الطبقات الكبرى، ابن سعد، دار صادر.

- العقد الفريد، ابن عبد ربه، تحقيق الأستاذ: محمد سعيد العريان، دار الفكر، مصورة مكتبة الرياض الحديثة.

- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، ابن رشيق القيرواني، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، ط5، 1401هـ/1981م، دار الجيل، بيروت، لبنان.

- فصول من تاريخ المدينة المنورة، تأليف علي حافظ، ط2، 1405هـ-1984م، شركة المدينة للطباعة والنشر، جدة.

- الكامل في التاريخ، ابن الأثير، عني به نخبة من العلماء، دار الكتاب العربي، ط6، بيروت، 1406هـ.

- لباب الآداب، أسامة بن منقذ، دار الكتب العلمية، 1400هـ/1980م، بيروت، لبنان.

- لسان العرب، مصورة عن الطبعة الأولى، دار صادر، بيروت.

- المحبر، ابن حبيب البغدادي، رواية السكري، عناية د. إيلزة ليختن شتيتر، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت.

- مسند الإمام أحمد. بتحقيق مجموعة من المحقيقين، بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، ط1، 1409هـ/1999م، مؤسسة الرسالة للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

- المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد محمد حسن شراب، ط1، 1411هـ/1991م، دار القلم، دمشق.

- معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت.

- المعرفة والتاريخ، الفسوي، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، ط1، 1410هـ، مكتبة الدار، المدينة المنورة.

- المغازي، الواقدي، محمد بن عمر، تحقيق د. مارسدن جونس، ط3، 1409هـ/1989م، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

- المنتظم، ابن الجوزي.

- نسب قريش، الزبيري، عني به إ. ليفي بروفنسال، ط3، 1982، دار المعارف، القاهرة.

- وسيلة الخليل إلى بعوث صاحب الإكليل صلى الله عليه وآله وسلم، غالي بن المختار فال البستاني الأنصاري الشنقيطي، صححه وعلق عليه الشيخ محمد عبد الله المختار فال، دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن

- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط3، 1401هـ/1981م، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

الحواشي

(55) سورة آل عمران: 144.

(56) البداية والنهاية 5/213، وما بعدها.

(57) السقيفة: مجلس مفتوح شماله، على شكل مربع ناقص ضلعًا، يبنى بالحجر واللبن أوالآجر، وتفتح نافذة في جداره الشرقي، وبهذه الهيئة يصبح باردًا صيفًا، في صدره صُفَّة مسقوفة بجريد النخل أو بخشب الأثل، لتغدو ظلة يجلسون تحتها للتشاور والتسامر، وهي لبني ساعدة، وموقعها في الناحية الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وكان أقيم مكانها حديقة جميلة كانت تحمل اسم السقيفة. انظر: علي حافظ، فصول من تاريخ المدينة المنورة، ص 199.

(58) ابن الأثير، الكامل في التاريخ 2/224.

(59) ابن الأثير، الكامل في التاريخ 2/223. وانظر: حسين مؤنس، الصحابة الأنصار، ص 7.

(60) البداية والنهاية 5/217، 6/358.

(61) أنفست: أي: أَحَسْدَتَ ابن عمك وضننت عليه الإمارة التي سعى إليها، وتمنى أن تؤول إليه. انظر: لسان العرب، مادة (نفس) 6/238.

(62) المصدر السابق نفسه.

(63) يشرب شربًا قليلاً، ويمسح وجهه بطيئًا.

(64) كناية عن حداثة العهد بهذا الكلام.

(65) ابن عبد ربه، العقد الفريد 5/11، 12.

(66) الطبقات الكبرى 3/616. الطبري 3/222. الكامل في التاريخ 2/224.

(67) القدح: العود من الشجر، يقطع ثم يشذب ويُقَوَّم، ثم ينصل ويراش فيصير سهمًا. انظر: لسان العرب، مادة (قدح) 2/556.

(68) الإمام البخاري، التاريخ الكبير 2/98.

(69) الحيرة: بالكسر ثم السكون، مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، في موضع النجف، كانت مسكن ملوك العرب (المناذرة) في الجاهلية، وسميت بذلك؛ ((لأن تُبَّعًا الأكبر لما قصد خراسان، خلف ضعفته ثم، وقال لهم: حيروا)). ياقوت الحموي، معجم البلدان 2/328.

(70) الأنبار: مدينة على الفرات، غربي بغداد، بينهما عشرة فراسخ. بناها (سابور بن هرمز) ذو الأكتاف، وجدَّد بناءها أبو العباس السفاح، وسميت الأنبار لأنها كانت مجمع الحنطة والشعير. وفيها صوامع الغلال المرتفعة، وسميت كذلك لأن الطعام والغلال إذا صُبَّت فوق بعضها انتبرت، أي ارتفعت، ومن ذلك سمي المنبر؛ لارتفاعه، وقيل: الأنبار دويبة صغيرة. انظر: ياقوت، معجم البلدان 1/257.

(71) عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار، غربي الكوفة، على طرف البرية، كثيرة التمر، ومنها يحمل إلى سائر البلاد، وهو بها كثير جدًا. معجم البلدان 4/176.

(72) أحد زعماء نصارى العرب، الذين اجتمعوا بجموع عظيمة من تغلب وإياد تحت حماية الفرس، بقيادة

(مهران بن بهرام) لحرب الإسلام.

(73) عمير بن رئاب بن حذيفة القرشي السهمي، كان من السابقين الأولين، ومن مهاجرة الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر، وهو القائل:

نحــــــن بنــــــو زيــــــد الأغــــــــر=ومثلنــــا يحامي على الأحساب عند الحقائق

انظر: الإصابة 3/32.

(74) البداية والنهاية 6/358.

(75) انظر: مغازي الواقدي 1/165. الكامل في التاريخ 2/269. البداية والنهاية 6/358.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين