حملة النصرة والإيواء لفسطينيي العراق - حملة النصرة
حملة النصرة ولإيواء لفلسطينيي العراق
 
 
 مِن بَعضِ أبناءِالمسلمينَ إلى أهلِ العِلم في أمّةِ أحمدَ -صلّى اللهُ عليهِ و سلّم- زادَهم اللهُعلماً و عَملاً السّلامُ عليكم و رحمة اللهِ و بركاته.. أمّا بعدُ، فإنّنا نحمدُإليكم اللهَ الّذي لا إله إلا هو , يا مَن بِطلعتهم يلوحُ لنا الهُدى * * * و بيُمنلُقياهُم نزيدُ تيمُّنا بكم اتحدتُ هدىً فلو حيَّيتكم * * * قلتُ: السّلامُ عليّ إذأنتم أنا و نَسألُ الله العليَّ الكريم أن تصلكم رسالتُنا هذهِ و أنـتُم ترفِلونَفي ثيـابِ العافيةِ و تتـنسّمونَ ريـاحَ النّصـرِ و الظّـفرِ، آمـين.
علماءَناالأجلاّء : نحسبكم – و اللهُ حسيبُكم – أنّكم ممّن يَصدقُ فيهم قولُ إمام أهلِالسّنةِ و الجَماعةِ, الإمام أحمد -رحمَه الله- [يَدعون من ضلّ إلى الهدى، ويصبرونَ منهم على الأذى، و يحيونَ بكتابِ اللهِ تعالى الموتى، و يبصّرون بنور اللهِأهلَ العمى، فكم من قتيل لإبليسَ قد أحيَوه، و كم من ضالّ تائهٍ قد هدَوه، فماأحسنَ أثرَهم على الناسِ, و ما أقبح أثرَ النّاسِ عليهم، ينفونَ عن كتاب اللهِتحريفَ الغالين، و انتحالَ المبطلينَ، و تأويلَ الجاهلينَ ] فنسألُ اللهَ تعالى أنيجزيكم خيرَ الجزاءِ و أن يهديَِنا و إيّاكم إلى سواء السّبيل
.علماءَنا الأفاضل : لا شكّ أنّه تناهى و يتناهى إلى مسامعكم ما يحصلُفي بلاد الرافدين – أرض الخلافةِ المسلوبة – من تهجير و تقتيل لأهلنا أهل السنّة والجماعة، و لا شكّ أنّ كلّ متبصِّرٍ بالواقع قد تواترَ إلى سمعه و بصَره ما تقومُبه العصاباتُ الطّائفيّة بهذا الشأن. و ممّا زادَ الأمرَ سوءاً, و الفاجعةَ قبحاً, بل و زاد المتابعينَ دهشةً و تعجّباً أنّ هذهِ الجرائمَ لم يقتصر ضرَرُها على أهلِالسّنةِ "العراقييّن" فحسبُ، و إنّما تعدّى ذلكَ إلى غيرهم من غير العراقيّين ممّنيقيمُ في أرض الرّافدَين منذُ زمنٍ، و نعني هنا "أهلنا منَ الفلسطينيّين", و لاحولَ و لا قوّة إلا باللهِ العليّ العظيم. فواللهِ الّذي لا إله إلا هوَ إنّهالحَملة تهدفُ لاجتثاثهم لم يسبقها حملة أقسى و لا أشدّ و لا أعنفُ, إلاّ ما كانَ مننكبَةِ 1948 حينَما رُحِّلوا و هُجِّروا عن فلسطينَ الحبيبة بواسطةِ عصابات الغدراليهوديِّ و الخوَنةِ من أبناءِ جلدتنا. فما أشبهَ اليومَ بالأمسِ و مَا أشبهَ هذهالنّكبة بتلك، بل و مَا أشبهَ هذهِ العصابات بتلكم ! فإلى الله المشتكى.
 أيّهاالأفاضلُ : يا حمَلة الميثاقِ : إنّ حياةَ ما يقارب 42 ألف نسمة -أويزيدونَ- تتعرضُ إلى الفناءِ بسببِ تهجيرهم و نهبهم وَ سَلبهم من قِبَلِ العصاباتالطائفيّة الرّافضيّة و إن أبوا -الهجرةَ و تركَ الدِّيار و الأموالِ- عمِدوا إلىخطفِهم و تعذِيبهم و قتلهم بأبشع الصّور ! فَمن الإعتِقالاتِ و التّعذيبِ ومحَاولاتِ التّهجير و الطّرد و التشريد، إلى التّهديد و الوَعيد، و التّعدّي علىحياتهم اليوميّة و مصادرة وثائقهم، و منعهم من الحصول على وثائق سفر جديدة تمكنّهممن الحركة و السّفر كسائرِ البشر !, و كأنّ الجَحيمَ قد انتقل إليهم، فصارت حياتهمفي بلاد الرّافدين كأنها في جحيم محليٍّ مُطَعَّمٍ بجحيمٍ مستوردٍ من الخارِج، واللهُ المُستعان. و لم يشفع لهؤلاءِ الضّعفاءِ عندَ أولئكَ الخُبثاءِ غُربَتهم ولا ضعفُهُم و نكبَتهم.. ! كلاّ.. و إنّما أظهروا حِقدَهم الدّفينَ و طعنوا الأمّةفي الظّهر كما فعلَ أشياعُهم و أسلافهم من قبلُ، فهل من مدَّكِر ؟! و سَنسرد عليكمأيّها الفضلاءُ بعضاً من هذهِ المصائب لنزيدَ -بإذنِ الله- من اطّلاعِكم عَلىأمرِهم و إعلامكم بواقعِهم...
1- بين 9 أبريل/نيسان و7 مايو/أيار 2003 تعرّضت 344أسرة فلسطينية في بغدادَ تضم 1612 فرداً للطرد أو لمغادرة منازلها قسراً. و هميقيمون في نادي حيفا الرياضيّ بحيّ البلديّات, و هم يبلغون حوالي 1500 شخصاً يسكنونفي 400 خيمة ! أمّا الآن فالله أعلم بأحوالهم.
 2- على مسافة 85 كم داخل الحدودالأردنية العراقية حيث مخيم الرويشد الصحراوي للاجئين المعزول القاحل, يقبع المئاتمن هؤلاء الفقراء إليه تعالى منذ 15 ابريل 2003.
3- على الحدود العراقية الأردنية, حيث مخيم الكرامة -ولا كرامة هناك- يقاسي المئاتُ منهم ما يقاسيهِ إخوانهم فيفلسطين من الجوع والبرد وهذا يقع على الجانب الأردنيّ.
 4- معبر طريبيل العراقي علىالحدود العراقية الأردنية و هو وصيفُ سابقه "معبر الكرامة" حيثُ يقعُ هذا علىالجانبِ العراقيّ, و ذلك في ظروف جحيميّة لا يطيق الصبر عليها أحدٌ من البشر.
 5- بالقربِ من القامشلي في شمال سوريا استقر مايزيد عن 200 فلسطينيّ في مخيّم الهول القريب!.
 6- وصلَ عددُ المقيمينَ مع بداية صيف 2006 في مخيم التّنف، على الحدود العراقية السّوريّة ما يزيدُ على 350 فرداً, جلّهممن النساء و الأطفال تمّ تقسيمهم على 70 خيمة. و غيرُ هذا الكثيرُ الكثيرُ ممّاخفيَ أمرُه وعِظَمه, ففي حين يرفضُ الأردن إدخالهم إلى أراضيهِ يرفضُ العراقالمحتلّ إعادَتهم إلى جحيمه !, فهم بين نارينِ، سلّملكم اللهُ و المسلمينََ من نارالدّنيا و الآخرة. و يكفي أن نبلغكم -سادَتنا الأفاضلَ- أنّ حوالي 90% منَالمقتولين على أيديِ الغدر الرّافضيّة منَ اللاجئين الفلسطينييّن قد ولدوا فيالعراق !, فهل يجب على الأبناءِ أن يقاسوا ما قاساه الآباء من تهجير وتنكيل وأنيواجهوا خطر الترانسفير ؟! -كما يقول أحد الكتَّاب-
أيا علمَــــــــاء الأمّة : إنّه لا بدّ من وجود الطائفةِ المنصورة في كلّ زمان إلى قيام الساعة, فالعُلماءُالعاملون منصورون بالحجّة و اللسانِ, كما أنّ غيرَهم من المجاهدين في سبيل اللهمنصورون بالسيف والسنان، و انطلاقاً من دوركم الأسمى في توجيه الأمة والمسؤوليةالعظيمة الملقاة على عاتقكم, و قبل ذلك انطلاقاً من قوله تعالى (وَتَعَاوَنُواعَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(،نقول انطلاقاً من هذا كلّه: نوجّه إليكم هذا الخطابَ آملينَ أن نكون قد بيَّنا لكمو أعذرنا أمام الله تعالى ببيانِ واقع هؤلاء الإخوةِ في الدّين ( قَالُوامَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ ) و ممنّين أنفسنا بأن تستجيبوا لصرخةِ هؤلاء الضعفاءولو بـــ
: 1- بيانِ أمرهم للأمة عن طريق منابركم الإعلاميّة و أصواتكم الدّعويّة وكلمتكم الشرعية, فأنتم أهلُ الحلّ و العقد و أنتم من أولي الأمر الذين أمر اللهتعالى بردّ الأمور إليهم عند التنازع.
2- إصدار بياناتِ تأييدٍ لهؤلاءِ الإخوةِ فيالدّين محرّضينَ الناسَ و الحكوماتِ و الجمعيّاتِ على حدّ سَواء للسّعي من أجل حلّأزمتهم.
3- بيانُ المتسبّبِ في هذهِ المأساةِ من عصاباتِ الرّفضِ المُجرمة فهمالعقبة الكأداءُ، و الافعي المتربّصة، و عقربُ المكر و الخبث، و العدوّ المترصّد، والسمّ النّاقع، عليهم من الله ما يستحقّون. هذا ما نمنّي به أنفسَنا منكم نصرةًلهؤلاءِ المَظلومينَ فأنتم قادَتنا و أنتُم سَاداتنا و أنتم الكرمَاء و عليكم بعداللهِ تعالى التّكلان، و الله المستعان و في الليلةِ الظلماء يُفتَقَدُ البدرُ ! وإننا نحن أبناؤكم, فِتيةٌ مسلمون غيورونَ على إخوانهم اجتمَعنا على طاعةِ اللهنرجو ثوابَ الله، متأمّلين منكم دَعمنا بالكلمةِ أو بالنّصيحة و التّوجيهِ.. و إنلم يكن فبالدّعاء، و هدفنا هو إظهار هذه القضيّة المغيّبة عن الواقع الإعلاميّ بشكلغير مسبوق, فقد استخرنا ربّنا و حزمنا أمرنا و حدّدنا هدَفنا من هذه الحملة و هو : نصرة إخواننا المُستضعفينَ من فلسطينيّي العراق بشكل خاص, من خلال عرض واقعهمالمأساوي للأمّة و إظهار المتسبّب في هذه المأساة من احتلالٍ أمريكي حاقد و عصاباتٍلئيمةٍ خبيثة، و اللهالمستَعان.
 يقولُ ابنُ القيّم -رحمه الله تعالى- : " و لمّاكانَ قيامُ الإسلام بطائفتي العلماءِ والأمراءِ، و كانَ النّاسُ كلّهم لهم تَبعاً،كان صلاحُ العالَم بصلاح هاتين الطّائفتين، و فساده بفسادهما، كما قالَ عبد اللهبن المباركِ و غيره من السلف : صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسدالناس، قيل : من هم ؟ قال : الملوك، والعلماء كما قال عبد الله بن المبارك :
 رأيتالذنوبَ تميت القلوب * * * و قد يورث الذل إدمانها
 وترك الذنوب حياة القلوب * * * وخيرٌ لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك * * * و أحبار سوءٍ و رهبانها ؟
نسألُ اللهَ لنا و لكم الثّباتَ و القبول. هذا و الله أعلى و أعلم. أبناؤكم فيحملة النصرة لفلسطينيي العراق. و دمتم بصلاح وتقوى وإيمان. و السّلام عليكم ورحمةالله وبركاته.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين