شيء من القهر المفعم بتصديقنا للأكاذيب

الأكاذيب ملأت الدنيا من حولنا، وصار الصغير والكبير مدركا هذه الأكاذيب، لكن مع عجز مطلق عن محاربتها ومقاومتها.

ومن هذه الأكاذيب المنتشرة والتي ملأت الدنيا، ويراد منا تصديقها والتفاعل معها على أنها حقائق، هي القول الذي تدور أغلب دول العالم وأكثر الدول العربية على بثه أنه من الحقائق، وهو قضية أن العدو الصهيوني يريد السلام مع العرب!!!

هذه من أعظم الأكاذيب التي يجتهد معظم ساسة العالم على إقناعنا بصدقها، ويضيفون عليها بعض الأملاح حتى يسهل مذاقها بالزعم أن السلام مع الصهاينة سيجلب الرخاء للدول العربية المجاورة لهذا العدو.

وما من دولة عربية فتحت المجال لهذه الأكاذيب وتعاملت معها على أنها حقائق، إلا ورثوا الخراب والدمار وواقعنا أصدق شاهد.

واليوم نفيق على جريمة مصدقة لهذه الأكاذيب من قبل عدونا حتى نفيق، ومع ذلك نغط في نوم عميق، فجريمة تدمير بيت حارس الأقصى الشاب المثابر والصابر وأهله على هذا البلاء، ومثله كثيرون من أهلنا المرابطين في الأقصى لحمايته، تمر تحت سمع وبصر العالم من أقصاه إلى أقصاه، دون أن تظهر في العلن دولة تستنكر هذا استنكارا واضحا وتتعهد ببناء بيت مقابل هذا البيت للمجاهد في سبيل الأقصى.

ومن عظم هذه الجريمة أن يتم هدم البيت على حساب صاحبه وهي جريمة كبرى لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ولم يفكر فيها عتاة جنود إبليس، والله جعلها في الدنيا آية على أن اليهود يفعلون ما لا يفعله عتاة الشياطين، حتى نعلم أن ما يسمى بالسلام معهم وهم يحتلون أرضنا ليس إلا قمة الإذلال لنا.

وإذا تساءل المتسائل أين هي البلدان التي أشبعتنا حديثا عن حقوق الإنسان، والتي تتغنى صباح مساء بما تسميه الحرية؟ والذي يبدو لنا أنهم يتغنون بذلك لشعوبهم، وهي عندهم محرمة على المسلمين الذين يراد منهم عالميا أن يكونوا خدما وعبيدا للصهيونية، ونحن بتغافلنا عن هذه الحقائق نعزز فيهم ما يريدون.

ألا فلتعلموا أيها المسلمون في كل بقاع الأرض أن عزتنا فقط في ديننا كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله) وها نحن نسبح في المذلة التي تريدها لنا الصليبية الحاقدة ونظن بالتجائنا لأمريكا أننا سنحصل على شيء من حقوقنا، وأنا أبشر العالم الإسلامي بأننا إذا بقينا هكذا فلن تبقى لنا حقوق ندافع عنها.

فمتى نفيق من هذا الحال الذي نحن فيه، وكل شيء حولنا ينادي علينا أن نعود إلى ديننا، ونحن لا نسمع ولا نستجيب، فاللهم عفوك.

هذه نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

وإنا لله وإنا إِليه راجعون

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين