أحكام

ثلاثون عاماً مرت عليّ، وأنا أخرج لمجتمعي بحجابي..

ثلاثون عاماً قطعت بحجابي كل المراحل المهمة في حياتي: تخرجت من المدرسة، ثم من الجامعة، دخلت ميدان التعليم، تزوجت، أنجبت، انخرطت في العمل الدعوي والاجتماعي، عدت إلى الجامعة، وتخرجت بتخصص ثانٍ، وأكملت فيه دراساتي العليا، أنشأتُ مشروعاً إعلامياً شبابياً، كتبتُ، حاضرتُ، درّبتُ، ألّفتُ، سافرتُ، قدتُ سيارتي، وزرت بها مناطق مختلفة من لبنان..

وها أنا اليوم أنظر ورائي، لأرى صفحات من حياة مسلمة محجبة، لم يمنعها الحجاب من الوصول إلى كل ما تمنّت تحقيقه يوماً، رغم كل الصعوبات التي مرت بها..

ثلاثون عاماً حصل فيها الكثير الكثير، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، بتأثير واضح بما استجد على مستوى العالم، فقد كانت تلك السنوات تعجّ بالتغيرات الكبيرة والعميقة والحساسة..

كل شيء يتعلق بحياة الإنسان منذ ثلاثين عاماً تبدّل.. كل شيء تقريباً تغيّر، حدّ الانقلاب!

لكن شيئين لم ولن يتغيرا: رغبة المرأة بالزينة والجمال، ورغبة الرجل بالمرأة.. وعلى ضوء هذين الثابتين، وعلى خلفية خبرة عمرها ثلاثون عاماً، سيكون حديثنا..

إنها فطرة الله التي فطر الجنسين عليها، والتي سعت الأيدي البشرية ، ولا زالت تسعى لتشويهها، وأخذها بعيداً عن مسارها الطبيعي والسليم..

إن المرأة التي تُنشّأُ في الحلية والزينة والحرائر والألوان والعطور، لا يمكن بحال من الأحوال أن تكره ذلك، أو تبغض أن تكون محط إعجاب، أو لافتة للأنظار، ومُنافِسة لها وزنها على عرش الجاذبية والجمال!

تلك الفطرة التي تترجمها اليوم دور الأزياء، ومصانع العطور، وعيادات التجميل، وتجارالألماس والذهب والأحجار الكريمة، ويستثمرها على نحو مربح جداً مصممو الأكسسوارت، ومصففو الشعر، ومقلمو الأظافر، وبائعو ماركات الحقائب والأحذية النسائية، وغيرها من لوازم إظهار مواطن الجمال في المرأة.. على أنّ المسلمة المحجبة ليست بمنأى عن تلك الجهود الجبارة، التي تلاحقها أينما ذهبت، وتتوافق قبل ذلك مع ميولها النفسية واحتياجاتها الأنثوية.. وتتسبب تلك الإغراءات بمزيد من الضغوط عليها، نفسياً ومجتمعياً، وتضعها في مواجهة شبه يومية بين ما تريده لنفسها، وما يريده المجتمع منها، وبين ما يريده خالقها لها، وهوالذي صوّرها، وأبدع خلقها..

فهل المطلوب منها أن تنكر فطرتها، أو أن تستحي من طبيعتها، وتعتبرها عيباً يجب أن تتخلص منه؟ بل هل يجب عليها أن تتبرأ من أنوثتها، لتكون مطيعة لربها؟!

سنجيب عن تلك الأسئلة بإذن الله في المقالة الثانية من سلسلة #أحكام_نون_النسوة_المتحركة، راجية متابعتكم، ونشر المقالات لتصل إلى أكبر عدد من بناتنا ونسائنا..

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين