الخلط بين منهج الدعوة والتعليم

يخلط بعضهم بين الدَّعوة وما يجب لها من المرونة والتَّيسير، وبين التَّعليم وما يجب له من الدِّقَّة والحزم.

فنرى من يختار الأقصر والأيسر دائماً لطلَّابه ويقول: ارحموا طلَّاب العلم.

ونرى من يتساهل في منح الإجازات ويقول: ارفقوا بطلَّاب العلم.

وقد غاب عن هؤلاء أنَّهم بهذا المنهج يلحقون ضرراً أيَّما ضررٍ بطلَّابهم، ولن يُخرِّجوا في نهاية مسيرتهم إلا طالباً رخواً مدمناً للشَّهادات والإجازات والألقاب.

وليت هؤلاء المعلِّمين يعلمون أنَّ طلَّابهم لن يحمدوا لهم منهجهم هذا في مستقبل الأيَّام.

في الدَّعوة: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيمن بال في المسجد: لا تزرموا عليه بوله... فإنَّما بعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين.

وفي التَّعليم: قال لمن عجل في صلاته: ارجع فصلِّ فإنَّك لم تصلِّ.

إنَّ لكلِّ مقامٍ مقالاً، ولكلِّ شاردٍ عقالا.

أيُّها المعلِّم والمدرِّس والمقرئ ووو: إنَّ طالبك لن يخرِّج حين يصبح في مكانك إلَّا أضعف منه؛ لأنَّ فاقد الشَّيء لا يعطيه.

فإلى أين سنصل.....

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين