معجزة مجهولة

أحدهم أُغري بالزواج بثانية فتزوجها، فصار يعاني من ضنك وهموم وغموم فقال:

تزوجت اثنتين لفرط جهلي=بما يشقى به زوج اثنتين

رضا هذي يهيج سخط هذي=فلا أنجو من احدى السخطتين

والحقيقة ان الزواج باثنتين يستلزم من الرجل صبراً زائداً، وعقلاً واسعاً، وحٍلماً فائضاً، وخلُقاً حسناً، ونَفَساً طويلا، وإلا فإنه سيفارق واحدة وربما فارق الثنتين...

وكثيرات من رواد المحاكم الأسرية عبارة عن ضرائر، لم يتحملن كيد الزوجات، ولا منافسة العقيلات، ولا حيف الأزواج، ولا ظلم الرجال...

ما بالكم لو أن صاحبنا تزوج ثلاثاً؟؟؟

ربما كان الأمر أشد...

ماذا لو تزوج أربعاً؟؟؟ ربما كان بحاجة لصبر كصبر أيوب، ومال كمال قارون، وبكور كبكور الغراب...

لكن هناك رجلا في التاريخ، تزوج أكثر من ثلاث نساء...فيهن العربية واليهودية، والغريبة والقريبة، والكبيرة والصغيرة، والثيب والبكر، والأرملة والمطلقة، والجميلة والأقل جمالا، وأسكنهن جميعا بجانب بعضهن، ولم ينجب أولادا من أي منهن عندما عدّد زوجاته، والعادة ان التي لا تلد تكون متفرغة للنق والجق، ومع هذا كن سعيدات معه أشد السعادة، وحريصات عليه أبلغ الحرص، وضنينات به أعظم الضن، وعرض عليهن جميعا الطلاق فلم تقبل به أي واحدة، وفرض عليهن أمورا ليست مفروضة على بقية نساء المسلمين، ومع كل هذا، كانت حياته معهن سعادة عامرة، ومسرّة آسرة، وقدوة للناس، حتى إنه لم يضرب واحدة منهن أية ضربة، ولم يعنف أيا منهن مجرد تعنيف....

أليس هذا أمرا غريباً، وشيئا عجيباً وشأنا مهيباً؟؟!!

ولم تكن زوجاته ثلاثا ولا أربعا، بل كن تسعاً في وقت واحد..ولكل منهن نفسيتها المستقلة، ورغبتها الخاصة، وطبعها المختلف....

ذلكم يا أعزائي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم...

وهذا الأمر هو معجزة من معجزاته، ومنقبة من مناقبه، وفضيلة من فضائله، لم يلتفت لها كثير من المسلمين..بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين