معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة نهاوند

معركة نهاوند (فتح الفتوح) (21 هـ)

في سنة (21هـ) بلغ المسلمين أن الفرس استعدوا لمداهمتهم، فكتب عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه إلى النعمان بن مُقَرِّن رضي الله عنه أن يسير بالجيوش إلى نهاوند (مدينة تقع في إيران حاليًا)، وكان جيش المجوس (150) ألفًا، وجيش المسلمين (30) ألفًا.

وبعث النعمان بن مقرن بين يديه رجالًا؛ ليكشفوا له خبر القوم، فرجعوا إلا طليحة بن خويلد الأسدي لم يحفل برجوعـهم، فسار حتى انتهى إلى الأعداء في نهاوند، وعـلم أخبارهم، ثم رجع إلى النعمان، فأخبره بذلك، واستشهد طليحة في هذه المعركة.

والتقى الجيشان في مدينة نهاوند، وكان الفرس بقيادة يزدجرد، يراقبون المعركة من أعلى الحصون، فانسحبوا إلى حصنٍ، وبقي المسلمون خارجه لا يتقدمون، فلما طال الحال، جمع النعمان رضي الله عنه أهل الرأي، وشاورهم كيف يُخرِجون الفرس من حصنهم؛ ليلتقوا بهم؟ فاستقروا على الهجوم، ثم الانسحاب المباغت.

فهجم القعقاع رضي الله عنه بمن معه على جيش المجوس، واشتبكوا بهم، ثم انسحب القعقاع رضي الله عنه بمن معه (حسب الخطة)، فلحق بهم الفرس حتى انتهوا إلى الجيش، فكبَّر النعمان رضي الله عنه ، وهزَّ الراية، وكبّر معه المسلمون ثلاث تكبيرات، فزُلزلت الفرس من ذلك، ورُعبوا رعبًا شديدًا، ثم اقتتلوا قتالًا شديدًا، وزلق حصان الأمير النعمان رضي الله عنه فوقع، وجاءه سهم في خاصرته فقُتل، وكان المجوس قد قرنوا منهم ثلاثين ألفًا بالسلاسل، وحفروا حولهم خندقًا، فلما انهزموا وقعوا فيه، وقُتل نحو مائة ألف، وهرب الفيرزان، فتبعه القعقاع رضي الله عنه فقتله، ودخل المسلمون نهاوند، وانتهت دولة فارس بعد تلك الموقعة، وكانت هذه المعركة سببًا لفتوح بلاد المشرق.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين