ظاهر الامور غير حقيقتها ومآلاتها :

كثيرا ما نقع بخداع في البصر مثلا او اللمس او غير ذلك

على سبيل المثال :

1__ السراب قد نراه ماء ولكنه ليس بماء.

2__الافق يخيل اليك ان السماء التصقت بالأرض وليس الأمر كذلك.

3__الساحر يخادع بصر الحاضرين ويخيل الى الناظر ان حبله صار حية والحقيقة ليست كذلك فالحبل مازال حبلا.

4__نحس ان ماء البئر او ماء العين بارد صيفا وحار شتاء والحقيقة ان درجة حرارة الماء في باطن الارض واحدة لكن الجو عندما يكون حارا صيفا نشعر ان ماء البئر بارد واما في الشتاء البارد فنشعر ان الماء دافئ ا.ه‍

قال تعالى عن يوم القيامة:( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ).

يعني ان الكافرين يرون يوم القيامة بعيدا ولكن الحقيقة انه قريب.

واحيانا فإن الله يري الإنسان الشيء قليلا وهو كثير قال تعالى:( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) (44) الانفال.

ففي غزوة بدر قلل الله الكافرين في اعين المؤمنين ؛ والكافرون كثرة ؛ وكثر المؤمنين في اعين الكافرين ؛ والمؤمنون قلة ؛ وذلك حتى يصير عند كل فريق إقدام على القتال.

وشيء آخر قد يدعو الإنسان ربه بشيء يحبه كالمال والجاه وغير ذلك لكن هذا الشيء قد يكون شرا للداعي وهو لا يعلم قال تعالى: ( ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير)

ويقول تعالى :( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) سورة البقرة الآية 216

قال الشاعر

رب امر تتقيه جر نفعا ترتضيه

خفي المحبوب منه وبدا المكروه فيه

وأمر آخر لاول وهلة اذا رايت انسانا يشق بطن انسان تظن انه يريد قتله لكنك إذا علمت انه طبيب ادركت انه يجرحه ويسيل دمه لا ستئصال ورم او مرض لا لأمر مكروه.

ووقفة أخرى فالادوية كلها مرة تقريبا هذا هو الظاهر لكنها تجلب الصحة والشفاء بإذن الله تعالى.

تخليص فلز الذهب من الشوائب يكون بعرضه على النار الامر الذي يبدو لأول وهلة انه حرق للذهب وإفناء له

وهكذا....

فالامتحانات والابتلاآت التي يتعرض لها الإنسان المؤمن هي في الظاهر المحسوس والملموس شر لكنها في الحقيقة خير اخروي للإنسان.

وهكذا فإننا نتألم جدا لما نرى بأعيننا مخيمات إخواننا السوريين والسيول تجرفها او والحرائق تلتهمها، ولكن الحكمة شيء آخر ولا يعلمها الا الله وحده

وكذلك فإن رؤيتنا لعذابات المعذبين المظلومين الابرياء في الظاهر انه تعاسة وشقاء وهلاك، ولكن لله حكم مجهولة بالنسبة لنا.

والخلاصة: لا تحكموا على الامور بظواهرها، ولكن احكموا عليها بمآلاتها الأخروية

وإذا كان لنا من موقف امام معاناة اهل الخير فليكن

بداية بالدعاء لهم:

1__أن يرفع الله البلاء عنهم.

2__ ان يفرغ الله عليهم الصبر

3__ ان يزيد لهم في الأجر

4__ ان ياخذ الله أكابر مجرمي سورية. ومن وراءهم، وإن كنتم لا تعلمونهم فالله يعلمهم.

ومع هذا فلا يصح ان يتمنى المؤمن البلاء او لقاء للعدو لان فيه ثوابا او شهادة ولكن ليسال الله العافية والسلامة وفي الحديث الشريف: ( لا تتمنوا لقاء العدو ولكن سلوا الله العافية )

اللهم فرج هم مهمومينا ونفس كرب مكروبينا يا ذا الجلال والإكرام

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين