معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة ذات الصواري

معركة ذات الصواري (31 هـ)

(أول معركة بحرية في التاريخ الإسلامي)

بعد أن أصيب الروم بضربة حاسمة، وتعرضت سواحلهم للخطر بعد سيطرة الأسطول الإسلامي على سواحل المتوسط، خرج قسطنطين بن هرقل بأسطول قِوامه ألف سفينة للثأر من المسلمين بسبب خساراته المتوالية في البر، فأذِن عثمان (ضي الله عنه) بصد العدوان، فأرسل معاويةُ رضي الله عنه مراكبَ الشام بقيادة بُسْر بن أَرْطَأَة رضي الله عنه ، واجتمع مع القائد العام عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح رضي الله عنه في مراكب مصر، ومجموع سفن المسلمين مائتا سفينة فقط، وسار الجيش الإسلامي، وفيه شجعان المجاهدين ممن أبلوا في المعارك السابقة.

وخرج المسلمون إلى البحر وفي أذهانهم وقلوبهم إعزاز دين الله، وكسر شوكة الروم، فالتقى الأسطول الإسلامي بقيادة ابن أبي سَرْح رضي الله عنه والي مصر، بالأسطول البيزنطي الرومي بقيادة الإمبراطور قسطنطين الثاني، على شاطئ الإسكندرية، سنة (31هـ).

ونزلت نصف قوة المسلمين إلى البر بقيادة بُسر بن أَرْطَأَةَ؛ للقيام بواجبات الاستطلاع، وقتال البيزنطيين المرابطين على البر، فبدأ القتال بين الأسطولين ـ عندما أصبحت المسافة بينهما في مرمى السهام ـ بالتراشق بالسهام، وبعد أن نفدت السهام جرى التراشق بالحجارة، وبعد أن نفدت الحجارة ربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطيين، وبدأ القتال المتلاحم بالسيوف، والخناجر فوق السفن.

انتهت المعركة بعد قتال شديد بانتصار المسلمين، وقتل قائدهم قسطنطين، وأدرك الروم بعدها فشلهم في استرداد هيبتهم، وانطلق المسلمون في عرض البحر دعاة إلى الله تعالى.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين