تفسير سورة النصر -1-

قول الله جل ثناؤه: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر:1-3].

لقد اشتملت هذه السورة على كلمات تتقاضى حقها من التجلية والبيان، وهي: "إذا "و "النصر" و "الفتح" و "التسبيح"، و"الاستغفار".

فأما كلمة (إذا)، فإن أهل العلم بصناعة البيان يذكرون أنها تفيد التحقيق، مخالفة بذلك كلمة (إن) التي تفيد الشك.

وقد كنا نتلقَّى عن شيوخنا هذه القاعدة البيانية، فنأخذها مسلَّمة بغير مناقشة أو جدال، وفي النفس ما فيها من التطلع إلى برهان يؤكدها في أنفسنا، غير أننا لم نظفر من ذلك بطائل، وما زال الغموض يحيط في نفسي هذه القاعدة، وأنا أطاول به الأيام وتطاولني، حتى وقعت بي المصادفة ذات يوم على كتاب للإمام العالم شهاب الدين الصنهاجي، ذكر فيه الفرق بين (إذا) و (إن) ذكرًا يقوم على أصل ويرتكز إلى سند، فقد قال رحمه الله تعالى: (إنَّ الأداة (إذا) تدل على الزمان دلالة مطابقة، والشرط يعرض لها، فيلزمها في بعض الصور، وربما عريت عنه فوردت ظَرْفًا مجرَّدًا كقول الله تعالى:﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ١ وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ٢﴾[الليل: 1-2] فهي هنا ظرف لا شرط فيه.

وأما (إن) فإنها تدل على الشرط دلالة مطابقة، وتدل على الزمان دلالة التزام... ومثال ذلك قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ﴾ [الأعراف: 131].

ولما كانت الحسنات شائعة عامَّة الوقوع – بمقتضى الرحمة الإلهيَّة – اقترنت فيها (إذا) الدالة على التحقيق بالفعل الماضي، وذكرت الحسنة معرَّفة... ولما كانت السيئة نادرة الوقوع، لأن العبد يستحقها بأعماله السيئة جِيء فيها بأداة الشك (إنْ) وجيء بلفظ الفعل مضارعًا، وبالسيئة منكَّرة غير معرَّفة.

ومثال آخر لهذه القاعدة: قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ [الروم: 36].

وأما النصر، فحقيقة معناه: العون، من قولهم: نصر الغيث الأرض، إذا أعانها على النبات وَجنَّبها القحط، ومنه قول الشاعر يخاطب خيلًا:

إذا انسلخ الشهر الحرام فودِّعي = بلاد تميم وانْصُري أرضَ عامِر

والعرب تقول: أرض منصورة، يعنون أنها: مَغيثة.

وأما الفتح، فهو نقيض الإغلاق، كقولهم: "جاء يستفتح الباب"، "وفلان لا تفتح العين على مثله".

والفرق بين النصر والفتح – مع ما بينهما من التعاطف في السورة – أنَّ النصر هو الإغاثة والإظهار على العدو، والفتح: الظفر بالبلد عَنوَةً أو صلحًا بحرب أو دون حرب، لأن البلد منغلق ما لم يظفر به، فإذا ظفر به وحصل في اليد فقد انفتح.

وأما التَّسبيح، فهو تنزيه الله تعالى عن كل نقيصة في ذاته وصفاته وأفعاله، وأصله من السباحة، التي تنفي الأدران عن السابح في الماء، والذي يسبِّح الله إنما ينفي عنه تعالى ما لا يليق به ذاتًا وصفات وأفعالًا.

وأما الاستغفار، فهو من الغفر، والغفر: التغطية والستر، ومنه المغفر لأنه يستر الرأي ويحميها في الحروب، والمغفرة في لسان الشريعة: محو الذنوب من صحائف العبد، أو سترها عن أعين الملائكة.

وجملة معنى السورة: إذا جاءك يا محمد نصر الله على عدوك وفتحت مكة، وأنت فاتحها بعون من ربك وصدق من جندك، ورأيت رأي العين الناس يدخلون في دين الله جماعات بعد أن كانوا يدخلون فيه فرادى، فسبِّح بحمد ربِّك لترادف نعمته عليك، واستغفره؛ لأن الاستغفار من التواضع وهضم النفس، فهو في نفسه عبادة.

ومن أجل ذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يُرى إلا قائلًا: (سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك)، على ما تقول أم سَلمة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال: (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه).

وقد يطيب لبعض الناس أن يتساءلوا عن وجه أمر الله تعالى إيَّاه بالاستغفار في هذه السورة، وبمنَّته عليه بالمغفرة في آيات أخر، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم مبرَّأ من العيوب، ومعصوم من الذنوب؟

وجواب ذلك: أن الإنسان كلَّما رقيت منزلته، وارتفعت مكانته، ثقلت تبِعاته، وأصبح مالا يُؤْبه له في حقِّ غيره، يُؤْبَه له في حقِّه، وكان ما لا يكلفه غيره من الأعمال، يكلفه هو، حينًا في نفسه كقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ١ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا٢﴾ [المزمل:1-2].

وحينًا في أهله كقوله تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [الأحزاب: 32] والذي يتدبر هذا المعنى ويرتاده في كتاب الله تعالى، يراه واضحًا، ويرى تضاعف التَّبعات يصاحب تضاعف الميزات، على ما يقول جل وعز: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ﴾ [الأحزاب: 30] وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾ [الأحزاب: 31].

وعلى هذا، فالخطرة النفسيَّة التي ليس للبشر عليها سبيل، هي في حقه عليه السلام هفوة، مع كونها في حقِّ غيره ليست كذلك، والعمل الذي لا يؤذي ولا يضر مثل ضربه بالسواك أحد أصحابه ضربة خفيفة ليعتدل في الصف، من الأمور التي تحصى عليه ولا تحصى على سواه، فالذنوب التي أُسندت إليه، وأُمر أن يستغفر منها، أو امتنَّ الله تعالى عليه بغفرها، هي من هذا القبيل، لا تخف بها مروءة، ولا يتضرَّر منها أحد.

وكثير من المسلمين يطيب لهم أن يتغالوا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغاليًا يتجاوزون به حدود البشريَّة، ويطيب لهم أن يجعلوا منها موضوعات للجدل والمناقشة، وهؤلاء بلا ريب يجانبون القصد، وحبذا لو أخذوا أنفسهم بما ذكره البوصيري رحمه الله تعالى حيث يقول:

دعْ ما ادَّعتْه النصارى في نبيِّهم = واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتَكِم

فمبلغُ العلم فيه أنه بشَر = وأنه خيرُ خَلْقِ الله كلهم

وهذه السورة تنظر إلى سورة الفتح من عدة وجوه:

الوجه الأول: التعبير عما يحدث بصيغة ما قد حدث، على عادة رب العزَّة في إخباره، لأنها في تحققها، وتيقن كينونتها، بمنزلة الكائن الموجود فعلًا، ففي سورة الفتح يقول تعالى:﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1] وفي هذه السورة يقول:﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].

الوجه الثاني: ذكر النصر هنا بعنوان نصر الله، وذكره هناك بعنوان: النصر العزيز، ونصر الله تعالى هو النصر العزيز، والنصر العزيز هو نصر الله.

الوجه الثالث: الاستغفار هنا في قوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ [النصر: 3]. والمغفرة هناك في قوله:﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 2]. وفي هذا من تأكيد بشريَّته عليه السلام وصدق عبوديَّته لربه ما فيه، مما يجعل عناية الله تعالى به أمرًا لا يفارقه في حال.

الوجه الرابع: دخول الناس في دين الله أفواجًا، وهو نعمة من الله عليه، وفي سورة الفتح قوله تعالى: ﴿وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا٢ وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا٣﴾ [الفتح:2-3] وهذا ذكر لتمام النعمة.

وفي السورة مواطن تنطوي عليها أو تشير إليها، لابدَّ من التلبث بها لمزيد من البيان.

الموطن الأول: أن المراد بالفتح: فتح مكة، كما ذهب إلى ذلك الحسن ومجاهد، فهو الفتح الأعظم الذي استغلظ به عُود الإسلام، وشمخ بناؤه، وكان مشرق خير لم تكن الإنسانية لتحلم به، ولم تكن لتبلغ شرفًا أو تنفصل عن خسيسة إلا من طريقه، وذلك هو ما تضمَّنته كلمته عليه السلام إلى قريش بعد أن دخل الكعبة مع زيد وبلال، ثم خرج وأمسك بعضادتي الباب، ومضى يقول صلوات الله عليه: (ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدميَّ هاتين، إنَّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

وربما نصر هذا الرأي – وهو أن الفتح فتحُ مكة – قول الله تعالى:﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ [النصر: 2] فإنَّ الرؤية هنا بصريَّة وليست علمية، والدليل على ذلك ما يقول الحسن رحمه الله تعالى من أنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة، قالت العرب: أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لنا به بعد ذلك طاقة، فكانوا يدخلون في دين الله أفواجًا أي: جماعات كثيرة، بعد أن كانوا يدخلون فيه واحدًا واحدًا واثنين اثنين، وصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام.

الموطن الثاني: إيثاره الحق على كل أثير، دون محاباة لصهر أو قرابة، وهذا يتمثل أصدق تمثيل فيما يرويه ابن سعد عن عثمان بن طلحة سادن الكعبة قال: (كنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الاثنين والخميس، فأقبل النبي يومًا يريد أن يدخل الكعبة مع الناس، فأغلظت له فنلت منه، فحلم عني، قائلًا: يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعه حيث شئت، فقلت: لقد هلكت قريش يومئذ وذلَّت، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: بل عمرت يومئذ وعزَّت، ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعًا، فلما كان يوم الفتح قال: يا عثمان ائتني بالمفتاح، فأتيته به فأخذه مني، ثم دفعه إليَّ وقال: خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا ممَّا يصل إليكم منه بالمعروف، فلمَّا وليت ناداني: يا عثمان، ألم يكن الذي قلت لك، فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة: (لعلك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعه حيث شئت، فقلت: بلى أشهد أنك رسول الله ).

الموطن الثالث: ما ذكره سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى من أن العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطاول يومئذ لأخذ المفتاح في رجال من بني هاشم، فأبى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وردَّه إلى عثمان ابن طلحة، وهذا وفاء ليس له في دنيا الناس نظير، وقد شفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الصنيع الجميل بأن أمر بلالًا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وصناديد مكة وأشراف قريش جلوس بفناء الكعبة فيصدع بلال بأمر رسول الله، ويصعد على الكعبة فيؤذن، والأذان يساوي في عرفنا الآن النشيد الذي يترنَّم به الجيوش حين يتم لها فتح بلد أو قطر، ولا يعرف الناس نشيدًا لدولة ولن يعرفوا نشيدًا أكرم سبيلًا وأقوم قيلًا، وأخلق بالكرامة التي كرَّم الإنسانَ بها ربُّ العالمين من نشيد الدولة الإسلامية، يرتله المؤذن خمس مرات في اليوم والليلة، ويرتله معه المسلمون رجالًا ونساءً، وهو: (الله أكبر، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، حَيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، لا إله إلا الله ).

ويزيد هذا النشيد في مسمع التاريخ روعة وجمالًا أن ينشده أسود عتيق هو سيدنا بلال مؤذِّن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الموطن الرابع: أنه لما فتح الله تعالى مكة على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي بلده ووطنه ومولده، ظنَّ أهل المدينة من الأنصار أنه تارك المدينة ومقيم بمكة، ولكنه عليه السلام أكَّد للأنصار أنه راجع معهم إلى المدينة مُهاجَرِهِ قائلًا لهم: (المَحْيا مَحياكم، والممات مماتكم).

وانصرف صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك فطاف حول الكعبة، وفيما هو يطوف رأى فُضالة بن عمير، وقد أجمع فضالة قتل رسول الله في أثناء طوافه، فلما دنا منه قال له: فُضالة ؟ قال: نعم هو أنا يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فماذا كنت تحدِّث به نفسك؟ قال فضالة: لا شيء، كنت أذكر الله، فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: استغفر الله يا فُضالة، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، واطمأنت نفسه، وكان فُضالة هذا يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئًا أحبَّ إليَّ منه صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال فُضالة: فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدَّث إليها، فقالت: هلمَّ إلى الحديث، فقلت: لا. وفي هذا المعنى يروون شعرًا لفُضالة يقول فيه:

قالت هلَّم إلى الحديث فقلتُ لا = يأبى عليَّ اللهُ والإسلامُ

لو قد رأيت محمدًا وقبيله = في البيت آن تُكسَّر الأصنامُ

لرأيتِ دينَ الله وجهًا مشرقًا = والشرك يغشى وجهَه الإظلامُ

الموطن الخامس: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل مكة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) حتى أصبحت هذه الكلمة علمًا عليهم وصفة لهم. وحتى إن عليًّا كرم الله وجهه يقول لمعاوية: أنَّى يستوي المولى والطليق؟ إن الله تعالى مكننا من رقابكم ونحن أطلقناكم.

وفي عبارته هذه عليه السلام دقيقة لطيفة قال فيها صاحب (المفاتيح): وإنما لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: اذهبوا فأنتم معتقون، بل قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، لأن المعتق لا يجوز أن يردَّ إلى الرقّ، وقد كان أهل مكة لمَّا يزالوا على الكفر، فكان يجوز أن يخونوا فيستباح رقّهم مرة أخرى، أما الطليق فمثله كالمطلَّقة يجوز أن تعاد إلى رِبقة النكاح، وهذا هو الفرق بين التعبيرين.

يتبع

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين