ماذا يريد كلّ من هؤلاء، لوطنه؟

العلمانيون: هل يريدون دولة بلا دين؟ وما ضوابط هذه الدولة؟ وما ضوابط الأخلاق، التي تحكم حياة الناس فيها؟ وكيف يتعامل هؤلاء العلمانيون، مع شركائهم في الوطن، المؤمنين بالإسلام، أو بالنصرانية؟

الليبراليون: ينادون بالحرّية ؛ لكن أيّة حرّية يريدون؟ أهي الحرّية المنفلتة من كلّ ضابط: سياسي أو أمني أو خلقي؟ أم هي الحرّية السياسية، التي تعني: تشكيل أحزاب، وتجمّعات فكرية، منضبطة بضوابط معيّنة.. واعتناق أفكار خاصّة، مخالفة لسياسة النظام الحاكم؟

الإسلاميون: هل يريدون إقامة حكم إسلامي، في بلادهم؟ أم يطالبون بحرّية الدعوة الدينية، وتشكيل أحزاب على أساس إسلامي؟

القوميون العرب: هل يريدون تشكيل دولة خاصّة بالعرب، تهمَّش فيها القوميات الأخرى، من كرد وتركمان.. وغيرهم؟

القوميون الكرد: هل يريدون دولة كردية مستقلة، في سورية؟ أم يسعون إلى إقامة حكم ذاتي، خاصّ بهم، في بعض المناطق السورية؟ أم يطالبون بحقوق خاصّة بقوميتهم، تشمل: حقّ الكتابة والتعليم بلغتهم، مع بقائهم جزءاً من الدول السورية؟ أم هم فئات مختلفة، تريد كلّ فئة منها، شيئاً ممّا ذكِر؟

النصارى: هل يريدون حفظ حقوقهم ؛ بصفتهم أقلية دينية، في بلاد أكثرية سكّانها من المسلمين؟ وما الحقوق التي يريدونها، وليست عندهم، من حقوق: سياسية ودينية واجتماعية.. وغيرها؟

الدروز: هل يريدون دولة درزية، أم حكماً ذاتياً، على المذهب الدرزي؟ أم يطالبون بحقوق سياسية؟ وما هذه الحقوق التي ليست لديهم، وهم شركاء في مناصب الدولة السورية، منذ إنشائها؟

أمّا العلويون النصيرية: فأمرهم واضح ؛ إنهم يريدون بقاء الدولة، على ما وصلت إليه: دولة يحكمها آل الأسد، ويؤازرهم الرافضة، الذين جلبهم بشار الأسد، لتثبيت حكمه، فصاروا شركاء في قرارات سورية، كلها ؛ بل صاروا المتنفذين في سياسة الدولة، وصار النصيرية على الهامش، كسائر الفئات السورية!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين