محمد رشيد العويد
كان يذهب إلى عمله وآثار الضيق ظاهرةٌ على وجهه بسبب الخلافات التي زادت بينه وبين زوجته .
لاحظت زميلته في العمل ملامح الضيق الظاهرة في وجهه ؛ فصارت تقترب منه ، وتعينه في عمله ، وتتودد إليه .
وذات يوم ظهر التعب واضحاً على وجهه ، وكأنه لم ينم في ليلته ، فأبدت زميلتُه إشفاقاً كبيراً عليه وسألته وهي تتعاطف معه : عسى ما شر ؟!
أجابها : متعب قليلاً .
قالت : لا عاش من يتعبك ويزعجك !
قال : أنا أفكر في طلاقها .
قالت : توقعت أن تكون زوجتك هي التي ... وسكتت .
قال : دعينا منها الآن .
قالت : إني والله لأعجب من زوجة عندها رجلٌ مثلك فلا تقدره ولا تحترمه .
قال : أشكرك على حسن ظنك .
ومضت الأيام وزميلتُه تزداد اقتراباً منه ، ومواساة له ، واهتماماً به ... حتى نجحت في استمالته إليها كثيراً ، فصار معلقاً بها يحكي لها تفاصيل خلافه مع زوجته ... وكانت بدورها تقول له عبارات تزيد في تأليبه عليها وتنفيره منها من مثل : ( ليس لها حق في ذلك ) – ( كيـف تخاطبـك بهذه الكلمات ) – ( إنها لا تقدر النعمة التي هي فيها ) – ( كل النساء يتمنيـن لو كان عندهن زوج مثلك ) - ... وغيرها من العبارات التي كانت تحرض بها زميلها على زوجته .. حتى جاء يوم لم تترد فيه أن تقول له : ليتني كنت زوجتك لوضعتك بين رموش عيوني وصرت لك خادمة !
كانت هذه العبارة هي القاصمة .. ففي اليوم الذي سمعها من زميلته .. طلق فيه زوجته ليتقدم إلى خطبتها في اليوم التالي .
يـقول النبي صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من خبب امرأة على زوجها ، أو عبداً على سيده )) أبو داود والحاكم .
ويقول عليه الصلاة والسلام (( من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا )) أبو داود .
وخبَّ في اللغة : خدع وغشَّ . والخَبُّ والخِبَّ : الرجل الخداع .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول