حفلة في الفردوس

جرى حوار بيني وبين منكر متوهم، حول وجود الحفلات في الجنة، وصفات النُدُلِ فيها.

فقلت له: بل هي موجودة ومفهومة من قول الله تعالى: { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا } الإنسان(19)

فقال ما الدليل في ذلك؟

فقلت: لولا أن هناك خلقًا كثيرًا في ذلك القصر لما احتاجوا لتطواف الخدم عليهم وأولئك الخدم في أجمل صورة وأبهى ثياب، فهم في ثياب بيضاء ناصعة، لا وسخ فيها ولا قذر، وهذا الصنف من الخدم والنُدُل مما يحرص عليه أهل الدنيا في مطاعمهم وفنادقهم ترغيبا للنزلاء فيها وإكراما لهم.

ثم هؤلاء الخدم يتنقلون هنا وهناك لتلبية الطلبات الكثيرة لهؤلاء الضيوف، ولو كان الحفل مقصرا على أصحاب القصر، لما احتاجوا كل هؤلاء الخدم.

فمن أين عرفت أنهم يتنقلون هنا وهناك؟

قلت: لأن الله قال في تشبيههم لؤلؤا منثورا، ولو كانوا ساكنين واقفين لقال: لؤلؤا منظوما مصفوفا.

ثم إن اللؤلؤ يتدحرج على الأرض بسهولة ويسر، دون إزعاج أو ضجيج، وكذلك هؤلاء الخدم.

ثم لماذا هم ولدان وليسوا نساءً؟

لعل السبب في ذلك أن الشباب الفتي أقدر على الخدمة وسرعة تنفيذ الأمر من الفتيات، والفتاة إنما جعلت محلا للشهوة، فلها وظيفة غير وظيفة الخدمة.

وهم مخلدون لا يموتون ولا يستقيلون ولا يتأخرون، وهذا أكمل ما يكون عليه النادل.

فسبحان من أكرم أولياءه بالنعيم المقيم في جنات النعيم، جعلنا الله وإياكم من ورثة جنات النعيم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين