بين يدي رأس السنة الميلادية

قبيل رأس كلّ سنة ميلادية تتكرر مسائل تشغل الوسط الديني كحكم المفرقعات النارية، وشراء الحلويات والمعجنات، وتبادل التهاني والتبريكات، وإقامة الحفلات وخروج الناس في الطرقات وغيرها من المستجدات في المجتمعات.

وان إعطاء الحكم الشرعي في مثل هذه القضايا لا يخرج عن الوجوب الكفائي.

لكن ما يغيب عن الساحة هو التأسيس القوي والعمل الجادّ للانتماء الحقيقي الصحيح والتقعيد له والعمل المتواصل في البناء على مدار السنة لا قبيل رأسها من غير افراط ولا تفريط ومن غير تمييع أو تشديد ومن غير أعذار أو استتار على بَصِيرَةٍ وَيَقِينٍ وَبُرْهَانٍ شَرْعِيٍّ وَعَقْلِيٍّ.

غياب الوالدَين عن متابعة أحوال العائلة وإبداء النصح والإرشاد لها، ومعالجة المشكلات على مدار السنة، وعدم قناعتهما بمهمتهما الأبوية، وانغماسها في الملذات، ونظرهما الى دونية مهمتهما، لا يعطيهما قوة ولا فاعلية في تحقيق المطلوب في القرارات المصيرية.

وغياب ((الخطيب والواعظ، والمدرّس والمعلّم)) عن مجتمع التلقّي من حوله وعدّه نفسه موظفاً في مكان وجوده وتفكيره بالانتقال إلى مكان عمل آخر يظنّه أشرف دنيوياً وأنفع مادياً وأرضى له نفسياً لا يجعله مؤثراً ومرشداً للتغيير الايجابي وتوجيه بوصلة المجتمع إلى الهدف الحقيقي والمقصد الرباني والمنهج النبوي.

وغياب ((الأخ الكبير والصديق والمصاحب)) عن مهمته وأدائه لأمانة الصحبة والأصدقاء وانجراره إلى ملذات الاجتماع ونزوات الزملاء وعدم تعكير صفو اللقاء لا يحقق المطلوب ولا يوصل إلى المرغوب.

الدعوة ليست وظيفة، وليست درجة علمية، وليست منصباً إدارياً، وليست رغبة شخصية، الدعوة مهمة نبوية، وتكاليف ربانية، ومسؤولية شرعية ﴿ قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلِیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ ﴾

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين