توصيات لأمَّهات الأيتام المقبلات على الزواج

اعلمي بنتي وأختي أن زواجك هو حق شرعي وطبيعي لك فالأنثى بقمة حاجتها لرجل يحسسها بالحب والحنان ويكون لها أبا وأخا وزوجاً

وحالك ابنتي لا يقل عن أيِّ انثى في احتياجاتها الطبيعية

بل تزيدين عنهن بأنك تحتاجين لرجل يقف معك في أزمتك ومُصابك ويكون أبا حنوناً لأطفالك يعينك في تربيتهم وتعليمهم ويخفف من حملك وعذابك وآلامك

اعلمي بنتي وأختي أن باب الترمل ويُتم أبنائك باب خير ساقه الله إليك لا باب شقاء وبؤس فهو باب لجيرة نبيك وحبيبك "صلى الله عليه وسلم"

بنتي وأختي الكريمة:

اعلمي أن أيام زوجك القديمة قد ولت وأنك ستكونين الآن الزوجة الثانية وبالتالي لن تجدي لديه ما كُنتِ تجدين لدى الزوج الأول

وقد توفَّقين برجل يخاف الله، ولديه من الحنان والحب والطيبة ما يعوضك فقدك لزوجك وقد يزيد عليه في حسن تعامله واخلاقه

أختي وبنتي:

إن قررتِ الزواج فلا تحسبيها عيشة هنية فقد تواجهين مشاكل مع زوجك ومع زوجته الأولى وأولاده والمحيط الذي حوله.

لذا اعلمي أختي أن نجاح التعدد سببه الرئيسي هو أنت

لأن الجبهة التي سيواجهها زوجك بعد إقدامه على الزواج الثاني جبهة قوية وعريضة وليست سهلة تبدأ الجبهة من زوجته الأولى وأولاده ثم أمه وإخوانه وأخواته وأعمامه وأخواله ولا ننسى المجتمع

لذا فإن تفهمك وإعانتك لزوجك وتحملك وتخفيف الضغط عنه هو أول مراحل النجاح في هذا الزواج

لذا ضعي هذا بحسبانك حتى تُوفقي بزواجك وترتاحي ولاتُنغصي على نفسك وعليه حياتكما بكثرة الطلبات وتحقيق كل الأمنيات والأحلام فهذا عهد قد ولى فعليك ان تعيشي واقعك حتى تستمري بهذا الزواج

ينبغي أن يكون لديه المقدرة المالية للإنفاق عليكم في الضروريات واتفقي معه أنه سيكون أبًا لأبنائك وكوني عونًا له في ضبطهم وتربيتهم وهم باب الجنة لك وله.

اعلمي بنتي أن الكثير ممن يتزوج أم الايتام إنما يتزوجها لسهولة الزواج منها أو لجمالها أو لشهوة عابرة أو يظن انه سيكْفَلها وأولادها ويُحسِن إليهم ويكون باب خير له في الدنيا والآخرة، ولكنه بعد أشهر ينسى أجر كفالة الأيتام وتبدأ مسيرة العذاب لها ولأطفالها وفي الاخير يؤول الأمر للطلاق أو الترك.

لا تقولي له: يكفيني منك اهتمامك بأولادي والنفقة ويكفيني أن تأتينا بالأسبوع أو الشهر مرة واحدة فأنتِ أنثى وستتعلقين به لاحقا وسترغبين أن يكون معك كل يوم ممَّا سيؤدي لتحويل حياتك وحياته لجحيم بسبب إصرارك على أن يعدل بينك وبين زوجته الأولى

كما ويجب أن تنتبهي أنه سيكون هناك تدخلات لأهل زوجك السابق بحكم وجود أبنائهم لديك وكذلك تدخلات من أهلك وطمع البعض أحياناً لذا امنعي أي تدخلات منهم في حياتك وكوني حازمة في هذا..

لذا عليك أن تتفقي معهم من البداية على عدم التدخل في حياتك مع زوجك وأولادك.

بنتي وأختي الكريمة:

عليك أن تكوني عون لزوجك الجديد فتعينيه في مصروف أولادك خاصة إن كان دخله ضعيفاً وعليك أن تصرفي على أولادك مما يأتيك من مال بدون إسراف.

اعلمي ابنتي وأختي أنَّ حال الأرملة وهي صابرة عن الزواج لأجل أبنائها ليس كحالها بعد الزواج حيث تتهيأ نفسياً للزوج ولحبه واهتمامه والطلاق أو الترك له أثر كبير على نفسيتك فاستخيري وفكري واستشيري.

وأن يكون اختيارك بعد السؤال عن المتقدم للزواج من كل الجوانب وبالأخص ما يتحلى به من دين وأخلاق لقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،،

ونصيحة للأهل: اتقوا الله في ابنتكم وفي أولادها.. أحسنوا اختيار الرجل المناسب لها ولأولادها.

لذا نصيحة لك ابنتي الكريمة

لا تقبلي بالزواج إلا بعد التفكير العميق والاستخارة والاستشارة بكل ما ذكرته هنا.

كما وأتمنى من مؤسسات العمل المجتمعي من جمعيات وغيرها إقامة دورات لتأهيل الأمهات في الحياة الزوجية الجديدة للمقبلات على الزواج من أمهات الأيتام ومن الأيتام واليتيمات.

كما وأتمنى من هذه المؤسسات أن تكون عونا لهذه الزيجات التي تحل مشكلة كبيرة في مجتمعنا وهو من أنجح الحلول لمسالة الأيتام والأرامل بالمساعدة في الجهاز ولو بفرش بسيط ومساهمة في تكاليف العرس وعدم قطع الكفالة عن الأيتام بعد زواج أمهم

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين