هلا نملة واحدة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغَتْهُ نملةٌ ، فأمر بجهازه فأُخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة؟

وفي رواية أخرى:

فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ.

لم تشفع له النبوة ولم تنجه من السؤال، فكيف سيلقى الله من أحرق خيام الناس المنكوبين في مخيم المنية في لبنان من أجل عراك على حطام؟

مهما يكن سبب الخلاف فإن جريمة الإحراق عظيمة مهولة مظلمة كالحة بما فيها من رعونة وطغيان وظلم وعدوان وتنبئ عن قلوب قدَّت من صخر علاها ركام الغفلة فلا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما أشربت من هواها.

ظلم الإنسان للإنسان تجأر منه الأرض وتئط له السماء وليس من مخرج إلا الدعاء: اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

فلا الحكومات تقيم العدل وتحفظ الأمن، ولا الشعوب تحيا بالإنصاف، ودوامة التظالم تسحب الكل إلى سوء العاقبة، وترديهم في دركات الويلات والله يحذِّر في كتابه فيقول:

( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ).

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين