فضل شهر شعبان

شعبانُ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ... فلا تكنْ من الغَافِلين.

الحمدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاه وبَعْدُ:

فإن لله في الدهور والشهور نفحات؛ ومن هذه النفحات نفحات شهر شعبان وهذه النفحات يغفل الناس عنها فأراد الحبيب الطبيب صلى الله عليه وآله وسلم من أمته أن لا تغفل عن نفحات هذا الشهر ؛ ولعل الغفلة تتأتى من كونه يقع بين شهرين عظيمين بين رجب ورمضان فينشغل الناس بفضلهما عنه فبيَّن المصطفى فضله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)، وهو ما نظر الأئمة فيه وبينوا حكمته وفي هذه الأسطر بيان لذلك عسى أن لا نكون عن فضله من الغافلين... فأقول وبالله التوفيق:

أخرج الإمام أحمد وغيره عن أُسَامَةَ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ، وَإِلَّا صَامَهُمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا قَالَ: " أَيُّ يَوْمَيْنِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ. قَالَ: " ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " قَالَ: قُلْتُ: وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: " ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " (1).

وأخرج الترمذي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلاَّ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ... وقال: وَفِي البَابِ عَنْ عَائِشَةَ. وقال الترمذي: حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ (2).

وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلاَّ قَلِيلاً بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ.

وقال الترمذي: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الحَدِيثِ، هُوَ جَائِزٌ فِي كَلاَمِ العَرَبِ، إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ: صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَيُقَالُ: قَامَ فُلاَنٌ لَيْلَهُ أَجْمَعَ، وَلَعَلَّهُ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْرِهِ، كَأَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ رَأَى كِلاَ الحَدِيثَيْنِ مُتَّفِقَيْنِ، يَقُولُ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ الشَّهْرِ (3).

وشَعْبانُ: اسمٌ للشَّهْرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لتَشَعُّبِهم فِيهِ، أَي: تَفَرُّقِهِم فِي طَلَبِ المِياهِ، وَقِيلَ فِي الغاراتِ.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما سُمِّيَ شَعبانُ شَعبانَ؛ لأَنه شَعَبَ، أَي: ظَهَرَ بَيْنَ شَهْرَيْ رمضانَ ورَجَبٍ وَالْجَمْعُ شَعْباناتٌ، وشَعابِينُ، كرمضانَ ورَمَاضِينَ(4).

قال الطحاوي: (فَفِي هَذِهِ الْآثَارِ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَا بَأْسَ بِصَوْمِ شَعْبَانَ كُلِّهِ فَكَانَ مِنْ حُجَّةِ الْأَوَّلِينَ عَلَيْهِمْ أَنَّ الَّذِي رُوِيَ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ إِنَّمَا هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ فِعْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ النَّهْيُ إِخْبَارٌ عَنْ قَوْلِهِ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُصَحَّحَ الْحَدِيثَانِ جَمِيعًا. فَجُعِلَ مَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ مُبَاحًا لَهُ وَمَا نَهَى عَنْهُ كَانَ مَحْظُورًا عَلَى غَيْرِهِ فَيَكُونُ حُكْمُ غَيْرِهِ فِي ذَلِكَ خِلَافَ حُكْمِهِ حَتَّى يَصِحَّ الْحَدِيثَانِ جَمِيعًا وَلَا يَتَضَادَّانِ. فَكَانَ مِنَ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ أَنَّ فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي شَعْبَانَ «هُوَ شَهْرُ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْ صَوْمِهِ» فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ صَوْمَهُمْ إِيَّاهُ أَفْضَلُ مِنَ الْإِفْطَارِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَا) (5).

قال ابن الجوزيَّ: (قد بَين صلى الله عليه وآله وسلم سَبَب صَوْمه فِي شعْبَان فِي حَدِيث آخر، فَإِنَّهُ سُئِلَ عَن صَوْمه فِيهِ فَقَالَ: " إِن الْآجَال تكْتب فِيهِ، فَأحب أَن يكْتب أَجلي وَأَنا فِي عبَادَة رَبِّي "(6)؛ ثمَّ إِنَّه شهر يغْفل النَّاس عَنهُ تقويَّاً بِالْفطرِ لرمضان، وكل وَقت يغْفل النَّاس عَنهُ يكون فَاضلا لقلَّة القائمين بِالْخدمَةِ، وكما بَين العشاءين، وَنصف اللَّيْل وَأَشْبَاه ذَلِك) (7).

قال القسطلاني: (وجه صيامه لشعبان دون غيره من المشهور بقوله: "إنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان"، فَبَيَّنَ وَجْهَ صِيَامِهِ دُونَ غَيْرِهِ بِرَفْعِ الْأَعْمَالِ فِيهِ وَأَنَّهُ يُغْفَلُ عَنْهُ، لِأَنَّهُ لَمَّا اكْتَنَفَهُ شَهْرَانِ عَظِيمَانِ الشَّهْرُ الْحَرَامِ وَشَهْرُ الصِّيَامِ اشْتَغَلَ النَّاسُ بِهِمَا فَصَارَ مَغْفُولًا عَنْهُ، وكثير من الناس من يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك) (8).

قال الشوكاني: (فَائِدَةٌ: ظَاهِرُ قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ: " إنَّ شَعْبَانَ شَهْرٌ يَغْفُلُ عَنْهُ النَّاسُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ رَجَبٍ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَغْفُلُونَ عَنْ تَعْظِيمِ شَعْبَانَ بِالصَّوْمِ كَمَا يُعَظِّمُونَ رَمَضَانَ وَرَجَبًا بِهِ.

وَيُحْتَمَلُ: أَنَّ الْمُرَادَ غَفْلَتُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِ شَعْبَانَ بِصَوْمِهِ كَمَا يُعَظِّمُونَ رَجَبًا بِنَحْرِ النَّحَائِرِ فِيهِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُعَظَّمُ ذَلِكَ عِنْدَ الْجَاهِلِيَّةِ وَيَنْحَرُونَ فِيهِ الْعَتِيرَةَ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ، وَالظَّاهِرُ الْأَوَّلُ.

وعلى هذا التفسير والتأويل الذي ذهب إليه العلماء يمكننا القول: إنَّ الاشتغال برجب ورمضان بالإعمال الصالحة فيهما من الصوم وغيره وإهمال شهر شعبان بفعل الطاعات فيه ولا سيما الصوم؛ عده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غفلة، كما عد الله عز وجل من اشتغل بالصلاة -وهي أعظم ركن في الإسلام- في ساحة المعركة عند مواجهة العدو والتحام الصفوف عدة غفلة قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 102]

قال الشوكاني: (الْمُرَادُ بِالنَّاسِ: الصَّحَابَةُ، فَإِنَّ الشَّارِعَ قَدْ كَانَ إذْ ذَاكَ مَحَا آثَارَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَكِنَّ غَايَتَهُ التَّقْرِيرُ لَهُمْ عَلَى صَوْمِهِ، وَهُوَ لَا يُفِيدُ زِيَادَةً عَلَى الْجَوَاز) (9).

والمراد: بالرفع-أي الاعمال-الرفع الخاصّ دون الرفع العامّ بُكرة وعشيّاً (10).

قال المباركفوري: (المراد برفع الأعمال في حديث أسامة الرفع الخاص لا الرفع العام الذي يكون صباحاً ومساءً، أو المراد الرفع الإجمالي لا التفصيلي) (11).

قال محمد الإثيوبي الوَلَّوِي: (إن قلت: ما معنى هذا مع ما ثبت في "الصحيحين" أن اللَّه تعالى يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل"؟

قلت: يحتمل أمرين:

(أحدهما): أن أعمال العباد تُعرض على اللَّه تعالى كلّ يوم، ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كلّ اثنين وخميس، ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان، فتعرض عرضًا بعد عرض، ولكلّ عرض حكمة يُطْلِع عليها من يشاء من خلقه، أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية.

(ثانيهما): أن المراد أنها تُعرض في اليوم تفصيلاً، ثم في الجمعة جملة، أو بالعكس واللَّه تعالى أعلم، وهو المستعان، وعليه التكلان) (12).

وفي هذا الحديث تنبه منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمته أن لا تنشغل بالإعمال بعضها عن بعض، والدافع لذلك هو محبته صلى الله عليه وآله وسلم لأمته فاراد منها أن تغتنم هذا الفضل وهذه النفحات، وأن لا يغفلوا عن فضله فيفوتهم الفضل. وبين سبب صومه لهذا الشهر كله أو جزأ منه لأن الاعمال السنوية ترفع فيه لرب العالمين كما علمت من قول العلماء وإن من أفضل الاعمال التي يحب صلى الله عليه وآله وسلم أن يرفع عمله فيها بهذا الشهر هو الصوم لأنه كما ورد في الحديث القدسي: " الصوم لي وأنا أجزي به" فخص به دون غيره لعظمته عند الله والا فإن كل الاعمال إذا اريد بها غير وجه الله كانت باطلة.

والصوم عبادة الاتقياء والاولياء وهي عبادة ممتدة في كل النهار مستوعبة له فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلم الأمة أن يتلبسوا بعبادة الصوم حيت ترفع الاعمال الى ربها ولا سيما في هذا الشهر المبارك.

وهناك لمحة خطرت على البال وهي تدريب المسلم للاستعداد لشهر الصوم من غير انهاك الجسم والجسد وعليه يحمل النهي عن الصيام بعد انتصافه والله أعلم بالصواب.

والملاحظ أيضا أدبه صلى الله عليه وآله وسلم فلم يوجه الخطاب للصحابة فقال إنكم تغفلون عنه وإنما جاء بصيغة الغيبة لا الخطاب لحفظ مقامهم وعدم احراجهم بذلك، وهذا ما نفهمه من قوله أيضا: " الناس" ولم يقل: أنتم أو أصحابي والا فمعلوم أنهم هم المخاطبون أولا ونحن من بعدهم وهذا من أدبه الجم الذي علمنا أيها صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.

وقد يفهم من لفظ: "الناس" في الحديث أن الراسخين في العلم، والعلماء، وذوي الفضل من أهل الإيمان لا يغفلون عن فضل هذا الشهر فهم يقدرونه ويعلمون فضله ولا ينشغلون عنه وإنما هذا دأب عوام الناس دون خصوصهم فلذلك أقتضى التنبيه منه صلى الله عليه وآله وسلم للعموم لا الخصوص والله أعلم بالصواب.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيّدنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

(1) مسند أحمد ط الرسالة (36/ 85) (21753)، قال الشيخ شعيب: إسناده حسن،... وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/18، والضياء في "المختارة" (1356)، وأخرجه البزار في "مسنده" (2617)، والنسائي 4/201، وابن عدي في "الكامل" 2/915 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. واقتصر ابن عدي على قصة صوم شعبان وفضله. وأخرجه عبد الرزاق (7917)، وابن أبي شيبة 3/103، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 29، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة" (48) و (49)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (771)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3821)، والضياء في "المختارة" (1319) و (1320) و (1358) من طرق عن ثابت بن قيس، به. وجاءت رواية الحديث عند البغوي في الموضع الثاني على الشك، فقال: عن أسامة أو عن أبي هريرة. وزاد عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبغوي في الموضع الأول وأبو نعيم والبيهقي والضياء في الموضع الأول والثاني: أبا هريرة بين أبي سعيد وأسامة، ولعل أبا سعيد سمعه منهما جميعاً، فالطريقان محفوظان، والله أعلم. واقتصر ابن أبي شيبة وعثمان الدارمي والبغوي في الموضع الثاني والضياء في الموضعين الأول والثاني على قصة صيام شعبان وفضله، واقتصر عبد الرزاق وأبو نعيم والضياء في الموضع الثالث على قصة صيام يومي الاثنين والخميس وفضلهما. وفي باب صيام النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لشعبان ويومي الاثنين والخميس عن عائشة وإسناده صحيح. وفي باب صيام النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان أكثر من غيره من الشهور عن أم سلمة، وإسناده صحيح.

(2) سنن الترمذي ت بشار (2/ 106) (736).

(3) سنن الترمذي ت بشار (2/ 107) (737).

(4) لسان العرب (1/ 502).

(5) شرح معاني الآثار (2/ 83).

(6) واصله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَيْكَ أَنْ تَصُومَهُ شَعْبَانُ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَكْتُبُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مَيِّتَةٍ تِلْكَ السَّنَةَ، فَأُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَنِي أَجَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». مسند أبي يعلى الموصلي (8/ 311) (4911).

(7) كشف المشكل من حديث الصحيحين (4/ 353).

(8) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (3/ 401)، وينظر شرح الزرقاني على الموطأ (2/ 289).

(9) نيل الأوطار (4/ 292).

(10) ينظر فتح المُلْهم: (3/174).

(11) ينظر مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 36).

(12) ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (21/ 268).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين