معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة الزلاقة

معركة الزلَّاقة (479 هـ)

بعد أن استولى ملك أسبانيا ألفونسو السادس على مدينة طليطلة، اتجه إلى مملكة إشبيلية، ورام أخذها، وبدأ باستدراج ملكها المعتمد بن عباد لحرب لا قِبَل له بها، فلما أحس المعتمد بالخطر أرسل رسالة استغاثة لقائد المرابطين يوسف بن تاشفين، فأعلن يوسف النفير العام، واجتمع عنده أعداد عظيمة من المجاهدين، فعبر بهم البحر، ولما نزل يوسف على بر الأندلس سجد لله شكرًا وتواضعًا، وفي الوقت ذاته قام ألفونسو السادس بإعلان النفير العام في الصليبيين، واستعد الفريقان للقتال المرتقب، ووصل الجيشان إلى وادي الزلاقة على نهر الوادي الكبير.

وفي صبيحة يوم الجمعة (12 رجب 479هـ) زحف الصليبيون بجيشهم الذي يقارب المائتي ألف مقاتل، ظانين غفلة المسلمين، ولكنهم فوجئوا بالقوات الأندلسية بقيادة المعتمد على أهبة الاستعداد، واشتبك الجيشان في معركة عظيمة، وفي اللحظة المناسبة نزلت الجيوش المرابطية أرض المعركة، فطوّقت الجيوش الصليبية، وفتكت بمؤخرتها، وأضرمت النار في معسكر ألفونسو الخلفي، وحاول ألفونسو الارتداد لإنقاذ عسكره، فوجد نفسه في مواجهة مباشرة مع كتيبة الحرس الأسود، وأصيب ألفونسو بطعنة خنجر في فخذه ظل بعدها سائر عمره أعرج، وفر ألفونسو، ومن بقي من جيشه، ولم يصل إلى طليطلة إلا مائة مقاتل فقط، وهذه المعركة من أعظم معارك الأندلس، فقد أجّلت سقوط دولة الإسلام في الأندلس عدة قرون.

ومن الطرائف التاريخية أنَّ الذي صدَّ الصليبيين في المشرق ببلاد الشام هو صلاحُ الدين يوسف في معركة حطِّين، والذي تولَّى صدَّهم في المغرب في بلاد الأندلس هو يوسفُ بن تاشفين، ولكنّ شهرةَ يوسف المشرق غطّت على شهرة يوسف المغرب، وكلاهما من أبطال الإسلام.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين