مادر: مضرب المثل في البخل.. فهل ثمّة مَن هو أبخل منه؟

في المثل العربي القديم: فلان أبخَل من مادر!

فلمَ ضُرب المثلُ بمادر؟

مادر: اسمه مُخارق، وهو رجل من بني هلال، بن عامر بن صعصعة.. كان معروفا بالبخل! وبلغ من بخله، أنه سقى إبله، فظلّ في أسفل الحوض ماء قليل، فمَدرَ الحوض به، أيْ: طلاه، بخلاً منه، حتى لاينتفع به، من بعده، أحد.. فسمّي مادراً، لذلك!

والبخل أصناف ودرجات.. فهل ثمّة أبخل من مادر؟

أجل؛ ثمّة أصناف من البشر كثيرة، هي أبخل من مادر، لأسباب متنوّعة، منها:

أنّ مادراً لم يحبّ أن ينفع أحداً، بالماء الذي تركه.. فاقتصر البخل،عليه، وحده، ولم يتعدّه إلى سواه! وثمّ أصناف من الناس، ذكِروا في القرآن الكريم، شأنهم في البخل، أقوى وأقسى، من شأن مادر..!

فقد ورد في القرآن الكريم، مايلي:

(الذين يَبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويَكتمون ما آتاهم الله من فضله..).

فقد تعدّى بخل هؤلاء، إلى غيرهم، فصاروا يأمرون سواهم به، ليمنعوا الخير،عن المحتاجين والبائسين من الناس!

كما أن بعض الناس، يضعون إيمانهم، ذاتَه، على المحكّ، حين ينام أحدهم، وقد امتلأ جوفه بالطعام، وله جار فقير،لا يملك ثمن العشاء، الذي يأكل منه، ويطعم أطفاله الجياع!

ففي الحديث الشريف:

(ما آمن بي، مَن بات شبعان، وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به)!

وقد أوضح العلماء، أن المراد، هنا، هو: نفي كمال الإيمان، وذلك؛ لأنه يدلّ على قسوة قلبه، وكثرة شحّه، وسقوط مروءته، ودناءة طبعه!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين