كيف نطرح حلولاً لقضايانا المستعصية؟

نطرح حلنا لها من القاعدة الحقوقيةوالإنسانية لأن غياب هذه القاعدة أدخلت مسائلنا في حكم المستحيل المستعصي

والمسألة المستحيلة لا توضح العلاقة مع الآخر لعدم استنادها لقاعدة حقوقية الأمر الذي يجعلها مشاعا لتدخلات من الخارج فيسهل استغلالها على الرغم من أن التدويل في هذه المسائل غير مفيد (القضية السورية مثالا)

لأن المسألة المستحيلة تفرز حلولا دبلوماسية لا علاقة لها بالواقع مما يجعل الحقوق صفقات سياسية لا علاقة لها بمصير المجتمع.

من المؤسف ان نجد اليوم بيننا من يعيش عصبيات الأرض والعرق واللغة وعصبيات الجنس والقوم في زمن تغير فيه العالم إلى الانفتاح

إن كرامة الإنسان مستمدة من إنسانيته ذاتها لا من اي شيء آخر والحقوق مستمدة من تلك الإنسانية التي ترجع إلى أصل واحد ولكن ماهية المجتمع هو مزيج من كافة الشعوب والعناصر.

إن إزالة الحواجز بين مختلف العناصر المكونة للمجتمع هو التكتيك العملي لتطبيق استراجية المجتمع الواحد القائم على التنوع

حضارتنا لم تقم على اسس قومية لأنها كانت حضارة عالمية مفتوحة لجميع بني الإنسان دون النظر إلى جنس أو لون او لغة ولم تجرد الناس من قومياتهم ودعاهم إلى التعارف والتفاهم والتعاون.

وكانت الحقوق اللغوية والدينية محفوظة للجميع لأن حضارتنا كانت حضارة الإنسان المكرم كما قال عمر رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.

إن مصطلح حقوق الأقليات يجب أن يغير بمصطلح حقوق الإنسان وإنكار هذه الحقوق سيؤدي إلى تجزئة المجتمع والوطن شئنا أم أبينا.

إن الإنسان عندما يحصل على حقه هوالذي سيحمي الوطن ويحافظ على وحدة الارض وسيادة الاستقلال.

عندما ينطلق الطرح من قاعدة الحقوق والواجبات سيرضخ جميع الاطراف وسيتوحد كل المشاعر وتتقارب النفوس مع العدل والمساواة.

لم تكن في يوم من الايام اللغات والقوميات مشكلة في حضارتنا لأنها من الحقوق الأساسية للإنسان

نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة يكون الإنسان محورها وليست الرابطة القومية التي تمنع حقوق الآخرين

نخن اليوم أمام فرصة نادرة للتحرر من ثقافة القرن العشرين

التي ندفع ثمنها الآن بالدماء وخراب الوطن

المطلوب منا اليوم إعادة صياغة ذاكرتنا وبالتالي اتخاذ منهج سليم بحيث نستطيع صياغة حاضرنا ومستقبلنا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين