هل يَخجلون من نِسبة الوباء إلى أنفسهم بسبب ذنوبهم.. فيبحثون له عن أسباب مختلفة؟

مات لدى أحد الزعماء ابن، في قرية بعيدة عن القرية التي يسكنها! فخرج به بعض الرجال، نحو القرية التي مات فيها الابن.. وفي منتصف الطريق، سأل الزعيم رجلاً، ممّن معه في السيارة: مَن قتل ابني؟ فقيل له: لقد مات في فراشه، بقضاء الله وقدره، ولم يقتله أحد! فقال الزعيم: إذن، لمَ أخرجتموني، وجلبتموني إلى هنا؟ عودوا بي إلى بيتي ومضافتي، مادام لا ثأر لي عند أحد، أطالبه به، أو أنتقم منه!

وعاد الزعيم إلى قريته ومضافته، منتظراً أن يأتي الناس بابنه إليه! وقد جُلب جثمان الابن إليه، وتمّ دفنه، في القرية التي هو فيها، دون أن يحمل أحد وزرَ موته!

فهل يخجل زعماء العالم، اليوم، من نسبة الوباء إلى أنفسهم، وعدّه عقوبة ربانية لهم، بسبب ذنوبهم.. ويبحثون عن أسباب بشرية، يلصقونها بهذا الزعيم أو ذاك، وبهذه الدولة أو تلك.. ليتسنّى لهم سلّ سيوف العقوبات، ضدّ الجهة المتّهمة، من ناحية.. وليظهروا، من ناحية أُخرى، أمام شعوبهم، أبطالاً مخلصين، حريصين على صحّة شعوبهم؛ فهم ينتقمون لهم، ممّن سبّب لهم الكارثة، أو جلبها إليهم، أو أسهم في نشرها بينهم!

لقد قال عزّ وجلّ: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..).

وقد أهلك الله أمماً كثيرة سابقة، بذنوبها! فقد كان يهلك القرية، بذنب أو ذنبين.. بينما لم يبق ذنب واحد، من الذنوب التي أهلك الله بها، الأمم السابقة.. إلاّ ارتكبته الأمم الحالية، بسبب العولمة؛ إذ تسبق أمّة إلى ذنب ما، فينتقل إلى الأمم الأخرى، عن طريق وسائل التواصل السريع، ووسائل التنقّل السريع، بين المدن والقارّات!

وقد وردت آيات كثيرة، تنذر البشر، وتنهاهم عن ارتكاب الذنوب!

قال تعالى: (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس).

وقال تعالى:(ممّا خطيئاتِهم أُغرِقوا فأُدخِلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً).

وقال تعالى: (ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يَرجعون).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين