حدّد هدفك

المربي: عادل فارس


* حدّد هدفك: ماذا تريد أيها الإنسان؟ الدنيا أم الآخرة؟
إذا كنت تريدُ الدنيا فالدنيا متاع زائل، قال تعالى: {وما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى}.
وإن كنت تريد الآخرة، فالآخرة خيرٌ وأبقى، قال تعالى: {ومن أراد الآخرةَ، وسعى لها سعيها، وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}.
الدنيا دار ممر، والآخرة دار مقرّ.
فحاذر من تبديل الحقائق!!
يا مستعجلاً للشيء قبل أوانه، عما قريب ستعاقَبُ بحرمانه، ألم تسمعْ: إن القاتلَ لا يرِث؟.

* حدد هدفك: ماذا تريد أيها الإنسان؟ هوى النفس أم محبة الله؟
إذا فتحت على نفسك باباً من أبواب الهوى، فقد فتحت على نفسك أبوابَ التعب والعطب والهلاك... قال تعالى: {ولا تتّبعِ الهوى فيضلَّك عن سبيل الله}.
أترضى لنفسك أن تكون لغير الله عبداً؟
أيعجبك أن تؤلّه وهماً وهوى؟ قال تعالى: {أفرأيتَ من اتخذ إلهَه هواه، وأضلَّهُ الله على علم}.
أهواء النفس حواجز تحجبك عن الحقائق.
متى ستحطِّم هذه القيود؟
متى ستفكّ هذه الأغلال؟
متى ستتحرّر من الرق والعبودية؟
قيل إن أبا يزيد مرّ على نخلة مثمرة، فرأى الأطفال يرمونها بالأحجار، وهي ترميهم بالثمار. فقالت – بلسان التيه والدلال -: انظر يا أبا يزيد يرمونني بالأحجار وأنا أرميهم بالثمار؟ فقال لها: ولماذا مصيرك إلى النار؟ فقالت: لأني مع الهوا أميل!!.
عامل نفسك كما تعامل طفلَكَ، فأهواء النفس لا تنتهي، وشهواتها لا تنقضي..
وقديماً قال الحكماء: نفسك إن لم تَشْغَلْها بالخير، شغلتْك بالشر.
وخيرُ شُغل تقوم به أن تُخضِعَ هواك للشرع، وعندها تنال محبة الله ورضاه.
قال تعالى: {قل: إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يُحببْكمُ الله}.
 
* حدد هدفك ماذا تريد أيها الإنسان؟ العلوّ في الأرض أم العبودية لله؟
طريق العلو سلكه فرعون قبلك فكانت نهايته الغرق، وقارون، وكانت نهايته الخسف. فطريقٌ هذه نهايته حريٌّ بك أن لا تسلكه. طريق نهايته التتبير، فلا ينبغي سلوكه لأهل العقل والتدبير. قال تعالى: {ويتبّروا ما علوا تتبيراً}.
أما إذا سلكت طريق العبودية فأبشر بالتمكين الذي وعد الله به عباده الصالحين.
* حدد هدفك ماذا تريد أيها الإنسان؟ طاعة الرحمن أم طاعة الشيطان؟
طاعة الرحمن توصلك إلى الأمن والأمان والسكينة والجِنان...
كان الإمام الزاهد إبراهيم بن الأدهم يقول: "نحن لا نبالي على أي حال كنّا، إذا أطعنا الله".
وطاعة الشيطان توصلك إلى الشقاء والحرمان...
أيها الإنسان: عجباً لأمرك ما أشد ثقتك بعدوك؟
يا غفلةَ من يثق بعدوه، ويأتمر بأمره! وينسى التحذير الصادق: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوّاً}.
يا غفلةَ من يترك يقينه لظنون غيره.
* حدّد هدفك ماذا تريد أيها الإنسان؟ هل تريد الخالق أم المخلوق؟
ألم تعلم أن اعتماد المخلوق على المخلوق اعتمادُ ضعيفٍ على ضعيف في سلسلة كلها ضعفاء؟
متى سترحل من الكون إلى خالق الأكوان.
ومتى ستفرّ من الأشياء إلى خالق الأشياء؟
{ففرّوا إلى الله. إني لكم منه نذير مبين}.
يا تاجراً في سوق الأحلام قد ضيّعتَ رأس مالك في الأوهام...!! أسرع أيها المتسحّر أوشك أن يطلع الفجر!
تنبّه أيها السادر قبل أن يباغتك غسق العمُر!!
أفِق أيها النائم فقد حان موعد الشروق!
تحوّلْ إلى الظل لتَسْلم من حرور الشمس!
استعد للسفر فقد حان موعد الإقلاع... التحِق بالقافلة وإلا بقيتَ بلا زاد ولا راحلة!!
انحرافك عن القبلة مبطل للصلاة.
ماذا تريد أيها الإنسان؟؟ حدّد هدفك، ووحّد الاتجاه قبل فوات الأوان...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين