المدرسة السعدية: (جامع الصروي)

 

أنشأها جامعاً ناصر الدين بن محمد الصروي سنة 780هـ ,ثم وسعه وجعله مدرسة علي بن سعيد الملطي سنة 920هـ ورتب فيها إماما ومدرّساً وطلبة في حجراتها, فعرفت به , ونسبت إليه , ثمّ جاء سعد الله بن علي بن عثمان الملطي المتوفى سنة 946 هـ , فأنشأ تجاهها قسطلاً للماء, ومكتباً لتعليم الصبيان ,

وفي سنة 920 هـ. وسعه علي بن سعيد الملطي وجعله مدرسة.

وفي سنة 1330 هـ. أنشئ الحوض وسط الصحن حيث ينزل إليه بدرج. وجلب إليه الماء من القسطل الذي هو خارج الجامع والتابع له وذلك من وصية ثابت أفندي المدرس.

وعندما كان مرعي باشا الملاح مديراً للأوقاف فرش أرضه بالرخام. وكان باب الجامع والجدار الذي بجانبه من جهة الشمال متوهناً كاد أن يسقط هو والمنارة التي فوقه فعمر تحت قنطرة الباب قنطرة أخرى حفظت الباب والمنارة.

ويمتاز الجامع بواجهة بديعة الزخرفة وخاصة المقرنصات التي تعلو مدخلي الجامع وبين النوافذ , كما يمتاز بمئذنته الرشيقة التي تشبه مئذنة الجامع العمري

ووقف على الجامع والمدرسة ومكتب تعليم الأطفال أوقافا كثيرة فعمرت المدرسة بالشيوخ وطلاب العلم , وكانت مناهجها تضمّ بالإضافة إلى القرآن الكريم , الحديث النبوي الشريف , والفقه الحنفي , وكان من شيوخها في الحديث الشريف: الشيخ محمد الجزماتي أمين الفتوى في مدينة حلب في زمانه , وخلفه من بعده صهره زوج ابنته الشيخ أحمد العالم الكيالي , وقد تولى تدريس الفقه فيها الشيخ محمد علي الكحيل أمين الفتوى في حلب في عصره , لدى المفتي الشيخ عبد القادر الجابري , ثمّ وليه الشيخ عمر المرتيني , وجاء بعده الشيخ محمد الزرقا , الذي كان أمين الفتوى عند الشيخ المفتي أحمد زويتيني , ثمّ الشيخ بشير الغزي أمين الفتوى , لدى الشيخ محمد العبيسي, ثمّ بدأ شأنها بالاضمحلال والخفوت , وانقطع عنها شيوخها وأهملت , وعطلت منها الدروس في زمن الشيخ كامل الغزي , وهي الآن جامع بحاجة إلى الترميم , تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة , ويسكن غرفها بعض الفقراء ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ

تقع المدرسة في حي البياضة في منتصف الطريق النازل إلى (قبو النجارين) تجاه الزاوية الإخلاصية

باختصار من كتاب

(التعليم الشرعي ومدارسه في القرن الرابع عشر) لمحمد عدنان كاتبي

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين